دشن صندوق الأممالمتحدة للسكان حملة عالمية تستمر 16 يوماً في مسعى لوقف العنف ضد النساء. وأقام فرع الصندوق في صنعاء صباح اليوم الثلاثاء لقاءً إعلامياً حول الحملة التي أطلق عليها «حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة». وقال السيد مارك فاندنبرجي ممثل صندوق الأممالمتحدة باليمن في كلمة له ان المرأة اليمنية «تعاني للعنف بشتى أشكاله ابتداءً من الأسرة مروراً بالمجتمع والحياة السياسية»، مطالباً المجتمع اليمني المساهمة في نبذ ظاهرة العنف التي تتزايد بشكل كبير بسبب انعدام الثقافة والتعليم في أوساط المواطنين.
وأضاف ان الصندوق يعمل على إيجاد بيئة خالية من العنف ضد المرأة وتجاوز ثقافة العنف وسط المجتمعات.
وأشار مارك إلى الظروف الصعبة التي تعاني منها المرأة في المرحلة الحالية خصوصاً مع توسع دائرة العنف بين الأطراف المتنازعة في اليمن، والتي عدها سبباً رئيسياً في تزايد هذه الظاهرة ضد النساء. وتتسبب النزاعات التي تشهدها اليمن خلال الفترة الأخيرة في نزوح عدد كبير من المواطنين من صعده وأبين، كان أغلبهم من النساء والفتيات، حيث تكون النساء أكثر عرضة للعنف ويكن الأكثر ضعفا، في مثل هذه الظروف الإنسانية. ويتمثل العنف ضد النساء والفتيات أشكال عده، كالاغتصاب، والعنف الأسري، والتحرش في العمل والمدارس والممارسات التقليدية كختان الإناث والعنف الجنسي في النزاعات المسلحة، وهو ما يعد أهم العوائق لتحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة. كما جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته الخاصة بهذه المناسبة.
وفي اللقاء الذي حضره عدد من الاعلاميين استعرضت أحلام صوفان مسئولة النوع الاجتماعي في صندوق الأممالمتحدة للسكان أسباب العنف القائم وأنماطه، والآثار المترتبة عليه، فيما استعرضت مسئولة الإعلام والتواصل في الصندوق فهمية الفتيح دور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة.
كما عرض فلم وثائقي بعنوان «ويبقى الأمل»، والذي جسد عدد من أشكال العنف الممارس ضد المرأة اليمنية من الناحية الحقوقية والجنسية والتعليمية والجسدية، وحرمانها من تحقيق أحلامها التي تهدف للوصل إليها. ويقود صندوق الأممالمتحدة للسكان بصنعاء بالتعاون مع اللجنة الوطنية للمرأة حملة ال 16 يوم لهذا العام من خلال تدشين عدد من الفعاليات التي تهدف إلى «رفع مستوى الوعي المجتمعي بظاهرة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي». واعتبر بيان عن الصندوق أن الحملة «تعتبر إستراتيجية منظمة من قبل أفراد ومجموعات في جميع إنحاء العالم للدعوة لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة ودعوة المجتمع المدني إلى أن يلعب دورا أساسيا في نشر مفهوم الأمن، والتشديد على السلام وعلى المحافظة على حقوق الإنسان كسبيل لتحقيق أمن حقيقي للجميع بالإضافة إلى تعزيز الشراكة مع الحكومة والمجتمع المدني العاملة في مجال العنف».
وتأتي الحملة لهذا العام تحت شعار «من السلام في البيت إلى السلام في العالم – لنتحدى النزعة المسلحة وللننه العنف ضد المرأة»، حيث يقول صندوق الأممالمتحدة أنه «لا يمكن أن يسود السلام على الأرض فيما الحرب قائمة في المنزل ولذلك يصف شعار الحملة لهذا العام العلاقة المعقدة بين السلام والمنزل والعالم بحيث يبين تأثير النزاعات المسلحة على نمط حياة الأسرة بشكل خاص وتأثيرها المباشر على حياتنا بشكل عام».
واختير ال25 من نوفمبر يوماَ عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة كبداية للحملة، فيما يتزامن يوم ال10 من ديسمبر الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان كيوم لختام الفعالية لخلق رابط رمزي مابين العنف ضد المرأة من جهة وحقوق الإنسان من جهة أخرى وللتأكيد على أن أي عنف ممارس ضد المرأة يعتبر انتهاك لحقوق الإنسان بشكل عام وحقوقها وحقوق أطفالها بشكل خاص.
وتعمل اليمن تحت منظومة المواثيق والإتفاقيات الدولية التي من شأنها أن تساعد على تحميل الحكومة مسئولية حماية الحقوق واحترامها «مثل منهاج عمل بيجين واللجنة المعنية للقضاء على التمييز ضد المرأة السيداو والقانون الإنساني الدولي ولجنة حقوق الإنسان إضافة إلى قرارات مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن وغيرها». بحسب البيان. وكغيرها من النساء تواجه المرأة اليمنية لظاهرة العنف، من خلال النظرة الخاطئة للمجتمع تجاهها، إضافة إلى الجهل، التوظيف السيء للسلطة، العادات والتقاليد، تداعيات الحروب والكوارث، الآثار السلبية للتدهور التعليمي والتربوي والصحي والبيئي، الخلل المادي والتضخم الاقتصادي. وتساعد انعدام وجود قوانين وأنظمة تشريعية كافية لحماية المرأة من العنف، أو ضعف تطبيقها في اتساع الظاهرة، إضافة ل تعرض احد الزوجين أو كليهما للعنف أو الإساءة في طفولتهما، معايير الثقافة الاجتماعية وتقبلها العنف كوسيلة لحل المشاكل والنزاعات الأسرية. ويأمل صندوق الأممالمتحدة في اليمن من خلال حملته المناهضة للعنف ضد المرأة إلى تقليص حجمها في المجتمع، وتوعية الأسر بأهمية دور المرأة والتوقف عن الظاهرة التي تعكس سلبية على الأجيال.