حذر تقرير صادر عن مركز أبحاث مقرب من اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة اليوم الجمعة، من أن الأزمة التي يعيشها اليمن نتيجة الصراع الدائر حاليا بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين الحوثيين، "يمكن أن يكون لها عواقب خطيرة على أمن الخليج". وأوضح التقرير الصادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأمريكي؛ الذراع البحثية لمنظمة "إيباك" كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة، أن اليمن تعد أكثر بلدان شبه الجزيرة العربية سكانا، وأكثرها فقرًا، وتمثل "ملاذا" لعناصر القاعدة، كما تشرف على مضيق باب المندب الذي يمر من خلاله نحو 3 ملايين برميل من نفط الخليج يوميًّا في طريقها إلى أوروبا.
وقال التقرير إن الصراع الذي تدخلت فيه المملكة السعودية مؤخرا، بمثابة "اختبار مبكر للكفاءة التنفيذية لجيل جديد من القيادة السعودية"، "يمكن أن يتحول إلى أزمة إقليمية كبرى، مع وجود تقارير إعلامية ترجح أن النزاع يحمل ملاح حرب بالوكالة بين السعودية وإيران"، لافتا إلى أنه رغم أن قوات الحوثيين تفتقر إلى مقاتلات أو مركبات مدرعة فإنه "يعتقد بأنهم يتمتعون بميزة تكتيكية فى المواجهة بفضل عددهم وتدريبهم إضافة إلى استخدامهم الحاذق للألغام الأرضية".
وقال مدير برنامج سياسات الخليج والطاقة بالمعهد واشنطن سيمون هندرسون إن "مواقع الحوثيين على شبكة الإنترنت تظهر حشودا بأعداد كبيرة، إلى جانب سلاسل من التدريب المنظم تذكر بنشاطات حزب الله في لبنان"، موضحا أن مزاعم الحكومة اليمنية بشأن تمرد الحوثيين تدعمها الشعارات المنشورة على مواقع الحوثيين على الإنترنت مثل: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام".
وقال: "مثل هذه الشعارات ترجح أن أهدافا (للحوثيين) تتعدى إلى حد بعيد مجرد طلب للحكم الذاتي المحلى".
وبدأت الحكومة اليمنية في أغسطس حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين، مشيرة إلى أنهم يتلقون دعما من إيران، في حين شن سلاح الجو السعودي بداية من الأسبوع الماضي، هجوما على مواقع للحوثيين في مناطق على الحدود السعودية اليمنية، بعدما اخترقتها عناصر تابعة للمتمردين الذين يتهمون المملكة بدعم حكومة صنعاء في حملتها ضدهم.
وأعربت الولاياتالمتحدة عن دعمها لحق السعودية في الدفاع عن أرضها وحدودها ضد الحوثيين، كما حظي تحرك المملكة بدعم عربي ودولي، فيما حذرت إيران من تدخل أطراف مجاورة لليمن في الصراع.