إن الانتخابات الرئاسية القادمة المزمع إجراؤها في الواحد والعشرين من الشهر الحالي.. سوف تأخذ أهميتها من كونها تمثل تتويجاً للمعنى السياسي للتوافق الذي ارتضت به كل الأطراف العملية السياسية في البلاد.. وأيدته معظم القيادات الشبابية الممثلة في كل ميادين وساحات الجمهورية التي قامت بالثورة .. وأرادت التغيير. وأكاد أجزم أن نجاح هذه الانتخابات الرئاسية تمثل مفصلاً رئيسياً للانتقال إلى حالة الاستقرار السياسي كمنطلق هام وضروري للوصول إلى مرحله بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي نريدها.. وبكل ما تمثله من قيم العدالة والمساواة والحداثة والنهج الديمقراطي الحقيقي.. بما يمثله من التنافسية الشفافة واحترام الرأي والرأي الآخر.. وهي القيم التي تضمنتها أهداف الثورة السلمية التي على أساسها قامت والتي من أجلها ضحينا بالشهداء الذين سقطوا في مختلف الساحات أثناء المواجهة مع أجهزه السلطة.. وبكل أدوات القمع والبطش وقد ذهبت إلى غير رجعه، ولو لم تكن هذه التضحيات لما استطعنا التوصل إلى هذه المرحلة على الأقل وهي مرحلة التوافق الذي قامت على أساسه الحكومة المؤقتة الذي يترأسها الأستاذ محمد سالم باسندوه. وهو الأمر المتاح أمام كل القوى السياسية والأحزاب.. وهو المتاح أيضاً أمام كل شباب الثورة في مختلف الساحات، وهذا لا يعني نهاية المطاف.. إذ أنه منعطف ضروري وهام أمام مسيرة الثورة السلمية ابتداء من الوفاق السياسي والوطني القائم ولضرورة ترسيخ هذا التوافق ينبغي على كل القوى السياسية بمختلف تبايناتها أيضاً كل شباب الثورة أن يعوا أهميه نجاح الانتخابات الرئاسية.. والتصويت للمشير عبدربه منصور هادي كشخصية توافقيه مقبولة من الجميع تقريباً.. وهو يمثل «قطب الرحى» بين كل هذه التناقضات الموجودة.. وألون الطيف المختلفة.. بل وأزعم أنه لا يختلف اثنان حول نزاهة هذا الرجل وشخصيته الوطنية.. وحرصه على استقرار اليمن ووحدته.. وعلى ترسيخ النهج الديمقراطي في البلاد. من خلال نظرة بسيطة محايدة إلى كل تاريخه السياسي والنضالي. وعليه فهذا النجاح للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 21 من الشهر الحالي.. تمثل برأيي خطوه هامه على طريق التغيير. إنها المرحلة الفاصلة التي بنجاحها يمكننا الانتقال إلى عهد جديد يمثل مدماكاً للتغيير الحقيقي. والانطلاق لبناء الدولة المدنية الحديثة التي ننشدها.. بل أنها المرحلة التي يمكن أن تساعدنا على تسويه كل الخلافات الحاصلة ابتداء من «مشكله الأخوة في الجنوب».. وخلافات الساحات. لقد شاء القدر أن يفتح أمامنا مخرجاً لتوافق بدلاً عن الصراع الذي اشتد أواره خلال المرحلة الأخيرة قبل الاتفاق على توقيع المبادرة الخليجية.. وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.. وقد تعاملت الحكمة اليمانية مع هذا الواقع من منطلق التعامل مع «الأمر المتاح» أمامها حتى لا تنزلق اليمن إلى أتون الصراعات المسلحة والدموية.. وإنه لمن المفيد النظر إلى أن نجاح الانتخابات الرئاسية هو أمر مكمل وضروري.. ويمثل نقلة نوعية مطلوبة لكل الإرادات الساعية للتغيير.. كما أنها تمثل نقطة التحول المطلوبة للخروج بالأوضاع من «عنق الزجاجة» وإلى آفاق جديدة وتمهده لمرحله بناء الدولة التي ننشدها والنظام الذي نرتضيه.. إنها مرحله العبور باليمن إلى بر الأمان. وهنا ينبغي التركيز على ضرورة تظافر كل الجهود من أجل دعم هذه الانتقالة الحكيمة وهو أقل ما يمكننا تقديمه لأرواح الشهداء والدماء التي أريقت في كل الساحات والميادين تقريباً.. وهي تضحيات من أجل نجاح أهداف الثورة السلمية التي أردناها معاً من اللحظة الأولى.. وليشعر الجميع انه أصبح من الضروري الخروج من هذه الأوضاع المعلقة والانطلاق إلى ترسيخ الاستقرار وتتويج التوافق القائم بالتصويت للمشير عبدربه منصور هادي كشخصية توافقية مقبولة ومعقولة باعتباره رجل المرحلة.. حتى يأخذ البلاد ويعبر بها إلى بر الأمان والاستقرار بما يمكن الجميع من صناعه التغيير الحقيقي.. في المرحلة اللاحقة القائمة على اختيار النظام السياسي الذي يرتضونه وفق الانتخابات تنافسيه شفافة.. وبمشاركه شامله لكل قوى المجتمع السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية.. ذات التمثيل القبلي أيضاً وشباب الثورة.. على طريق تحقيق أهداف ثورة التغيير السلمية.