تخوض الساحة اليمنية تبايناً في التداول مع التطورات الأخيرة في البلاد، فخلال ما تتوالى أنباء مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه ووفد من المعارضة اليمنية والمبعوث الأممي إلى العاصمة السعودية الرياض لاستكمال توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، واصل شباب الثورة في اليمن مسيراتهم غير آبهين بما تدور تلك التطورات على المستوى السياسي. وجدد شباب الثورة رفضهم التعامل مع المبادرة الخليجية معلنين تواصلهم بخيار الحسم الثوري السلمي. وخرج اليوم شباب الثورة في مسيرات حاشدة في كل من صنعاءوتعز مجددين رفضهم القاطع للتعامل مع المبادرة الخليجية وداعيين أحزاب المعارضة وقف تفاهمها الآني مع النظام. كما جددوا على تمسكهم بخيار المحاكمة للرئيس صالح وأولاده وأركان نظامه، لاتهامهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية». وطالبوا العالم بإحالة ملف صالح ونظامه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وطاف الآلاف بمسيراتهم تأكيداً على رفضهم للتسويات السياسية واستمرارهم في برنامج التصعيد الثوري وتمسكهم بأهداف الثورة وإسقاط نظام صالح وبناء الدولة المدنية الحديثة. وجابت مسيرة صنعاء شوارع الزراعة وسوق السمك وشارع الزبيري باتجاه شارع هائل ثم الرباط وصولاً إلى ساحة التغيير. وخلال مرور المسيرة في شارع الزبيري شهدت المنطقة تواجداً أمنياً كثيفاً للقوات الموالية للنظام، ولم تسجل أي إصابات خلال المسيرة. وحين وصول المسيرة إلى الساحة صدح المتظاهرون عالياً بهتافات رافضة للتسويات السياسية ومؤكدة على سعيهم إلى تحقيق هدف محاكمة صالح ونظامه منها : «وقع وإلا ما وقع سافر وإلا ما سافر لابد من المحاكمة».
وفي محافظة تعز هتفت مسيرة حاشدة بألا حصانة لمرتكبي جرائم القتل ضد شباب الثورة. وأبدى شباب المدينة استيائهم من خوض المعارضة بدخوله في تسويات سياسية مع النظام حسب قولهم. وأكدوا على أن ما تفعله أحزاب المعارضة لا يعني شباب الثورة و أنهم صامدون في ساحاتهم حتى تلبى مطالبهم في محاكمة الرئيس علي صالح و أعوانه و تجميد أرصدتهم وبناء الدولة المدنية الحديثة، ومن الهتافات «وقع وإلا ما وقعش.. هم والمشترك بالبحر».. «المشترك والسلطة.. يحسبوا الشباب عرطة».
وخرجت مسيرة في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة رددت هتافات تطالب بعدم منح حصانة لصالح ومعاونيه الذين اتهموهم بالمسؤولين في أعمال القتل والقمع بحق المتظاهرين السلميين. وقال مراسل المصدر أونلاين إن من هذه الهتافات «لا تعطوا مهلة للقاتل.. جاء الحق وزهق الباطل» و«لا تحاور لا تجادل.. جاء الحق وزهق الباطل» و«حكمك زائل حكمك زائل.. جاء الحق وزهق الباطل». وجابت المسيرة شوارع عتق قبل أن تعود إلى ساحة التغيير بالمدينة، حيث ألقي بيان ائتلاف الثورة بشبوة الذي شدد على ضرورة محاكمة «القتلة».
من جهته، توقع المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارضة محمد قحطان عدم مغادرة الشباب المحتجين من الساحات مع توقيع الرئيس صالح على اتفاق نقل السلطة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قحطان قوله رداً على سؤال بشإن ما اذا كان المحتجون سيغادرون ساحات الاعتصام التي يتواجدون فيها منذ اشهر بعد توقيع اتفاق السلطة، «لا، فالشارع لا يقبل أصلا المبادرة الخليجية». واضاف قحطان الذي كان متواجدا في شارع الستين في صنعاء حيث يتظاهر المحتجون، «الناس لن يذهبوا الى بيوتهم قبل انتهاء الفترة الشرفية»، في إشارة الى فترة التسعين يوما التي يفترض ان يبقى فيها صالح رئيسا شرفيا لليمن، وتنتهي بانتخابات رئاسية توافقية مبكرة. كما قال قحطان للوكالة الفرنسية انه «سيكون هناك بالطبع خلاف مع الشباب حول مسالة الحصانة القانونية التي سيحصل عليها الرئيس بموجب المبادرة الخليجية، فهم يطالبون بمحاكمته».