كشفت مصادر حقوقية ومحلية عن تعرض عشرات من اللاجئين الصوماليين في اليمن للاحتجاز وعمليات تعذيب بصورة مستمرة من قبل عصابات مسلحة بالقرب من الحدود مع السعودية أثناء محاولتهم التسلل إلى الجارة الغنية. الانتهاكات التي يتعرض لها عدد من الصوماليين ممن يحاولون العبور إلى الأراضي السعودية عبر اليمن، حيث يتم نقلهم عبر عصابة تهريب دولية من السواحل الصومالية إلى السواحل اليمنية الغربية القريبة من الحدود السعودية، مثل «الخوبة واللحية وميدي» مقابل مئات الدولارات تدفع مقدماً إلى المهربين في ميناء «المصوع» وبعض الموانئ على السواحل الافريقية، على أن يتم إيصالهم إلى الأراضي اليمنية ومن ثم يتم نقلهم إلى المملكة العربية السعودية براً حسب الاتفاق.
وما إن يصل هؤلاء إلى السواحل اليمنية يتم تسليمهم من قبل المهربين إلى عصابات مسلحة تمارس عملها في مناطق مختلفة على الحدود السعودية وتقوم بنقلهم إلى أحواش بداخل مزارع نائية في مديرية الزهرة ومنطقة بني حسن بمديرية عبس ليمارس ضدهم أبشع طرق التعذيب والابتزاز ليتم إجبارهم على التواصل مع أقربائهم في السعودية أو الدول الأخرى تحت وطأة التعذيب لإرسال مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم.
وتعرض الكثير من المهاجرين لعمليات تعذيب بحسب منظمات حقوقية رصدت تلك الانتهاكات التي تعرض فيها بعض المهاجرين لعملية بتر أعضائهم بصورة وحشية تمارس ضدهم مقابل الحصول على المبالغ المالية.
وبحسب المصادر، فقد رُفعت مناشدات عديدة إلى الجهات الحكومية من قبل منظمات رصدت تلك الانتهاكات، لكن لم يتم الاستجابة لها منذ شهور، فيما لا يزال عشرات المحتجزين من الصومالين يعيشون وضع سيء تحت رحمة المسلحين.
أحد المصورين الهاوين زار الأسبوع الماضي منطقة الزهرة لرصد تلك الانتهاكات، وتمكن من الدخول إلى مزرعة بإحدى القرى محاولاً تصوير المحتجزين في سجن مبني من الخشب ويتبع أحد المشائخ، وما إن بدأ بالتصوير بصورة سرية، حتى هجم عليه عدد من أفراد الحراسة على السجن، ولكنه تمكن من الفرار بأعجوبة عبر دراجة نارية أوصلته إلى المزرعة.
وأكدت مصادر محلية ان المسلحين احتجزوا في وقت لاحق عدداً من المواطنين الذين ساعدوا الصحفي في الوصول إلى المزرعة، وقاموا بضربهم وتعذيبهم.
ويقول عدد من سكان المنطقة إنهم يسمعون صراخ المحتجزين في بعض الأحيان في الليل يستغيثون جراء التعذيب، لكن الأهالي الذين يعرفون بطيبتهم لا يستطيعون عمل شيء لهم في ظل اتهامات بتواطؤ السلطات الحكومية.
وقال مسؤول محلي ل«المصدر أونلاين» إن السلطات المحلية حاولت النزول الشهر الماضي بقيادة رئيس المجلس المحلي بمديرية حرض للاطلاع على تلك السجون، لكن المسلحين واجهوهم بالأسلحة وأصيب خلال الاشتباك عدد من مرافقي رئيس المجلس.
ويتهم حقوقيون مشائخ نافذين في عبس والزهرة واللحية وبني حسن بالتواطئ مع تلك العصابات التي تنشط في منطقتهم دون أن يتم مواجهتهم، مضيفين وأن بعض تلك العصابات وبالتحديد في منطقة الزهرة يعمل المسلحون لصالح مشائخ عرف امتلاكهم لسجون خاصة، ورصدت خلال السنوات الماضية عدد كبير من الانتهاكات بحق المواطنين.
وأكدت مصادر محلية ان شيخاً قبلياً يدعى «هاشم محمد نجيب شامي» لديه سجن تجري خلاله عمليات تعذيب للاجئين صوماليين.
الصورة من مقطع فيديو لسجن يتبع هاشم شامي يجري فيه احتجاز لاجئين صوماليين. ويظهر في الصورة أحد أفراد الحراسة داخل السجن.