بحلول يوم غد الاثنين يكون قد مر ستون يوماً على اختطاف الزميل محمد المقالح دون تمكن أسرته والأسرة الصحافية من معرفة مكانه حتى الآن. ورغم قناعة الوسط الصحفي والسياسي بأن المقالح اختطف من قبل الأجهزة الأمنية غير أن قلقاً متصاعداً يسود هذا الوسط بعد مرور شهرين على اختطافه مع رفض السلطات الاعتراف بعملية الاختطاف والكشف عن مكانه. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية وزير الإعلام، حسن اللوزي، دان اليوم عملية اختطاف المقالح، ورداً على سؤال حول موقف وزارة الإعلام مما يتعرض له الصحفيون ومنهم المقالح الذي لم يكشف عن مصيره حتى الان، قال اللوزي في ندوة عقدتها وزارة الإعلام اليوم عن الصحافة المحلية، ان وزارته تدين اختطاف المقالح، لكنه لم يتحدث عن موقف الحكومة من الاتهامات الموجهة لها بالقيام بهذا الاختطاف. وفي السياق عبرت نقابة الصحفيين اليمنيين عن تصاعد قلقها ومخاوفها بشأن مصير وحياة المقالح المختطف من العاصمة صنعاء منذ سبتمبر، رمضان، الماضي. وقالت:إن خشية الوسط الصحفي تتعاظم جراء تقاعس السلطات الأمنية عن القيام بواجبها الدستوري والقانوني في الكشف عن مصيره وضمان إعادته سالماً إلى أسرته ووسطه الصحفي رغم النداءات والمطالبات الكثيرة من قبل النقابة وأسرته والوسط العام. وأعربت في بيان عنها صدر مؤخراً عن أسفها العميق واستيائها البالغ لعدم اكتراث الأجهزة الأمنية بحادثة خطيرة كهذه، الأمر الذي يضرب مفاهيم الأمن والمواطنة في الصميم، مشيرة إلى أن هذا التراخي والفتور من قبلها سيعزز الاتهامات الرائجة بسيادة الفوضى والجريمة والانفلات في البلد، مؤكدة على خطورة استغلال الأوضاع الأمنية الصعبة لتغطية وشرعنة الانتهاكات والتجاوزات واختراق القوانين والأنظمة وتهديد أمن وسلامة المواطن والمجتمع، على حد تعبير البيان. وأضاف البيان إن جريمة اختطاف المقالح واستمرار غموض مصيره قد وضعت سمعة اليمن على المحك وأثارت مشاعر الغضب والاستياء لدى الشارع اليمني عموما والوسط الصحفي خصوصاً وحولت العمل الصحافي والإعلامي إلى بيئة غير آمنة. وشددت نقابة الصحفيين اليمنيين على تحميل كافة السلطات في البلد مسئولية الكشف عن مصير الصحفي المقالح وتأمين حياته وإعادة الثقة بأن البلد يحكمها الدستور، والقانون وأن الحياة فيها غير قابلة للخطف أو الإخفاء القسري. وأمّلت النقابة في أن تتحرك السلطات والأجهزة الأمنية "باتجاه إنهاء هذه المأساة التي نعيشها جميعاً منذ ليلة الاختطاف قبل صبيحة عيد الفطر المبارك" مثمنة "كل الجهود التي بذلتها منظمات المجتمع المدني في بلادنا، والاتحادات والمنظمات العربية والدولية في مؤازرتها"متطلعة "لاستمرار تلك الجهود وبفعالية أكبر في هذا الاتجاه. إلى ذلك قالت مصادر مطلعة ان رئاسة الجمهورية رفضت أكثر من مرة طلباً لقيادة نقابة الصحفيين للقاء رئيس الجمهورية لمناقشة الأوضاع التي يعانيها الصحفيون، وقالت المصادر ان الرد المتكرر من الرئاسة يفيد بأن الرئيس "مش فاضي" هذه الأيام لانشغاله بالحرب وقضايا أخرى.