ما الذي يحدث في جنوب اليمن؟! هل هو إرهاب القاعدة التي وجدت هناك مقراً ملائماً بفعل كثير من العوامل الاقتصادية والجغرافية وغيرها، آملة بذلك ان تُكون جيشاً ينطبق عليه قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (يخرج من عدنأبين اثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم). أم أن ما يحدث هناك هو قنبلة صالح الموقوتة التي وعدنا بها وتنبؤاته الجهنمية بسيطرة القاعدة على عدد من المحافظات اليمنية بمجرد رحيله من السلطة، أو هي خطته التكتيكية التي وضعها منذ بضع سنوات لإثارة القلاقل في الجنوب وجعل قضية انفصاله عن الشمال بسببها أمر في غاية الصعوبة، في حين أن العكس صحيح اي أن تنامي خطر هذا التنظيم في الجنوب وتوسع نطاقه الجغرافي سيسهل عملية انفصاله ولكن ليتحول الى إمارة إسلامية يحاربها العالم أجمع، ومهما كانت الإجابة فمن الخطأ الاستهانة بحجم هذا التنظيم وإلقاء الثقل الأكبر منه على نظام صالح وبالرغم من وجود دلائل كثيرة على علاقة الأخير بالقاعدة آخرها الكشف عن ضلوع مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية سابقاً والمقرب جداً منه في جريمة استيلاء عناصر القاعدة على معسكر للجيش ومقتل عدد كبير من الجنود، إلا أنه لابد من الاعتراف بوجود قاعدة حقيقية نشأت في اليمن منذ بداية نشؤ التنظيم نفسه وهي خارجة عن سيطرة صالح ونفوذه واذا رجعنا قليلا لتاريخ وصول القاعدة لليمن لتأكدنا من ذلك..
يمكن القول أن البداية الحقيقية للتنظيم تعود الى الفترة التي أنسحب فيها السوفييت من أفغانستان وعاد كثير من العرب الأفغان وغيرهم الى بلدانهم وبدءوا في نشر ايدلوجيتهم الخاصة، مع أن الاعلان عن «الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبين» في فبراير 1998م يعتبر هو بداية الظهور الفعلي والإعلامي للتنظيم، الا أن خلاياه كانت قد بدأت تعمل في الميدان قبل ذلك بكثير ففي عام 1992 هاجموا أحد الفنادق الكبيرة في عدن كما هاجموا قاعدة أمريكية في السعودية بشاحنة مفخخة عام 1996 وقتل في هذا الهجوم عدد من الجنود الأمريكيين. تشكلت «الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبين» من تيارات جهادية مختلفة وهي تنظيم الجهاد المصري وجمعية علماء باكستان وحركة الأنصار الباكستانية وحركة الجهاد في بنجلادش وقد حددت الجبهة هدفها في قتل الأمريكيين والصليبين واليهود في اي مكان في العالم، وأولى عملياتها الكبيرة بعد هذا الاعلان تفجير سفارتي أمريكا في كل من نيروبي ودار السلام في أغسطس 1998، وبحسب تحليل كتبه علي بكر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية ونشره في مجلة السياسة الدولية تحت عنوان (هل أصبح العالم أكثر أمناً) مر تنظيم القاعدة بثلاثة مراحل: _ مرحلة التأسيس: والتي بدأت ببناء الهيكل التنظيمي للقاعدة والتهيئة لاعلانه في 1998. _ مرحلة النشاط والتنفيذ والازدهار: والتي قام خلالها بتنفيذ أكبر عملياته والتي كانت تستهدف في مجملها الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية وإسرائيل تحت مسمى (قتال اليهود والنصارى). - مرحلة الهروب والاختباء: وهي المرحلة التي أعقبت هجمات سبتمبر بعد الرد الأمريكي القوي الذي أدى الى إسقاط نظام طالبان ثم مطاردة قيادة القاعدة وقواعدها في كل دول العالم، ووصلت هذه المرحلة أوجها عند مقتل بن لادن في الاول من مايو 2011. وفي هذه المرحلة –بحسب علي بكر- بدأ التنظيم يضعف شيئاً فشيئاً خاصة انه قد تلقى ضربات فكرية قوية من قبل التيارات الجهادية مثل الجماعة الإسلامية المصرية وتنظيم الجهاد المصري وعلى رأسه سيد امام الشريف المنظر الأول للجهاديين في المشرق العربي وكذلك من قبل الجماعة الاسلامية في ليبيا وغيرها، نضف الى ذلك أن نجاح الثورات العربية السلمية خاصة في تونس ومصر أثبت فشل المشروع الجهادي الذي تتبناه القاعدة.
ومع ذلك ورغم كل ما عانته القاعدة مؤخراً وانتهاء دورها ونشاطها بشكل كبير تقريباً في دول كثيرة أهمها السعودية الا أننا نجد شوكتها قد ازدادت حدة وتحول ضعفها الى مزيد من القوة في اليمن، فبعد أن ركزت السعودية جهودها لمحاربة التنظيم في أراضيها والذي كان يحمل اسم (قاعدة الجهاد في بلاد الحرمين) ثم (القاعدة في جزيرة العرب) أضطر أفراده للانتقال الى اليمن حيث توحد مع فرع القاعدة هناك في 2009 وأعلن في 2010م تشكيل تنظيم باسم «جيش عدنأبين» مع أنه لازال يحتفظ باسم «القاعدة في جزيرة العرب». وفي دراسة نشرت «المصري اليوم» جزءاً منها – في مايو 2011م - يرى الدكتور حسنين توفيق إبراهيم أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: أن استمرارية التنظيم وانتشاره جغرافياً هما محصلة لمجموعة من العوامل المتداخلة، بعضها يتعلق بالأزمات البنيوية الداخلية التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي وبعضها الآخر يتعلق بعوامل إقليمية ودولية أبرزها سياسات كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة والغرب عموماً ولعل الأمر يرتبط بشكل مباشر بمصطلح الدول الفاشلة. وهنا تقول مجلة «فورين بوليسي» أن ذلك المصطلح أضحى ينظر له من منظور أمني دفاعي بحث بمعزل عن المنظور التنموي لاتهام تلك الدول الفاشلة بتفريخ الإرهاب والتطرف الذي لم يضر بمجتمعها فحسب بل ساهم في انتشار الظواهر الأمنية السلبية في العالم ولذلك ازداد الاهتمام الأكاديمي بالدول الفاشلة وبتصنيفاتها وفي مؤشر «الفورين بوليسي» لعام 2009 وكانت الصومال والعراق وباكستانوأفغانستان واليمن البلدان التي تشهد نشاطاً ملحوظاً ل القاعدة من بين أبرز عشرين دولة فاشلة.
أثبتت المؤشرات الأخيرة ان فوضى الصومال أو قاعدة الصومال كانت تحظى بدعم كبير من القذافي وحين توقف هذا الدعم أنحسر نشاط المقاتلين وباستثناء العملية التي حدثث في الرابع عشر من مارس الجاري لم نعد نسمع بعمليات هامة هناك منذ سقوط القذافي، كما أن عدداً كبيراً من المقاتلين الصوماليين قد توجهوا لليمن للالتحاق بصفوف القاعدة فيها. في أفغانستان تتهيأ الأوضاع الى تسوية لا نعرف مداها بين طالبان والإدارة الأمريكية ولازال الوضع مربكاً وخارج نطاق السيطرة في العراق، من ناحية أخرى تحاول أمريكا حالياً ان تُقيم علاقاتها جيداً مع باكستان وتبحث في مدى تورط الأخيرة في حماية بن لادن والسكوت عن تواجده في أراضيها اذ يرى بعض الخبراء انها فعلت ذلك بغرض ابتزاز الدعم المادي الأمريكي لها ودفعه لحماية نظامها. وفي حين حاول نظام مبارك تمرير هذا النوع من الابتزاز على الشعب المصري قبل تمريره على النظام الأمريكي عندما أدعى ان القاعدة كانت وراء عملية تفجير كنيسة الإسكندرية وغيرها من العمليات، كشفت الثورة المصرية انه لم يكن وراء تفجير الكنيسة سوى حبيب العدلي نفسه مثلما كان وراء أكثر من عملية إرهابية في أكثر من منطقة سياحية مصرية وبدعم من رموز في نظام مبارك. كان صالح يلعب اللعبة ذاتها في اليمن ويتعامل بمنطق الابتزاز نفسه للإدارة الأمريكية، الابتزاز المادي الذي لم يستخدم فوائده في تنمية مقدرات بلاده بحيث يحول دون بقائها ضمن الدول الفاشلة المفرخة للإرهاب بقدر ما أستخدمها في تقوية مفاصله الأمنية وشراء أتباعه لحماية نظامه من السقوط مع انه لم يكن يظن للحظة انه قد يسقط فعلاً، من جهة أخرى كان هذا الابتزاز من أجل الحصول على الدعم المعنوي والسياسي الذي قدمته أمريكا لنظام المخلوع لدرجة أن الإدارة الأمريكية صرحت أكثر من مرة أن صالح يعتبر حليفاً مهما في حربها ضد الإرهاب. ويرى بعض المحللين أن تقديم هذا الدعم -المادي والمعنوي– هو ما جعل الإدارة الأمريكية تتعامل مع موضوع هيكلة الجيش في اليمن بشيء كبير من التردد والتسويف ولربما وصل الأمر الى حد الضغط على السلطة الحالية للقبول بإملاءات معينة لتدفع أمريكا بهيكلة الجيش بالصورة التي تحفظ ماء الوجه لهذه السلطة أمام شباب الثورة على أن لا يتقاطع ذلك مع الاستراتجية الأمريكية للتعامل مع القاعدة في اليمن. وبلاشك أن هذه الاستراتجية لا تخلو من هدفين، الأول نعرفه ونعترف به وهو القضاء على هذا التنظيم، والثاني هو ما نعرفه ولا يريد البعض الاعتراف به ويتمثل في محاولة أمريكا لفرض هيمنتها على هذه المنطقة الحساسة في العالم.
ولكن هل القاعدة التي تعرفها أمريكا ويعرفها العالم هي نفسها القاعدة الموجودة في اليمن؟! يجب التأكيد هنا أن تنظيم القاعدة المنتشر في عدد من دول العالم ليس تنظيماً واحداً وانما هناك ثلاثة أشكال منه: _ القاعدة الأم وهي التنظيم الأصلي الذي قاده بن لادن تحت مسمى «الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبين» وهو ما يقوده الظواهري اليوم. _ فروع القاعدة وهي التي أصدر بن لادن شخصياً أوامر بإنشائها وتعد امتداداً فكرياً وأيدلوجياً للتنظيم المركزي، والفرع الأكبر لها هو «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». _ نماذج القاعدة وهي تلك التيارات المنتشرة في عدد من الدول وتنتهج نهج القاعدة وتعتبر بن لادن زعيماً روحياً لها، لكنها لم تنشأ بأمره وليس لها علاقة بالقاعدة الأم وأشهرها النماذج الموجودة في بلاد المغرب. أما القاعدة في اليمن فيمكن القول انها وان بدت كياناً واحداً أو قاعدة واحدة الا أن الواقع يوحي بانها هي الأخرى مقسمة الى ثلاثة أشكال: _ قاعدة «جزيرة العرب» وهي القاعدة الأصلية التي نشأت في اليمن منذ سنوات طويلة والتي بدأت أولى عملياتها الكبيرة في عام 1992 في عدن وهي أيضاً المسؤولة عن مهاجمة المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن أكتوبر2000م ومهاجمة ناقلة النفط الفرنسية ليمبيرج عام 2003 وغيرها. _ قاعدة علي عبدالله صالح وهي التي أنشأها النظام لتمرير بعض سياساته وحاول دمجها بالقاعدة الأصلية، وكان يستقبل بعض قيادتها في قصره في صنعاء ومنهم (خالد عبدالنبي) قبل القيام ببعض عملياتها، وتؤكد تقارير أن عملية هروب عناصر القاعدة من سجن الأمن السياسي التي حدثت قبل بضع سنوات كانت بتكتيك من نظام صالح، وهذه القاعدة –مجازاً– تنشط غالباً في أبينوعدن وقامت بكثير من العمليات التي ألصقها النظام بالحراك الجنوبي. _ قاعدة «أنصار الشريعة»، ومع ان بعض قيادات هذا التنظيم قد أعلنت ولاءها للقاعدة الأم، الا أن قيادات أخرى برزت بمعزل عنها، وبعض منهم لا يرون فيها امتداداً للقاعدة الأم وكثير من العناصر التحقوا بها على هذا الأساس متأثرين بالتأييد الشعبي الذي حظيت به في المناطق التي استولت عليها، كما أن كثيرا من الشباب الذين التحقوا بها في هذه المناطق رأوا فيها تنظيماً لتحقيق العدالة ورفع الظلم والمعاناة عن منطقتهم وهي معاناة ساهم النظام بشكل رئيسي في تفاقمها. ومن الملاحظ أن سياسة أنصار الشريعة وأعمالها تختلف عن القاعدة الأم فهي تهتم بالسيطرة على المناطق أكثر من اهتمامها بالعمليات الانتحارية وتهاجم في طريقها لتحقيق ذلك قوات الجيش اليمني وأسلوبها يختلف عن أسلوب القاعدة الاعتيادي وعن أسلوب حرب المدن الذي أعلنه عبدالعزيز المقرن في السعودية، وبالأصح يمكنني القول انها تعمل هنا دون أسلوب أو تكتيك معين في الهجوم وان كانت تضع أهدافاً تريد الوصول اليها. «أنصار الشريعة» الذين أعلنوا إمارتين إسلاميتين حتى الان في كل من أبين وشبوة يحاولون تأسيس دولة إسلامية عادلة من وجهة نظرهم ومع أن التهمة الرئيسية الموجهة اليهم هي الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار، لكن الواقع على الأرض يقول أنهم وفروا الأمن والاستقرار لسكان المناطق التي سيطروا عليها فتوقفت أعمال التقطع والنهب والسرقة وخفضت أسعار السلع وألغيت الضرائب وأستطاع كثير من النازحين العودة الى منازلهم.
في رأيي أن التعامل مع القاعدة بالعنف لا يزيد المشكلة الا اتساعاً وانه لابد من الحوار مع القاعدة الأم وكل فروعها في العالم، وقد وجدت الإدارة الأمريكية نفسها مضطرة أخيراً للتفاهم مع طالبان بعد كل العنف الصادر من الطرفين، لكن اذا كانت هذه الإدارة ترفض هذا الحوار في اليمن فهذا شانها وحدها، لكن ان تفرضه على السلطة الحالية في البلاد فهذا ما يجب ان نقف إزاءه فلا نسمح لهذه الإدارة بتحقيق انتصارات وهمية أمام شعبها – وهي مقبلة على حملة انتخابية قادمة – على حساب أمننا واستقرارنا الداخلي، كما يجب ان لا نسمح بمزيد من الانتهاكات لأراضينا باسم محاربة القاعدة. لابد من الحوار مع القاعدة في اليمن كخيار أول وثان هذه ما يجب أن تعيه السلطة الحالية في صنعاء ولا أدري ما الذي يمنعها لمحاولة ذلك الان، ومثلما نحن نرفض أسلوب القاعدة العنيف وثقافة الموت التي تؤمن بها، نرفض أيضاً أن نواجه الإرهاب بالإرهاب كخيار وحيد. لقد أعلن أنصار الشريعة إمارة أولى وثانية وكادوا أن يعلنوا الثالثة في البيضاء لولا أن رجال القبائل المسلحة في البيضاء تصدوا لهم بشجاعة وقوة، وهم في طريقهم الان لمحاولة إعلانها في حضرموت وفي مخططهم الوصول الى منشئات نفطية تمسك عصب البلاد، كما ان عدن ليست عن أهدافهم ببعيدة، فهل سيكون من المجدي عندها أن يوجه أوباما طائراته لقصفهم مع هذه المنشآت الحيوية، وهل ستتركون عدن لتتحول أطلاًلاً من الرعب والموت، والى متى سيظل أبناء أبين وغيرهم تحت خط النار يدفعون ثمن أخطاء غيرهم. أليس من الأولى أن يبدأ الحوار معهم قبل أن يزدادوا قوة بوصولهم الى المنشآت النفطية أو سيطرتهم على مناطق أخرى فيملكون بذلك ورقة ضغط تشكل تحدياً أعظم خطورة للسلطة في اليمن بل ولليمن كله.
ان سياسة الحرب والقصف والإبادة لم تؤتي ثمارها حتى الان ففي حين ضعف التنظيم في أكثر من جهة في العالم وجدناه يزداد قوة في اليمن لعوامل عدة أبرزها الانفلات الأمني والاقتصاد المنهار ومن المهم جداً حل هذه المشاكل بجدية وسرعة. لم تضعف المواجهة العسكرية القاعدة في اليمن برغم إعطاء أمريكا منتهى الصلاحية للمشاركة في محاربته وبرغم قتلها لأنور العولقي الزعيم القوي للقاعدة في اليمن وفي جزيرة العرب والذي كان المرشح الأبرز لخلافة بن لادن.
يتساقط الأبرياء بكثرة خلال هذه الحرب بمن فيهم عبدالرحمن ابن أنور العولقي الذي قُتل بعد مقتل أبيه بأسبوعين دون ذنب يذكر، مثلما قُتل أطفال المعجلة وغيرهم من الضحايا في كل مكان ومنهم جنود قادتهم لقمة العيش للعمل في الجيش اليمني كما قادهم الواجب في حماية البلاد والعباد. وحدهم الأبرياء يدفعون الثمن ووحدها الخاسرة هي اليمن.. نتمنى أن يوجد في قيادة تنظيم القاعدة في اليمن من هو على استعداد للحوار، من يدرك أن العنف لا يحقق ما يحققه النضال السلمي ولنا في الثورة السلمية في تونس ومصر أفضل مثال، ولن نقول في الثورة اليمنية لأننا لازلنا في خضمها ولم نحقق معظم أهدافها بعد. نعي جيداً أن السلطة الحالية استلمت أسوأ تركة ممكن أن تستلمها اي سلطة في العالم، وهي تركة محملة بالمشاكل والأزمات والكوارث، ولكن هذا لن يشفع لها في التقصير عن تحمل مسؤوليتها في هذا الكابوس دون املاءات من أحد وبعد أن ترسم بعناية خارطة طريقها القادم..