قالت مصادر أمنية ان شخصا قتل وأصيب عشرة اخرون اليوم الاحد في اشتباكات بين قوات من الجيش المصري ومحتجين أمام البوابة الرئيسية لميناء دمياط على البحر المتوسط في أقصى شمال البلاد. وقال مصدر ان الجيش يستخدم طلقات صوت لكن يرجح أن بعض الطلقات التي يستخدمها ذخيرة حية. وأضاف أن بعض المحتجين مسلحون فيما يبدو بأسلحة محلية الصنع.
ويوم الثلاثاء أغلق مئات من السكان طرقا في المنطقة احتجاجا على اعتزام مصنع أسمدة كيماوية في المنطقة الحرة بالميناء اقامة مصنعين اخرين في المنطقة. ويقول المحتجون ان عوادم المصنع ضارة بالانسان والزراعة.
وقبل ثلاثة أيام أغلق المحتجون الميناء. وقال المصدر ان دبابات تمكنت في الساعات الاولى من صباح يوم الاحد من اعادة فتح الميناء لكن المحتجين وجهوا نداءات الى الاهالي بمكبرات الصوت كان من شأنها وصول ألوف منهم الى المكان ووقوع الاشتباكات مع الجيش.
وقال شهود عيان لرويترز في اتصالات هاتفية ان نحو 12 سيارة اسعاف تقف بالقرب من موقع الاشتباكات.
وكانت شركة أجريوم الكندية حصلت قبل سنوات على موافقة الحكومة على اقامة مجمع مصانع أسمدة كيماوية قرب منتجع رأس البر القريب لكن احتجاجات السكان أجبرت الحكومة على الغاء المشروع والاكتفاء باقامة مصنع واحد للشركة الكندية التي اندمج فرعها في مصر مع شركة موبكو المصرية في المنطقة الحرة بميناء دمياط. وتوجد في المنطقة الاحتياجات الاساسية للمصنع وتتمثل في المياه العذبة والميناء وموارد الغاز الطبيعي.
وكان المحتجون طالبوا بأن يقيم المصنع محطة لتحلية مياه البحر قائلين ان مياه نهر النيل في المنطقة لا تكفي زراعاتهم. كما طالبوا المصنع بانشاء محطة صرف صحي خاصة به قائلين ان محطة الصرف في منتجع رأس البر لا تتحمل أيضا صرف المصنع.
ويطالب المحتجون الان بغلق المصنع. وقال شاهد ان محتجين منعوا سيارة اسعاف من نقل جثة القتيل ويدعى اسلام أبو أمين (21 عاما) الى مشرحة مستشفى بمدينة دمياط واصطحبوا السيارة وبها الجثة الى مبنى ديوان عام المحافظة مرددين هتفات ضد السلطات. وقل مصدر ان محافظ دمياط محمد علي فليفل ومساعديه والموظفين غادروا المبنى قبل وصول المحتجين.
وقالت المصادر الامنية ان قوات الجيش ألقت القبض على 18 محتجا خلال قيامها بفتح الميناء الذي أعاد المحتجون اغلاقه.
وبعد أيام من اندلاع انتفاضة شعبية يوم 25 يناير كانون الثاني انسحبت قوات الشرطة من الشوارع مما تسبب في انفلات أمني. ورغم انتشار الجيش في المدن وقيامه بمهام الى جانب الشرطة التي عادت لمواقعها استمر الانفلات الامني وتعددت أعمال العنف التي سقط خلالها قتلى وجرحى خلال احتجاجات. وأطاحت الانتفاضة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وفي مدينة أسوان بأقصى جنوب البلاد هاجم مئات المحتجين مبنى مديرية الامن بقنابل المولوتوف والحجارة ليل السبت وردت عليهم قوات الشرطة التي تحرس المبنى بقنابل الغاز المسيل للدموع حسب ما قاله شاهد اتصلت به رويترز هاتفيا.
وقالت المصادر الامنية ان المحتجين وهم نوبيون تجمعوا لتنظيم احتجاج بعد وفاة رجل متأثرا باصابته بطلق ناري أطلقه عليه شرطي سري قبل أيام خلال شجار بينهما.
وقال الشاهد ان المحتجين توجهوا الى نادي التجديف التابع للشرطة بعد تجمهرهم امام مبنى مديرية الامن وهاجموه بالقنابل الحارقة مما أدى لاحتراقه بالكامل.
وأضاف أنهم اقتحموا بعد ذلك نادي ضباط الشرطة القريب من مبنى ديوان عام محافظة أسوان وحطموا محتوياته. ويطالب النوبيون بتوطينهم على ضفاف بحيرة ناصر خلف السد العالي. وكانت السلطات قامت بترحيلهم قبل عشرات السنين لبناء السد الذي تجمعت خلفه كميات هائلة من المياه تمثل رصيدا استراتيجيا للبلاد سمي بحيرة ناصر.
ويقول محللون ان الحكومة تخشى أن يؤدي توطين النوبيين على ضفاف البحيرة الى مطالبتهم بالانضمام للقبائل النوبية على الجانب الاخر من الحدود في السودان.