يؤمن وزير الدفاع السعودي الجديد الامير سلمان بن عبد العزيز بأن الديمقراطية لا تلائم المملكة ويشجع التعامل بحذر مع الاصلاح الاجتماعي والسياسي وفقا لما ورد في برقية دبلوماسية أمريكية في عام 2007 ونشرها موقع ويكيليكس. وتم تعيين الامير البالغ من العمر 76 عاما يوم السبت بعد وفاة اخيه الاكبر الامير سلطان ولي العهد في نيويورك الشهر الماضي والذي ظل وزيرا للدفاع والطيران لخمسة عقود.
وأصبح الامير نايف وزير الداخلية المخضرم وليا للعهد في اختيار أوضح قلق الملك عبد الله على الاستمرارية والاستقرار في اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
كان الامير سلمان اميرا للرياض لنحو 50 عاما ويتولى الان الوزارة السعودية الاكبر من حيث الانفاق والتي لجأت دوما الى شراء الاسلحة لتحويل جيشها الى واحد من أفضل الجيوش تسليحا في الشرق الاوسط ولتعزيز علاقاتها مع الحلفاء الغربيين مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وهو واحد من أبرز أعضاء أسرة ال سعود الحاكمة. ويشتهر الامير سلمان بتدينه وتطلعه النسبي للخارج. وقال دبلوماسي سابق في الرياض أجريت معه مقابلة بشأن عملية الخلافة في المملكة "انه ذكي وسياسي وعلى اتصال بالقاعدة المحافظة لكنه ايضا صاحب عقلية حديثة."
ومنذ عام 1962 يشغل الامير سلمان منصب حاكم الرياض وله صلات بالحكومات الاجنبية اكثر من اي من الاعضاء البارزين بالاسرة الحاكمة.
وقال دبلوماسي اخر ان الامير سلمان كان دائما "متعاونا جدا" في حل الصعوبات التي تواجه الرعايا الغربيين في البلاد التي يمثل المغتربون فيها 30 في المئة من السكان.
وفي اجتماع مع السفير الامريكي في مارس اذار 2007 جرى الحديث عنه في برقية نشرها موقع ويكيليكس قال الامير سلمان ان الاصلاحات الاجتماعية والثقافية التي بدأها الملك عبد الله يجب أن تسير ببطء خشية وقوع ردة فعل سلبية من المحافظين.
كما عارض تطبيق الديمقراطية في المملكة مشيرا الى انقسامات اقليمية وقبلية وقال للسفير ان حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ضروري من أجل استقرار الشرق الاوسط. ويشبه الامير سلمان والده الملك عبد العزيز بن سعود في ملامحه اكثر من اي من اخوته.
وكان الامير سلمان بوصفه من ابناء الملك عبد العزيز الذين أنجبتهم زوجته الاثيرة حصة بنت احمد السديري في قلب الحكم الملكي لعقود.
ومن بين أشقائه ضمن أسرة من 30 من الاخوة غير الاشقاء الملك الراحل فهد والامير سلطان وولي العهد الجديد الامير نايف والامير احمد نائب وزير الداخلية.
ولد الامير سلمان في الرياض عام 1935 والتي كانت حينذاك واحة مبنية بالطوب اللبن في عمق المملكة الجديدة التي لم تكن اكتشفت النفط بعد وكانت تعتمد في دخلها على الحجاج والمعتمرين الذين يزورون مكة والمدينة وزراعة التمر ورعي الجمال.
غير أن ابنه الامير سلطان بن سلمان أصبح أول رائد فضاء عربيا وانطلق على متن مركبة الفضاء الامريكية ديسكفري عام 1985 .
ويشغل الامير سلطان الان منصب وزير السياحة السعودي بينما يتولى ابنه الثاني الامير عبد العزيز منصب نائب وزير النفط.
خلال العقود الخمسة التي كان فيها اميرا للرياض وما حولها أشرف الامير سلمان على تنمية العاصمة ليحولها من بلدة صحراوية كبيرة الى مدينة يسكنها 4.6 مليون نسمة.
تلقى الامير سلمان تعليمه في "مدرسة الامراء" التي أنشأها امام المسجد الحرام في قصر الملك عبد العزيز.