ليست المرة الأولى التي تنهمر دموع الإنسان محمد سالم باسندوة اليوم السبت في مجلس النواب، فلقد بكى قبل أكثر من ثلاث سنوات وتحديداً في 21 نوفمبر من العام 2008م أثناء حضوره فعالية للجنة التحضيرية للحوار الوطني. لم يجد باسندوه أبلغ شي عن التعبير سوى «البكاء» وهو يعبر عن حزنه عن الوضع الذي وصل إليه اليمن، رغم أن الوضع آنذاك كان أفضل مما نحن علية آلات بكثير. كيف لا يبكي رجل بحجم مناضل جسور كباسندوة، وهب نفسه مناضلاً ضد الاستعمار الخارجي، ومناضلاَ ضد الاستكبار الداخلي. يا الله.. طوال عمري القصير الذي يصل إلى نحو أربعة عقود لم أشاهد مسؤولاً كهذا يبكي على وطنه، بل شاهدنا مسؤولين «مبهررين» طوال تلك العقود حتى وهم يسرقون خزائن الدولة ليل نهار، وينطبق عليهم المثل القائل «سارق ومبهرر»! لعمري أنها لحظة فارقة في تاريخ اليمن، لحظة يجب أن نلتقطها وندعم جهود «باسندوة – وهادي» وكل الخيرين الذين نأمل أن ينتشلوا بلادنا مما هي فيه، وينقلونا إلى بر الأمان. لحظه يجب أن نلتقطها ونضع مسؤولين كباسندوة فوق رموش الجفون، ولما لا وشخص كهذا ضحى بنفسه وقبل أن يكون مسؤولاً في لحظة حرجه ربما لم تصل اليمن إليها في العقود بل والقرون الماضية ،ومع ذلك قبل أن يكون في فوهة المدفع! يا الله.. لم أر مسؤولاً يخشى أبناء شعبه من تبعات إقرار قانون الحصانة رغم أنه قانون ملزم يشتري أبناء اليمن من خلاله حياتهم وحريتهم ومستقبلهم المشرق ومع ذلك يجهش باسندوة بالبكاء وهو يقول «أنا أعرف أن هذا القانون سيعرضني للشتم، لكني مستعد كل الاستعداد أن أقتل من أجل هذا الوطن». دموعك غالية يا باسندوة، وحياتك أغلى من كل شيء، وصدقني أن اليمنيين سيحملون لك التقدير والعرفان لأنك من خاطر بنفسه في هذا الظرف الحرج من أجل اليمن. بما في ذلك أسر الشهداء وأقربائهم وزملائهم، فالكل يعرف أن المبادرة كانت هي الحل الوحيد لليمن للخروج من هذا الوضع الصعب، ولا مخرج آخر ومن يقول غير ذلك فهو مزايد. فلك منا التحية وسدد الله خطاك على طريق الخير لليمن واليمنيين.