قال القيادي في أحزاب اللقاء المشترك محمد يحي الصبري بأن الرئيس السابق علي صالح وأقاربه المتمردين على القرارات الجمهورية يسعون إلى نهاية غير مشرفة نتيجة تمردهم على الشريعة الدستورية، منوها إلى أن أي تمرد عسكري على قرارات القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد ربه هادي من قبل أي قائد يستدعى تطبيق القانون العسكري عليه.. وأشار القيادي الصبري في حوار تفاعلي مع جمهور شبكة (كلنا تعز)، إحدى الصفحات الشبابية على الموقع الاجتماعي فيس بوك أمس، إلى «أن ظاهرة التمرد من قبل فلول نظام صالح على قرارات الرئيس هادي متوقعة». وأضاف «فيما يتعلق بالفلول، نقول بأن كل الثورات العظيمة واجهت مثل هذه المعضلة وانتصرت عليها، وأوجه التمرد الظاهر الآن لا يعني أكثر من أن الثورة في اليمن تواجه نفس الاستحقاقات التي واجهتها كل الثورات.. والساحات ليست سوى أداة من أدوات الفعل الثوري. وعلى الثوار أن يدركوا مهامهم الثورية بشكل حقيقي».. وحول مسألة هيكلة الجيش، قال الصبري إن هناك «خطأ لدى البعض في الخلط بين هيكلة الجيش والمهام المحددة في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية المحددة بسبع مهام منصوص عليها وتنظم عملية انتقال السلطة في البلاد»، معتبرا هيكلة الجيش مهمة وطنية في وفي مرحلة تأسيس أيضاً. وأشاد الصبري بدور اللواء علي محسن الأحمر في دعم الثورة وتنفيذ المبادرة الخليجية، قائلاً «لو لم يكن اللواء علي محسن وعشرات الالآف من الذين انضموا للثورة لكان الحديث عن الهيكلة أحلام وأوهام يصعب تحقيقها» وأشار في جملة ردوده على المشاركين في الحوار إلى وجود قسم من الناس عندهم آراء واحتقانات حديثة وقديمة تجاه شخصيات وطنية معروفة بدورها الوطني وهي بمستويات متقدمة في العملية السياسية من قبل الثورة وأثناءها ومنها قيادات حزبية، متسائلا: «لماذا يجري مصادرة حقوق هؤلاء سواء كان الشيخ حميد أو القبائل؟ أليسوا من أبناء اليمن؟؟.». وحمل الصبري، الرئيس السابق مسؤولية ما يجري اليوم في البلد من قلق لليمنيين وحالة احتقان «كونه لا يريد أن يكرم نفسه»، كما حمل رعاة المبادرة ارتكاب «خطأ استراتيجي» من خلال حرف مسار الآلية التنفيذية للمبادرة وعدم الاكتراث بعودة صالح إلى اليمن. وأضاف «بقاء هذا الرجل في اليمن انحراف خطير بمسار الآلية التنفيذية لن تجلب مشاكل لليمنيين فقط، لكن المخاطر ستمتد نحو السعودية والمصالح الأمريكية لا محالة، ولن يكون اليمنيين وحدهم في دفع الثمن!!» وبشأن منح الحصانة لصالح وأركان حكمه، قال الصبري إن الحصانة «لا تعد قراراً إلهياً أو سماوياً» . وأضاف «الشرائع الأرضية والسماوية والقانون الدولي لا تعترف بأي حصانة أو أي إسقاط للدماء ولا أدري لماذا يتجاهل البعض حقائق ثابتة في عالم اليوم وهي أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، ويتجاهلون أيضاً أن بلداناً جرى فيها أشياء شبيهة للحصانة في اليمن، ومع ذلك تمت ملاحقة المجرمين في نهاية المطاف وتم إلقاء القبض عليهم خلال فترات زمنية تراوحت بين خمس سنوات أو عشر سنوات و عشرين سنة في تشيلي والبرازيل وجنوب إفريقيا والمغرب.. الخ». وعن الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي وقدرته على فرض قراراته، قال القيادي في المشترك محمد الصبري إن «هادي في وضع أقوى مما يتخيله البعض لكنه بحكم الموقع الذي هو فيه يتعامل أو مطلوب منه أن يلبس أكثر من قبعة». وأضاف الصبري «هادي رئيس الدولة بإجماع وطني وهذا يفرض عليه أن يقوم بدور الرئيس كما ينبغي ودور الرئاسات تشبه إلى حد ما جندي المرور الواقف وسط التقاطعات يقوم بعملية التنظيم، ويلبس قبعة أخرى القائد الأعلى للقوات المسلحة وعليه أن يتخذ قراراته بما تمليه عليه مسؤولية المحافظة على أمن الوطن وسيادته واستقراره وحدوده».. لكن الصبري أشار أيضاً إلى أن هناك «من يريد أن يلبس هادي نظارة صالح السوداء ونظارات أولاده، وهناك من يريد أن يلبسه مشدة البركاني وهناك من يريد أن يحسبه على تحالف المشترك وقوة الإصلاح أو المشائخ وعلي محسن.. لكنني لا أعتقد أن هذا النزاع سيستمر لفترة طويلة». وتابع قوله «أزعم أن أقرب طريق للحسم هو أن يعترف عبدربه منصور هادي بالثورة وميادينها، فذلك سيعزز بأدواره كرئيس وكقائد أعلى للقوات المسلحة ورئيساً للسلطة التنفيذية». وتطرق إلى الحوار الوطني المنتظر انعقاده خلال الفترة القليلة المقبلة، قائلاً« إن الحوار الوطني كان وما يزال مطلب الثورة ولا بد أن يبقى مطلب الثورة ولا يجب أن نحيله فقط على القوى التي كانت تطرحه قبل الثورة مع تسليمنا بأن جهودا بذلت في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بالنيابة عن اليمنيين جميعا ولكن القادم ذو طبيعة ثورية أكثر من كونه سياسية». وأشار إلى أهمية أن يكون هناك بحث جاد حول الكيفية التي سيكون بها تمثيل الشباب في الساحات للتواصل مع اللجنة الحكومية المكلفة بالتواصل معهم. وعبر الصبري عن استيائه إزاء من وصفهم ب«الدخلاء على المشهد الثوري من الشباب أنفسهم بعضهم بسوء نية وآخرين لقلة المعلومة واعتقادهم أن مسار الثورة كما لو أنه زامل أو كرنفال». وسخر ممن يتحدثون عن إمكانية «سرقة الثورة» قائلاً «ليست الثورة نعجة أو شوالة يمكن أن يسرقها أو يخطفها أي طرف». وأضاف «الثورة وقوانينها في التاريخ الوسيط والمعاصر قوة دفع إرادات الملايين من البشر، وهي مثل السيل في ليلة عاصفة من سيقف في وجه هذا السيل لن يجده أحد». حسبما قال.