هويتنا اليمنية مستلبة دوما... الزعماء جميعهم منذ القدم شمالا وجنوبا مرتزقة ولا يمتلكون مشاريع لأنهم جعلوا الوطن تابعا لا متبوعا، وهامشا لا مركزا أو شبيها بالمركز.. لأنهم ضحوا بالإنسان والأرض وجعلو منهما هبات تمنح للدول مجانا.. سيف ابن ذي يزن أسس لضياع الهوية وموت الانسان في اليمن ومن تلاه بنى عليه.. الأئمة نضع عليهم دوائر وعلامات استفهام كثيرة.. إنهم غرباء تماما.. الحمدي برغم ما صنعه كان في زمن المد الثوري العربي، في نفس السياق التفاعلي لجمال عبد الناصر وهواري بو مدين وغيره.. جمال عبد الناصر صنع من مصر مركزا وجسد هويتها الخاصة بها.. الحمدي صنع هوية ناصرية بشكل أو بآخر.. في حين هواري بومدين صنع هوية جزائرية صرفة.. مستحيل أن تجد مصريا أو جزائريا يشتم وطنه أو يفكر بالمتاجرة به أو التنازل عن مربع صغير من ترابه أو بفرد من أفراده.. بينما في اليمن كل ذلك وأفضع منه يحدث وبدم بارد جدا.. لان الزعماء المتعاقبين في اليمن أسسوا لذلك لأسباب كثيرة.. في جنوب اليمن أيضا جلبوا الاشتراكية إلى اليمن كما فعل بومدين أيضا في الجزائر الفرق أن بومدين ومن تلاه لم يجعلوها هوية الوطن والشعب العليا بل استفاد منها في بناء شكل الحكم القائم على المساواة والعدالة الاجتماعية وجعل الفرد مركز كل شيء.. في حين في الجنوب جعلوا من ايقونات الاشتراكية العالمية رموزا للشعب والوطن وجعلوها هوية عامة كما فعل الحمدي بجعله للفكرة الناصرية هوية عامة أو شبيهة بها.. لم يجلبوا هذه الأفكار والرموز من اجل الاستفادة منها بل من اجل عبادتها وجعلها المركز وتحويل المركز اليمني الأصلي إلى هامش عليها.. صالح جعل من اليمن هلاما بلا هوية ولا قيم ولا معنى.. سحق الإنسان سحقا.. ووهب أجزاء من الأرض أيضا لدول مجاورة.. الأوغاد حاليا يريدون الخروج من التبعية السعودية إلى الهوية الفارسية وكأنهم يعيدوننا إلى بؤرة الصراع الأولى التي بدأها سيف ابن ذي يزن.. تفسيري للدافع المركزي الواقف وراء حماقات سيف ابن ذي يزن بجلبه للفرس أنه لم يكن يؤمن بالشعب اليمني كمصدر قوة وبأس شديد.. وتفسيري للكائنات الغريبة التي تحاول جعلنا في إطار التبعية السعودية أو إخراجنا من التعبية السعودية وإدخالنا في التعبية الفارسية لا يبتعد كثيرا عن التفسير الأول.. الكفر بالشعب والوطن والاعتداد بالآخر بدلا من الاعتداد بالذات هو الداء الأول والأخير... يصنع ذلك المرتزقة فقط والدخلاء على الوطن والشعب.. معظم الدول التي نحاول استجداء تبعيتها لا تحمل رصيدا تاريخيا عظيما ولا حضارات تاريخية مثلنا.. بإمكاننا أن نعيد هويتنا من صميم التاريخ ونربطها بالواقع كي نتعملق من جديد ونعود إلى سياقنا الحقيقي.. كائنات لا تحترم هوية شعبها ووطنها لا تستحق الاحترام.. وبناء عليه فمن العيب احترام من لا يحترم هويتنا وهوية وطننا الذي ننتمي إليه..