قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام طارق الشامي إن نسبة الإقبال وحجم الحشود التي اكتضت بها مراكز الاقتراع «فاقت كل التوقعات، وليس وارداً تأثير المقاطعة المحدودة على حجم نتائجها». وأضاف في تصريحٍ ل«المصدر أونلاين»: «لقد فوجئت شخصياً بحجم الإقبال على الاقتراع ليس على مستوى المركز الذي اقترعت فيه فقط، بل وفي عدد من مراكز الاقتراع التي زرتها بأمانة العاصمة، ومن خلال متابعتي لمستويات الإقبال في مختلف المحافظات، وأعتقد ان أياً منّا لم يكن يتوقع حجم هذا الإقبال، لأنه إقبالٌ تجاوز كل التوقّعات». وقلّل الشامي من شأن تأثير مقاطعة بعض الفئات على نجاح الانتخابات، لأسباب قال أنّ أهمها «ضعف المقاطعة ومحدوديتها»، ثمّ لكون الانتخابات جرت باعتبار أن الوطن دائرة انتخابية واحدة، وذلك بالتأكيد سهّل إمكانية الانتخاب دون عقبات تتعلق بالإجراءات المعقّدة، ثمّ أنه قطع الطريق على أية شكوك بأن تؤثّر المقاطعة المحدودة على نتيجة الانتخابات. وأسِف الشامي، وهو رئيس وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) للجوء البعض للمقاطعة بعيداً عن الإجماع والتوافق الوطني، وقال: «مما يؤسف له أن بعض العناصر أو التيارات المقاطعة له أجندات بعضها خارجيّة، أو مشاريع سياسيّة بعيدة عن الخيارات الوطنية والشعبيّة». وتابع «وللأسف تعتقد بعض هذه العناصر أن باستطاعتهم تحقيق مكاسب معيّنة، أو توصيل رسالة من خلال المقاطعة، لكن الواقع والحقائق الميدانية فوتت الفرصة على مثل هؤلاء». وعمّا إذا كان المقاطعون سيؤثّرون سلباً على حجم مشاركة المواطنين في المناطق التي يتواجدون فيها بإثارة الفوضى مثلاً، أجاب القيادي المؤتمري ان الإجماع الوطني على المشاركة، وحجم الإقبال الشعبي بمختلف الانتماءات السياسية والجغرافية يمثّل بحدّ ذاته رسالةً بأن لا بديل عن خيار الاندماج الوطني، وانتهاج الخيارات الوطنية لحلّ الإشكالات وطرح المشاريع والأفكار بالحوار، نهجٌ لا بديل عنه، في إيصال رسائله بطرقٍ أفضل، سيما ونحن على أعتاب مؤتمر الحوار الوطني، الذي يأمل الجميع من خلاله الخروج برؤية وطنيةٍ شاملة لكافة المشاكل المطروحة في الساحة اليمنية. وعلى نفس الصعيد كان عضو مجلس الوزراء وزير الدولة حسن شرف الدين قد تطرّق لموضوع مقاطعة بعض الجماعات الانفصالية في الجنوب والحوثيين في الشمال في مداخلةٍ لفضائية البي بي سي العربية.
وقال: «من المفارقة العجيبة أن في الجنوب المعروف أبناؤه بالثقافة الديمقراطية حصلت مواجهات ومصادمات من قبل الداعين للمقاطعة، بل واقتحام واعتداءات على لجان الانتخابات، بينما في الشمال فقد شهدت صعدة اليوم مظهراً وعرساً ديمقراطياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، سواء بالمقاطعة أو بالمشاركة». وتحدّث شرف الدين عن مستوى الإقبال في دوائر ومراكز محافظة صعدة، موضحاً أن مقاطعة الحوثيين لهذه الانتخابات جاءت من منطلق أنهم «يرون أن خروجهم في الثورة كان لإسقاط النظام كمنظومة وليس كشخص، وهم يرون أن مشاركتهم في الانتخابات ستساهم في بقاء منظومة الفساد التي خرجوا مع شباب الوطن لإسقاطها، لذا ورأوا المقاطعة، ونحن نحترم رأيهم».