شهدت مدن يمنية عدة اليوم الاثنين مظاهرات ومسيرات غاضبة تنديداً باستمرار القتل الذي توجهه القوات الموالية لنظام صالح باتجاه شباب الثورة في المدينة وقتل النساء فيها. واستشهدت اليوم في تعز شابة تدعى رواية الشيباني وجرح آخرون في إطلاق النار بعد أن فتحت قوات موالية لصالح النيران على مسيرة حاشدة في المدينة. ففي مدينة البيضاء شارك المئات في مسيرة تضامنية مع مدينة تعز التي تتعرض لأعنف قصف منذ أيام ما أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى. وهتف المشاركون في المسيرة لتعز، مجددين مطالبتهم بمحاكمة القتلة الذين يقصفون تعز ليلاً ونهار. ورفع أبناء البيضاء في المسيرة لافتات مؤكدة على عدم قبولهم لمنح صالح ومعاونيه أي حصانات من الملاحقة القانونية. وفي مدينة إب قال الزميل محمود طاهر الحمزي إن جموعاً غفيرة خرجت اليوم الاثنين في مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف رافعين شعارات تضامنية مع مدينة تعز وللمطالبة بمحاكمة علي عبدالله صالح ومعاونيه العسكريين الذي قالوا إنهم مسؤولين عن أعمال قتل طالت المدنيين. وانطلقت المسيرة من ساحة خليج الحرية ومرت بشارع تعز، وعادت عبر شارع الملكة أروى وعادت إلى ساحة الاعتصام. ورفع المتظاهرون هتافات تطالب بمحاكمة صالح وترفض المبادرة الخليجية التي تعطي في أحد بنودها ضمانات من الملاحقة القضائية للرئيس ومعاونيه. وفي حادثة أصابت الحشود بالذهول، وأثناء مرور المسيرة بشارع تعز كان شاب يصرخ بصوت عالي ويهتف لتعز بهتاف «يا عفاش ويا قيران تعز حرة لا تهان»، وفجأة أغمي عليه، وإثناء إسعافه إلى المستشفى فارق الحياة.
وجاء الشاب «عدنان دحان» المشارك في الاعتصامات منذ اندلاع الثورة، من منطقة شعب يافع بمديرية ريف إب. وبحسب مصادر مقربة من الشاب، فقد كان يعاني من مرض القلب وشديد التأثر بالإحداث، وتوفي متأثراً بأزمة قلبية. وفي دمت خرجت مسيرة حاشدة تهتف لمدينة تعز «يا تعز يا حرة .. لن ننساك لا والله»، «من تعز صرخة قوية .. ارحلوا يا بلطجية». ورفع المشاركون في المسيرة علم طويلاً امتد من بداية المسيرة حتى منتهاها. وكانت مسيرة ليلية في ساعة متأخرة مساء أمس الأحد انطلقت من ساحة التغيير بصنعاء وجابت عدد من الشوارع تنديداً بتواصل القصف على مدينة تعز من قبل القوات الموالية لنظام صالح. وهتف المشاركون في المسيرة «يا صنعاء ليش السكوت.. تعز تحرق بالبارود»، مجددين رفضهم للمبادرة الخليجية التي تعفي صالح ونظامه من المحاكمة مع اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وجدد المتظاهرون مطالبتهم بمحاكمة صالح ونظامه، وتجميد أرصدتهم. ودعت المسيرة القوى السياسية الكف عن التعامل السياسي، مؤكدين مواصلتهم التصعيد الثوري الذي أعلنه شباب الثورة.