لم يكل شباب الثورة في اليمن رغم توقيع اتفاق نقل السلطة، فقد واصلت الجموع الثورية في تصعيدها بالتظاهرات والمسيرات غير آبه بما يدور في المشهد السياسي. واعتبر الشبان الخوض سياسياً مع النظام أمراً غير مفيد، وأن لا خيار في مواجهة ذلك سوى بالتصعيد الثوري السلمي، حسبما يقولون. وشهدت مدينتي صنعاءوتعز اليوم الثلاثاء مسيرات حاشدة تنديداً بتواصل القصف على الأحياء السكنية في مدينة تعز، واستنكاراً للصمت العربي والدولي للمجازر التي ترتكبها القوات الموالية لصالح، والتي تسببت في سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح بينهم نساء وأطفال. وخرج الآلاف في العاصمة صنعاء تواصلاً للتصعيد الثوري الذي أعلنه شباب الثورة. وصدح المشاركون في المسيرة بهتافات تتضامن مع أبناء تعز الذين يتعرضون للقصف العشوائي على مساكنهم بالمدفعية والرشاشات بأنواعها. وهتفوا «لا حصانة لا ضمانة .. يتحاكم صالح وأعوانه»، مجددين مطالبتهم بمحاكمة صالح وأركان نظامه ورفضهم للمبادرة الخليجية التي تمنحه الحصانة من المحاكمة. رفعوا لا فتات تعبر عن رفضها لبقاء رموز نظام صالح في المراحل المقبلة بقولها «استمرار القتلة في مراكز القرار خيانة لدماء الشهداء»، وصور عدد من الشهداء. وجابت المسيرة شوارع عدة في العاصمة مجددين تواصلهم في النضال والكفاح السلمي حتى تحقيق كافة أهداف الثورة. وفي تعز خرجت مسيرة كبرى هتفت بمحاكمة صالح ومعاونيه، ومؤكدة على استمرارهم في الثورة حتى الوصول إلى غايات الثورة التي خرج من أجلها الشباب، وضحوا بأرواحهم لتحقيقها.
وطالبت المسيرة بمحاكمة أيضاً المتسببين بقتل الشباب في تعز من القيادات العسكرية والمدنية منهم: عبدالله قيران ومراد العوبلي وعبدالله ضبعان والمحافظ حمود الصوفي، وهم مسؤولين عن قصف الأحياء السكنية في تعز وإسقاط عشرات الشهداء والجرحى بحسب شباب الثورة بتعز. وهتف الشباب «لا ضمانة اليوم لأي أحد».. «تعز لا تهاب الموت».. «قسماً بالله الجبار.. غير إعدامه ما نختار». وأكدوا تمسكهم بخيار التصعيد السلمي لإسقاط نظام صالح بعيداً عن المبادرة الخليجية وأي تسويات سياسية. ونظم المتظاهرون وقفة تضامنية أمام منزل الشهيدة رواية الشيباني، وهتفوا لها «نقسم بالله يا رواية.. سوف نواصل للنهاية». وفيما يتعلق بمساعي وقف العنف في المدينة قال مصدر في لجنة التهدئة ل«المصدر أونلاين» إن هناك استجابة لدعوة الانسحاب من المدينة وأن تراجع المظاهر المسلحة للحرس الجمهوري والمساندين للثورة بدا واضحاً. وكانت لجنة التهدئة المشكّلة من جهود محلية في المحافظة وأخرى جاءت من صنعاء إلى مناطق الحصب وبير باشا قد نزلت للإشراف المباشر على انسحاب الآليات العسكرية التابعة للقوات الموالية لنظام صالح والمسلحين المساندين للثورة في المدينة.
الصورة لمسيرة يوم السبت الماضي في صنعاء (تصوير محمد العماد).