عقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأربعاء جلسة مغلقة لمناقشة الأوضاع في اليمن والخطوات المتبقية لاستكمال تنفيذ قرار المجلس بشأن الأزمة اليمنية، والاستماع إلى تقرير مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر. وقال المبعوث الأممي إن الحكومة الجديدة في صنعاء تواجه تحديات أمنية خطيرة بما فيها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي «حقق مكاسب إستراتيجية على الأرض أثناء الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد». وأوضح بن عمر أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك أنه يجب على اليمن مواجهة المشكلات الاقتصادية والسياسية أثناء انتقالها إلى الديمقراطية، وإجراء انتخابات عامة في غضون عامين. وأشار المبعوث الأممي إلى أن الدولة فقدت «في شهور الأزمة الطويلة السيطرة على برامجها، مما عاد بالنفع على القاعدة»، وقال إن التنظيم فرض سيطرته على مدن إستراتيجية في جنوب البلاد. ولفت بن عمر إلى أن اليمن واحد من أفقر الدول في العالم، حيث يعاني من معدل عجز ضخم في ميزانيته ويسجل ثاني أعلى معدل لسوء التغذية المزمن بين الأطفال في العالم بعد أفغانستان.
ودعا إلى تقديم الدعم المتواصل من المجتمع الدولي، الذي لم يلب سوى جزء من دعوة الأممالمتحدة لجمع 446 مليون دولار لليمن في العام 2012. وقال إن ما يقدر بنحو 500 ألف طفل قد يموتون أو يعانون من سوء التغذية المزمن في العام الجاري. ودان مجلس الامن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة هجمات تنظيم القاعدة الأخيرة على ثكنة عسكرية في محافظة أبينجنوب اليمن يوم الأحد الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من مائة عسكري وأسر سبعين آخرين. وقال رئيس مجلس الامن الحالي البريطاني السير مارك ليال غرانت في بيان صحفي ان المجلس «يدين بأقصى العبارات الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شنت في ثكنة أبين العسكرية والتي تسببت في مقتل واصابة عدد كبير من الاشخاص». وذكر أن المجلس «يؤكد ان الارهاب بكافة اشكاله يعد اكبر تهديد للسلام والامن الدوليين»، مضيفاً ان «اي عمل ارهابي هو عمل اجرامي لا مبرر له مهما كانت اسبابه». كما أكد اعضاء المجلس «عزمهم على محاربة الارهاب بكافة اشكاله تماشيا مع مسؤولياته بموجب ميثاق الاممالمتحدة». وأعلن تنظيم القاعدة تبنيه للهجوم الدامي، إضافة إلى هجمات أخرى في محافظات البيضاء وحضرموت وصنعاء. من جانبه، دان الأمين العام للامم المتحدة «باشد العبارات» هجمات القاعدة الاخيرة في اليمن لاسيما الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي في المكلا في شهر فبراير الماضي والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 26 ضابطا. وقال المكتب الصحفي للأمين العام للامم المتحدة في بيان صادر أمس الأربعاء ان بان كي مون «رحب بتعهد الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي في محاربة الارهاب بما فيه تهديدات تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة بها».