كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن فحوى بعض النقاشات التي تدور في البيت الأبيض حول مدى صحة المعلومات الاستخباراتية التي استقتها الولاياتالمتحدة من الحكومة اليمنية والتي أدت إلى مقتل وكيل محافظة مأرب الشيخ جابر الشبواني في غارة جوية استهدفته بينما كان في مهمة من قبل الحكومة اليمنية للاجتماع ببعض عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية لإقناعهم بالابتعاد عن العنف. وخلال النقاش الذي يدور في البيت الأبيض حول دقة المعلومات الاستخباراتية التي قدمها نظام الرئيس علي عبدالله صالح، قال بعض كبار القادة العسكريين الامريكيين ممن اشرفوا على غارات جوية استهدفت عناصر من القاعدة في اليمن، قالوا إنهم يشكون في المعلومات الاستخباراتية المضللة التي حصلوا عليها من الحكومة اليمنية والتي أدت إلى مقتل الزعيم السياسي المحلي جابر الشبواني الذي ساءت علاقته مع أسرة الرئيس في تلك الفترة. وفي 25 أكتوبر 2010 قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بشن غارة جوية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بينهم جابر الشبواني، وكيل محافظة مأرب. وبحسب عدد من القادة العسكريين الأمريكيين الحاليين والسابقين فإن الحكومة اليمنية كانت قد قدمت معلومات استخباراتية لتنفيذ تلك الغارة و لكنها لم تذكر ان الشبواني بين أولئك الأشخاص الذين تم استهدافهم. ويقول أولئك القادة العسكريين الأمريكيين إن المعلومات التي قدمتها الحكومة اليمنية قد تكون أعطيت للولايات المتحدة بغرض التخلص من الشبواني. وقال أحد المشاركين في النقاش الذي يدور على أعلى المستويات داخل الإدارة الأمريكية «لقد تم استغفالنا». وإذا صدقت تلك المعلومات فان ذلك سيمثل احد اكبر الثغرات في حملة مكافحة الإرهاب التي ترعاها إدارة اوباما وستسلط الضوء على سنوات من العلاقات المتوترة خلف الستار بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والرئيس اليمني. وتربط أسرة صالح علاقة وثيقة بأسرة الشبواني وبينهما تاريخ مشترك في اليمن، حيث قاتل جابر الشبواني ووالده إلى جانب أسرة صالح في الحرب الأهلية في التسعينات وساعدوا الرئيس على هزيمة اشتراكي اليمن الجنوبي وتوحيد اليمن. وفي عام 2010 قام الرئيس صالح بتعيين الشبواني وكيلا لمحافظة مأرب. لكن في الأشهر التي سبقت مقتل الشبواني وبحسب أفراد في أسرة الشبواني وبعض اليمنيين، فقد اختلف القتيل جابر الشبواني مع أفراد رئيسيين في أسرة صالح. حيث اشتكى أبناء محافظة مأرب من قلة المدارس، وخدمات الكهرباء والمياه والبنية التحتية والكيفية التي يجب تقاسم موارد البترول بين السكان المحليين و الحكومة. وقال الشيخ علي الشبواني، والد القتيل جابر الشبواني «في تلك الفترة قامت الحكومة اليمنية بالترتيب لإرسال جابر الشبواني في مهمة غير رسمية لالتقاء بعناصر القاعدة في مأرب والتفاوض معهم لثنيهم وإقناعهم بترك تلك المنظمة الإرهابية» وتنظر الحكومة الأمريكية إلى تلك المفاوضات بعين الريبة والشك حيث يخشى الأمريكان أن يقوم الرئيس صالح بعقد صفقات مع مقاتلي القاعدة بدلا عن قتالهم. وقال أحد المشاركين في النقاش الدائر في البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة كانت في بادئ الأمر مقتنعة إن الغارة قد استهدفت عناصر في القاعدة كما هو مخطط لها. وقال المسئول الأمريكي ان المسئولين في البيت الأبيض تفاجئوا عندما علموا بعدها بساعات إن الغارة أدت إلى مقتل الشبواني. ويقول أحد المسئولين الاستخباراتيين على علاقة بالأمر مخاطبا قيادة العمليات المشتركة الخاصة «لقد اتضح لنا أنكم لستم على علم بمن يحضر كل تلك الاجتماعات اليمنية. حقيقة إن قيادة العمليات المشتركة الخاصة لم يواكبوا الحدث كما كان ينبغي عليهم». ويقول مسئول سابق ان الغارة أظهرت أن الولاياتالمتحدة كانت تتأثر سريعا بما يخبرهم به المسئولون اليمنيون عندما يقولوا: هذا شخص سيئ «إرهابي». عليكم أن تتخلصوا منه. ثم يتضح انه سيئ سياسيا وليس فعلا شخصا سيئ «إرهابي».