ذا كنيديان برس – الصحافة الكندية بقلم مايك بلانكفيلد – ترجمة: مهدي الحسني – خاص بالمصدر أونلاين قال احد قادة المعارضة البارزين في اليمن ان القاعدة ستكسب موطئ قدم خطير في اليمن اذا لم تقوم الدول الغربية بمساعدة ثوار الربيع العربي. وفي حديثه إلى كنديان برس (الصحافة الكندية) قال محمد ابو لحوم، رئيس تنظيم العدالة والبناء وهو الحزب الذي أنشئ مؤخرا في اليمن بالشرق الأوسط «ليس للقاعدة جذور أو حضور قوي في اليمن حتى الآن و اكرر حتى الآن» وأضاف «إذا سألتني عما سيكون عليه حال القاعدة في العام 2012 او 2013 و هل سيكون لهم حضور قوي لأجبتك بنعم سيكون للقاعدة حضور قوي في اليمن فقط إذا ما تردد المجتمع الدولي في اتخاذ مبادرات و خطوات جادة لنقل السلطة». وقد استقال ابو لحوم من الحزب الحاكم بعد مذبحة 18 مارس التي ارتكبتها الحكومة ضد المتظاهرين. ويعتقد ابو لحوم ان صالح سيتشبث بالسلطة إذا لم يجبر على التنحي. وبعكس لييبا حيث قاد الناتو حملة جوية و بحرية للتخلص من معمر القذافي، فإن أبو لحوم يرى أن ما تحتاجه اليمن هو مجرد إمضاءة قلم. وطالب ابو لحوم المجتمع الدولي بالقيام بثلاث خطوات كانت قد مورست معظمها ضد النظام السوري والليبي ولم تتخذ ضد النظام اليمني بعد رغم أهمية تلك الخطوات لمساعدة الثورة في بلاده التي تم تجاهلها. وتلك الخطوات هي كالتالي «تجميد أرصدة و ممتلكات صالح وأبناءه، فرض حظر السفر على أبناءه والمقربين منه وأخيرا حظر تصدير الأسلحة إلى اليمن». وقال محمد ابو لحوم «أتمنى أن يسبق الكنديون الآخرين في اتخاذ تلك الخطوات فهي لا تكلفهم شيئا ولكنها واجب و مسئولية أخلاقية وستظهر أن الكنديين يشجعون السلام والاستقرار في المنطقة». نحن لن نحتاج إلى استخدام القوة الجوية ولا نشجع احد على إرسال قوات إلى اليمن لأننا نستطيع أن نتعامل مع الأمر بأنفسنا وسيقوم ابو لحوم بإيصال هذه الرسالة في العاصمة الكندية اوتاوا هذا الاسبوع عندما يلتقي مسئولين في وزارة الخارجية وأعضاء في البرلمان الكندي. وتشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 400 من المحتجين منذ شهر فبراير. وبعد عقد من المحاولات لأحداث تغيير من داخل الحزب الحاكم الذي كان ينتمي له، قرر أبو لحوم أن يستقيل من الحزب و ينظم إلى الثورة بعد أن قام قناصة يعتلون أسطح المنازل و يتبعون للحكومة، قاموا بقتل 52 من المتظاهرين في العاصمة صنعاء في يوم 18 مارس. ويدرك أبو لحوم مقدرة الدول الغربية اللامحدودة على التدخل، و لكنه يعتقد ان لديها حافز مهم لاتخاذ خطوات معتدلة لمساعدة اليمن للقضاء على النفوذ الذي تسعى القاعدة لإقامته في البلاد. اليمن دولة فقيرة وقد أصبحت مسرح للقتال في جبهة الحرب على شبكة الإرهاب، فهي محاذية للعربية السعودية وتقع على الخط الملاحي المؤدي إلى قناة السويس. وفي سابقة فريدة من نوعها، قامت طائرة بدون طيار أمريكية الشهر الماضي بقتل انور العولقي، الأمريكي من اصل يمني، بينما كان مسافرا في طريقه بإحدى المناطق الصحراوية وسط اليمن. وقد قتل العديد من أنصار العولقي الذي كان يقود عملية استقطاب المقاتلين في القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وارتبط اسم اليمن بالمحاولة الفاشلة لتفجير طائرة تجارية متجهه الى مدينة ديترويت خلال فترة عيد الميلاد في 2009. كما قامت الولاياتالمتحدة برصد طابعات معبئة بالمتفجرات أرسلت عبر البريد من اليمن العام الماضي وقال ابو لحوم «إن النظام الذي سيخلف صالح سيكون شريكا جادا ومخلصا في الحرب على القاعدة والجماعات الأخرى المتطرفة» وأضاف «إن الربيع العربي سيفتح آفاقا جديدة ومجالات لبناء علاقات جديدة وأفضل مثال على ذلك هو خفة حدة العداء لأمريكا والغرب والتي عبر عنها المتظاهرون من تونس إلي بنغازي، القاهرة، دمشقوصنعاء. هذه مؤشرات جيدة على اختفاء جماهير القاعدة وهي إحدى الوسائل لمحاربة القاعدة من خلال بث الأمل في الناس وإن تشعرهم بالاهتمام بهم وقضاياهم وهمومهم» وقد صعدت كندا من عقوباتها على إيران هذا الأسبوع وفرضت سلسلة من العقوبات الاقتصادية على سوريا وليبيا قبل سقوط القذافي. وقد أيد أبو لحوم التدخل العسكري الغربي في ليبيا ولكنه قال ان ذلك لن يكون ضروريا في أماكن أخرى عندما يكون هناك طرق أخرى للمساعدة. وأضاف ابو لحوم «اعتقد ان التدخل في ليبيا كان خطوة شجاعة وكانت خطوة صحيحة. ولو تأخرت الدول الغربية في تدخلها لعانت ليبيا بشكل كبير».