تثير الأنباء التي تحدثت عن مقتل الناطق باسم المتمردين الحوثيين في صعدة محمد عبدالسلام، وكذا الأخبار التي نفت مقتله، سؤالاً يطرح بين الحين والآخر لا سيما في الوسط الإعلامي عن من يكون هذا الناطق الذي يجمع الكثيرين على أنه يؤدي دوره باقتدار وحنكة بحيث أصبحت أهميته بالنسبة للمتمردين لا تقل عن أهمية الدبابة والكاتيوشا التي يستخدمها الحوثيون في الحرب. كانت صحيفة الرياض السعودية نقلت أمس عن المتحدث الإعلامي الرسمي بوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي،حديثه عن مقتل الناطق الإعلامي للحوثيين وثلاثة من معاونيه في غارات جوية على مقرهم الإعلامي المعروف، باسم القلعة في جبل رازح، مضيفة أن طائرات سعودية شنت غارات مستهدفة المركز القيادي والإعلامي للحوثيين، الذي يديره المتحدث الإعلامي للمتمردين محمد عبدالسلام، الذي يكنى ب"أبو ياسر"، ما أدى إلى مقتله مع ثلاثة من معاونيه.لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن الناطق باسم الحوثيين ظهر في اتصال هاتفي مع قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله، بعد الأنباء التي تحدثت عن مقتله. الحوثيون التزموا الصمت إزاء هذا الخبر، ولم يدلوا بأي تصريح أو بيان نفي، وقد حاول "المصدر أونلاين" التأكد من الخبر غير أنه لم يتسنى الحصول على تأكيد أو نفي رسمي، وفي حين أفاد صحافيون كان الناطق على تواصل مستمر معهم أنه لم يتصل بهم اليومين الأخيرة، أكد صحافي يمني أنه استمع لتصريحات له في قناة المنار اللبنانية بعد الأنباء التي تحدثت عن مقتله، وهو ما يؤكد حسب قوله أن خبر مقتله عار عن الصحة. وعودة إلى الفكرة المركزية لهذا التقرير بعيداً عن الحديث عن مقتل الرجل أو عدم صحة ذلك فثمة شبه إجماع على أن الاسم الذي يتحدث به ناطق الحوثيين هو إسم مستعار وليس حقيقياً البتة. وهو ما يطرح سؤالاً آخر عن سبب اتخاذ الرجل اسماً مستعاراً برغم أن جميع قادة التمرد ومعاونيهم يعلنون أسماءهم بكل صراحة. يعزو صحافي يمني فضل عدم ذكر اسمه ذلك إلى أن الرجل ربما يخشى على أسرته من التعرض لأي إيذاء، ويقول: على الأرجح أنه ليس من صعدة بل من محافظة أخرى ربما تكون صنعاء أو ذمار أو عمران، وبالتالي فإنه لا يريد أن يعرض أسرته للأذى بسبب ما يقوم به من عمل إعلامي لا شك أنه يسبب إزعاجاً كبيراً للسلطة. وحول من تكون هذه الشخصية؛ كان موقع يمني مستقل ممول من السلطة قال ان محمد عبدالسلام هو عبد السلام فليتة، نجل صلاح فليتة إحدى الشخصيات الزيدية المعروفة في صعدة، غير أن مصدراً آخر مقرب من السلطة استبعد ذلك تماماً، وأكد أنه شخصية عملت لفترة في المجال الإعلامي وفي إحدى الصحف اليمنية بصنعاء. وفي حين رفض المصدر الذي كان يتحدث ل"المصدر أونلاين" الكشف عن اسم هذا الإعلامي، قال انه عاد قبل فترة من خارج اليمن حيث كان يدرس الإعلام في إحدى الدول العربية، مضيفاً ان هذه المعلومات ليست من مصادر أمنية رسمية بل توصل لها هو بحكم قربه من أحداث صعدة ومتابعته الدائمة لها. ويؤكد الصحافي اليمني ما استبعده المصدر المقرب من السلطة من أن يكون عبد السلام هو نجل صلاح فليتة، ويقول لو كان كذلك لتحدث باسمه الصريح فآل فليتة جميعهم في صعدة أرض الحرب وليس هناك ما يخشون منه. وحول ما إذا كانت السلطات قد استطاعت التعرف على هذه الشخصية من خلال أجهزتها الأمنية والاستخباراتية يقول الصحافي: أستبعد ذلك، ولو كانت تعرف لربما آذت أسرته أو سيحلو لها أن تقوم باعتقال أحد أقاربه لتعلن أنها حققت انتصاراً باعتقالها أحد معاوني المتحدث باسم الحوثيين أو خلية إعلامية تابعة له!. ويرجح مراسل إحدى المحطات الفضائية ناقش معه المصدر أونلاين هذه الفكرة الحديث القائل ان الناطق باسم الحوثيين قادم من الوسط الإعلامي أو الصحافي، ويقول: الصوت ليس غريباً، ويبدو أنه على الأقل كان له احتكاك بالوسط الصحفي اليمني. ويقول الصحافي المشار إليه آنفاً: ربما أنه اشتغل في العمل الإعلامي لفترة ولم يكن اسمه مشهوراً، ويبدو لي من خلال تصريحاته أنه عاش في بيئة دينية أكثر من البيئة الإعلامية.