قال مسؤولون امريكيون إن الإدارة الامريكية تبذل جهوداً مكثفة لإيجاد دولة يقيم فيه الرئيس اليمني المنتهية ولايته علي عبدالله صالح، ويفضلون ألا تكون الولاياتالمتحدة، كي تتمكن اليمن التي مزقها العنف من الانتقال إلى الديمقراطية. وذكرت وكالة اسيوشيتد برس الامريكية ان جون برينان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب يقود العملية الدبلوماسية «والتي يبدو أنها أحزرت تقدما هذا الاسبوع حيث التقى صالح بالسفير الامريكي جيرالد فيرستاين في العاصمة صنعاء لمناقشة الجهة التي سيغادر إليها». وأضافت الوكالة نقلاً عن مسؤول لم تكشف هويته ان الاجتماع عُقِد بعد فترة قصيرة من دعوة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون صالح إلى الالتزام بتعهداته التي قطعها لمغادرة اليمن والسماح بإجراء الانتخابات التي ستنهي حكمة الذي دام 33 عاماً. ويقول مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه نظراً لحساسية الموضوع، ان صالح أعاد مرة أخرى تقديم طلب تأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة وان الادارة الامريكية تنظر الآن في طلبه.
وخوفاً من ظهورها بمظهر المؤيد لحاكم مستبد لطخت يديه بالدماء، قامت الولاياتالمتحدة بالامتناع عن قبول طلب التأشيرة منذ ديسمبر عندما تقدم صالح بطلب زيارة للولايات المتحدة لتلقي العلاج من الجروح التي تعرض لها في محاولة الاغتيال التي استهدفته في شهر يونيو العام الماضي. ويرجع السبب في عدم رغبة الإدارة الامريكية استضافة صالح إلى التحول الذي تشهده السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه الربيع العربي. وقالت وكالة اسيوشيتد برس إن منح الولاياتالمتحدةالامريكية حق اللجوء السياسي للرئيس صالح، أو إظهار أي معاملة تفضيلية تجاهه من قبل إدارة تدافع عن التغيير الديمقراطي والسلمي، سيواجه بعدم الرضاء من قبل التيارات السياسية اليمنية التي ستكون جزءاً من الحكومات المستقبلية، وقد تغضب الشعوب العالم العربي التي تسعى إلى الإطاحة بالحكام الفاسدين والمستبدين. وأضافت أن برينان ومسؤولون آخرون يبحثون عن سبل لإبعاد صالح عن اليمن في اقرب وقت ممكن لتتمكن النخب السياسية في البلاد من العودة إلى قتال متشددي تنظيم القاعدة، عوضاً عن القتال فيما بينهم. وفي مطلع هذا الأسبوع تمكن مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة من السيطرة على مدينة رداع التي تبعد نحو 100 ميل إلى الجنوب من العاصمة. وتعد رداع بوابة رئيسية للمركز الاقليمي، زنجبار، والتي تسيطر عليها جماعات مسلحة منذ مايو الماضي.
وفي وقت لاحق، نقلت وكالة اسيوشيتد برس عن مسؤولين امريكيين قولهم إن المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة رفضتا استضافة صالح.
وبحسب المسؤولين في الادارة الامريكية فان هناك عدة خيارات ما زالت متوفرة، ولكن في حالة عدم موافقة اي دولة على استضافته، فان الولاياتالمتحدة ستكون مجبرة على ان تختار بين استقرار اليمن في المستقبل او سمعة الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط. وفي تلك الحالة فانه من المرجح ان تقبل الادارة الامريكية السماح باستضافة صالح بحسب ما نقلته الوكالة الأمريكية.