نعت الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري "المناضل الناصري الكبير والشخصية الوطنية الدكتور عبد القدوس يحيى المضواحي" الذي وافته المنية مساء أمس الخميس في العاصمة المصرية القاهرة أثر نوبة قلبية مفاجئة. يأتي ذلك بعد يوم من وفاة قيادي ناصري آخر في تعز هو درهم علي أحمد العريقي الذي شيع اليوم الجمعة بعد الصلاة عليه في ساحة الحرية بتعز ودفن في مسقط رأسه بالأعروق.
واعتبر التنظيم رحيل المضواحي في هذه الظروف "خسارة فادحة للوطن والأمة باعتباره أحد أهم قادة الحركة السياسية والوطنية في اليمن".
وقال بيان النعي ان الفقيد "دشن نشاطه السياسي في أغسطس 1962م عندما خرج مع زملائه الطلاب في مظاهرة طلابية حاشدة بصنعاء لمناهضة الحكم الإمامي الكهنوتي والمطالبة بالثورة عليه ومن أبرز ملامح تلك المظاهرة أن المشاركين فيها رفعوا صور الزعيم الخالد جمال عبد الناصر " حسب البيان.
وسرد البيان سيرة الفقيد المضواحي الذي " ابتعث في عام 1964 إلى الاتحاد السوفيتي لدراسة الطب والتي أنهاها بتخصص عظام في عام 1971 وكان الأول على دفعته بين أقرانه العرب والأوربيين".
وفي عام 1973 تم تكليفه من قبل قيادة التنظيم بالعمل في الحديدة لدعم النشاط السياسي والتنظيمي وانتخب في عام 1974 امين سر لفرع التنظيم بمحافظة الحديدة وحجة وإلى جانب نشاطه السياسي والتنظيمي بادر بفتح عيادته التي تقع امام بوابة مدرسة الثورة يوم الخميس للطلاب والعمال مجانا. وخلال فترة 13 يونيو التصحيحية شغل موقع نائب رئيس اللجنة للتصحيح بمحافظة الحديدة .
وأضاف انه "أسهم بفاعلية كبيرة في الإعداد والتحضير لانتفاضة 15 أكتوبر الناصرية الباسلة من خلال دوره السياسي والجماهيري والشعبي باعتبارها انتفاضة شعبية لاستعادة مسار حركة 13 يونيو التي جسدت أهداف ثورة 26 سبتمبر المجيدة" وبعد الحركة انتقل مع عدد من زملائه من القيادات السياسية والعسكرية للتنظيم إلى جنوب الوطن لمواصلة ممارسة دوه النضالي منذ نظام علي صالح الاستبدادي الدموي ، وقاموا بإعادة ترتيب أوضاع التنظيم ، حيث أشرف الفقيد الكبير مع زملائه على إعادة تشكيل هيئات التنظيم في اللقاء الموسع الذي احتضنته مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وانتخب في هذا اللقاء عضوا للهيئة التنفيذية للتنظيم وامينا عاما لجبهة 13 يونيو للقوى الشعبية التي قادت الكفاح المسلح مع بعض فصائل العمل الوطني ضد نضام صالح والذي حققت نجاحات كبيرة وصلت لإسقاط بعض المحافظات وفرضت حصارا على نظام صالح والتي دفعت نظام صالح لتوقيع اتفاقية الكويت" كما جاء في البيان.
وبعد توقيع اتفاقية الكويت كان الفقيد وعدد من زملائه أول من عاد إلى أرض الوطن رغم التحديات الخطيرة المحدقة بهم وباشروا عقد المؤتمرات الجماهيرية الشعبية لمواصلة المسيرة النضالية للتنظيم انطلاقا من مأرب وخولان وبرط وحرف سفيان ونهم وعيال سريح وغيرها من مناطق اليمن مما جعل النظام يسعى للحوار معهم حيث شكل وفد برئاسة مجاهد أبو شوارب وبينهم احد القيادات الامنية المشاركين في تعذيب سجناء التنظيم والقيادات الوطنية واغتيال بعضهم ، والذي بادر الفقيد المضواحي برفض مصافحته".
وتابع البيان: انتقل اجباريا مطلع الثمانينات الى بريطانيا بعد ان اصبحت حياته معرضه للخطر في الداخل بسبب نشاطه السياسي والتنظيمي واستمر في العمل النضالي هناك لمدة ثلاث سنوات كامين عام لجبهة 13 يونيو للقوى الشعبية .
و بعد اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة واصل دوره النضالي من خلال موقعه في القيادات العليا للتنظيم ومن خلا نشاطه كعضو لاول برلمان لدولة الوحدة.
وفي المؤتمر الثامن للتنظيم انتخب عضوا في اللجنة المركزية وعضوا في الامانة العامة أمينا للدائرة السياسية ، اسهم خلالها بفاعلية في العمل السياسي للتنظيم بشكل خاص والعمل الوطني بشكل عام . حيث شارك في إنشاء التكتل الوطني للمعارضة ، كما لعب دورا مع رفيق دربه الشهيد جار الله عمر في تاسيس وانشاء مجلس التنسيق الاعلى لأحزاب المعارضة وتطوير تجربته لإنشاء المجلس الاعلى لاحزاب اللقاء المشترك.
وعلى المستوى القومي له العديد من المساهمات والانشطة الفاعلة ومن ابرزها المشاركة في تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية وعضو في مجلس إدارته والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما شارك في تأسيس المؤتمر القومي العربي وعضو في امانته العامة في عدة دورات ، وكذلك ساهم في تأسيس المؤتمر القومي الاسلامي وعضو في هيئته التنفيذية ،وعضو في عدد من المنظمات والهيئات الحقوقية ، والمهيئات المناهضة للعدو الصهيوني ومقاومة التطبيع في الوطن العربي.
والفقيد من مواليد عام 1948 في قرية المصنعة مديرية السدة محافظة إب ، وتلقى تعليمه الابتدائي في كتاب القرية ، وانتقل للدراسة في صنعاء عام 1957 حيث التحق بالقسم الداخلي للمدرسة المتوسطة (جمال جميل حاليا).
واختتم البيان بالقول: شاءت الاقدار ان يلتحق بالرفيق الاعلى بعد أن تحقق حلمه في رحيل نظام علي صالح الدموي الوحيشي المستبد بعد أن رأى بأم عينيه هذا النظام يتهاوى ويغادر المشهد السياسي اليمني إلى الابد.
ونعى التنظيم الناصري المهندس درهم علي أحمد العريقي، عضو اللجنة المركزية عضو قيادة فرع تعز الذي توفي عن عمر ناهز الثامنة والخمسين عاماً .
وحسب البيان فقد وافاه الأجل "صبيحة ليلة الرابع من يناير الجاري 2012م اثر ذبحة صدرية لم تمهله سوى بضعة أيام ليلقى بعدها ربه مطمئناً راضياً بعد مسيرة حافلةٍ بالعطاء النضالي، غنية بالنقاء الثوري مشبعةٍ بطهر المؤمن صامداً وصابراً مصابراً في مواجهة التحديات والخطوب".
ولد درهم في شهر مايو سنة 1953م في قرية الأنجود عزلة الأعروق من مديرية حيفان في محافظة تعز ليحصل على تعليمه الأولي متنقلاً بين قريته ومدينة الراهدة ثم مدينة تعز حيث أكمل تعليمه الثانوي في 1972م.
وقال البيان انه انتسب للتنظيم في العام 1972م لتبدأ مسيرته النضالية باكراً وهو في ريعان شبابه، وحصل على بكالوريوس زراعة من جامعة طرابلس ليبيا عام 1980م ، ليعود بعدها إلى أرض الوطن ليعمل في حقل الزراعة متنقلاً بين محافظة الحديدةوإبوتعز وقد شغل منصب نائب مدير مشروع زبيد الزراعي ثم مسئول الأبحاث الزراعية بسُردد ، ثم كان سفره للدراسات العليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية في الاقتصاد الزراعي وكان آخر أعماله أن استقر في محطة البحوث الزراعية بتعز، حيث ترأس فرع نقابة المهن الزراعية في تعز وهي إحدى محطات نضاله كنقابي بارز. وهو متزوج وله من الأولاد ثلاثة هم أشرف وأكرم وأدهم.
وعلى الصعيد السياسي سرد البيان سيرة الفقيد درهم التي كان آخرها عضواً للجنة المركزية من المؤتمر التاسع 1993م وعضواً في قيادة فرع التنظيم في تعز. • عضواً للأمانة العامة بعد المؤتمر التاسع وعضواً في أمانة الشئون السياسية. • انتخب في العام 2001م أمين سر لقيادة فرع التنظيم تعز وحتى المؤتمر العاشر ديسمبر 2004م . • ترأس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك في العام 2003م. • عضو اللجنة التحضيرية للتشاور الوطني بالمحافظة في 2008م وعضو ملتقى التشاور الوطني المنعقد في صنعاء في مايو 2009م.