قال نشطاء سوريون ان القوات السورية قصفت بلدة حلفايا معقل المعارضة في محافظة حماة مما أسفر عن سقوط 20 قتيلا يوم الثلاثاء كما ضربت مناطق بحمص تسيطر عليها قوات المعارضة في الوقت الذي وردت فيه أنباء عن تهريب صحفيين كانا محاصرين داخل المدينة ووصولهما الى لبنان بسلام. وذكر النشطاء ان الرئيس بشار الاسد أرسل وحدات من فرقة مدرعات خاصة يقودها شقيقه ماهر الاسد الى حمص ليل الاثنين. واقتربت دبابات كتب عليها "وحوش الفرقة الرابعة" من حي بابا عمرو المحاصر.
وقالت مصادر دبلوماسية ومعارضة ان الصحفية الفرنسية اديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي وكلاهما أصيب الاسبوع الماضي في هجوم على بابا عمرو موجودان الان بسلام في لبنان. ولم يتضح كيفية تهريبهما.
وفي محافظة حماة قصفت قوات الامن بلدة حلفايا معقل الاحتجاجات في الانتفاضة ضد الاسد.
وقال نشطاء ان 20 قتيلا من سكان القرى من السنة بين 100 على الاقل قتلوا في المحافظة خلال الاسبوعين الماضيين انتقاما من هجمات يشنها الجيش السوري الحر على قوات الامن.
ولم يتسن التحقق من أقوال النشطاء من جهة مستقلة لان سوريا تفرض قيودا مشددة على دخول وسائل الاعلام الى البلاد.
وتقول جماعات معارضة ان مئات المدنيين قتلوا أو أصيبوا أثناء حصار بابا عمرو وأحياء أخرى في حمص تمثل معاقل للانتفاضة حيث يواجه السكان ظروفا قاسية دون امدادات كافية من الماء أو الغذاء أو الدواء.
وقال نشطاء ان القوات السورية شنت اليوم أعنف قصف على بابا عمرو في هجومها المستمر منذ ثلاثة أسابيع.
ويتظاهر الاسد بأن شيئا لم يكن في البلاد التي تعاني في ظل الانتفاضة القائمة منذ 11 شهرا وأصدر مرسوما بأن الدستور الجديد أصبح ساريا يوم الثلاثاء بعد أن قال مسؤولون ان نحو 90 في المئة من الناخبين أيدوه خلال استفتاء.
وانتقد زعماء غربيون وجماعات معارضة الاستفتاء الذي أجري يوم الاحد ووصفوه بأنه مهزلة وانه يصرف الانظار عن العنف في حمص وأماكن أخرى.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان حكومة الاسد "خرقت كل حدود الوحشية".
وصرح لراديو ار.تي.ال "وعندما أرى الرئيس السوري يستعرض نفسه في مركز الاقتراع هذا في دمشق لهذا الاستفتاء الزائف.. أشعر بالغضب البالغ."
وقال جوبيه انه يشعر باحباط "بالغ" من الصعوبات التي تحول دون الحصول على ضمانات أمنية للمساعدة على اجلاء المدنيين المصابين والصحفيين الغربيين من حمص.
وقتلت الصحفية الامريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك في بابا عمرو يوم 22 فبراير شباط في هجوم على منزل أصيب به كل من كونروي وبوفييه.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان منظمة الهلال الاحمر العربي السوري تمكنت بالفعل من اجلاء ثلاثةأشخاص من بابا عمرو يوم الاثنين لكن لم يحدث الامر ذاته مع الصحفيين الاجانب.
وظل العالم الخارجي عاجزا امام القتل في سوريا حيث تسبب القمع اليومي للاحتجاجات التي كانت سلمية تماما في البداية في قيام تمرد مسلح من منشقين عن الجيش وغيرهم.
وقال جوبيه "مادمنا لم نوقف المذابح فاننا عاجزون ولكن لسنا صامتين."
وقال يوم الاثنين لمجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان في جنيف ان الوقت حان لاحالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية وحذر الاسد من أنه سيقدم للعدالة.
وثار جدل بين القوى العالمية حول ما اذا كان يتعين تسليح قوات المعارضة السورية التي تحاول مقاومة قوات الاسد لكن ليست هناك رغبة تذكر في الغرب في أي تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا.
واستخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لحماية سوريا من أي اجراء قد يتخذه مجلس الامن الدولي حيث سعت دول غربية وعربية الى مساندة خطة صاغتها جامعة الدول العربية لنقل السلطة والتي بموجبها يتنازل الاسد طواعية عن منصبه.
وانضمت قطر الى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين في المطالبة بتسليح قوات المعارضة السورية. وقال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس الوزراء القطري في أوسلو "أعتقد ان علينا عمل ما يلزم لمساعدتهم بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم."
ويقول الاسد انه يقاتل "جماعات ارهابية مسلحة" مدعومة من الخارج ومتشددين من القاعدة بينما يمضي في اصلاحات سياسية نحو المزيد من الديمقراطية.
ويبدي معارضوه استياء من مطالبه باجراء الحوار باعتبار أنها لا معنى لها في ظل قمع قوات الامن السورية للمعارضة بعنف.
ويقول الزعيم السوري ان الدستور الجديد سيؤدي الى اجراء انتخابات تعددية خلال ثلاثة أشهر.
ويسقط الدستور الجديد بندا يجعل حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع مما يتيح التعددية السياسية ويجعل ولاية الرئيس تقتصر على فترتين مدة كل منهما سبع سنوات.
لكن هذه التعديلات لن تسري بأثر رجعي مما يعني أن الاسد (46 عاما) والذي يتولى السلطة بالفعل منذ عام 2000 من الممكن أن يقضي فترتين أخريين بعد انتهاء فترته الحالية في 2014 .
وترفض المعارضة هذه الاصلاحات وتقول ان الاسد ووالده الذي حكم البلاد طوال 30 عاما قبل توليه هو السلطة لم يتخذا خطوات فعلية للالتزامات القانونية القائمة
من خالد يعقوب عويس سوريون يشيعون جنازة خمسة مدنيين قتلوا في قصف الجيش السوري في21 فبراير شباط 2012. تصوير: صامويل جاميسون - رويترز