قال رئيس جنوب اليمن الأسبق علي ناصر محمد إن الموقعين على اتفاقية الوحدة اليمنية خيبوا آمال اليمنيين بخلافاتهم التي اشتعلت في حرب أهلية بعد أربعة أعوام من توحد شطري البلاد في 22 مايو عام 1990. ونشرت صحيفة 26 سبتمبر الصادرة عن الجيش اليمني اليوم الثلاثاء مقالاً في صفحتها الأخيرة للرئيس الجنوبي الأسبق بعنوان «الوحدة استعادت روحها المتجددة بالفعل الثوري والإصرار على التغيير»، وتطرق فيه إلى مخاضات الوحدة والأخطاء اللاحقة لها. وقال ان «الموقعين عليها (اتفاقية الوحدة) كانوا دون مستوى هذا الحدث الكبير وخيبوا آمال الجماهير وأدخلوا اليمن في نفق مظلم لم يخرج منه منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم». ووقع على الاتفاقية النهائية للوحدة اليمنية كلاً من علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض زعيمي الشطرين آنذاك، لكن الخلافات بين الطرفين تطورت إلى إعلان البيض للانفصال عام 1994 واندلاع حرب أهلية هُزم فيها الانفصاليون. وكان علي ناصر محمد قد وقع على أول اتفاقية للوحدة اليمنية في القاهرة عام 1972 والتي وضعت الأسس للاتفاقيات اللاحقة، لكن أحداثاً دامية وقعت في جنوب البلاد عام 1986 أدت إلى خروجه من السلطة ونزوحه مع معاونيه إلى صنعاء.
وقال ناصر محمد إنه أول من دفع ثمن الوحدة اليمنية عندما اتفق الموقعون عليها، البيض وصالح، على إخراجه من اليمن يوم 9 يناير 1990 ضمن صفقة بينهما.
وأضاف «لكنني تقبلت ذلك في سبيل تحقيق ذلك الهدف وسعيي الدائم نحو المصالحة الوطنية منذ وقت مبكر». وقال ناصر محمد في مقالته «نأسف في ذكرى الوحدة أن نقول بأن الوحدة الوطنية تعرضت لشرخ في صلبها وهذا الشرخ سيحتاج إلى وقت بالعمل الجاد لإصلاح ما يمكن إصلاحه وتحقيق تغيير حقيقي وليس مجرد تبديل ينقضي أجله بعد حين، لأن التغيير الحقيقي الشامل هو الذي سيضمن للقيم الكبرى والأحلام الجميلة أن تبقى وتعيش وتأمن من الخطر بما في ذلك الوحدة نفسها». وتزايدت خلال السنوات الماضية النزعة الانفصالية لدى قوى سياسية في جنوب اليمن بعد احتجاجات مطلبية استمرت عدة أعوام ضمن ما يعرف بالحراك الجنوبي. واعتبر ناصر محمد أن حل القضية الجنوبية «بما يرضي الشعب الذي قدم التضحيات واكتوى بنارها وذلك في سبيل إعلاء قضيته العادلة ودفعها إلى أن تكون القضية الأولى والمركزية، هو السبيل الأول لحل مشكلة اليمن». وتابع «إن الاعتراف بالقضية الجنوبية سياسياً وحقوقياً سيشكل المدخل للحوار الوطني، والحوار كان دوماً العنوان الأبرز الذي أقدمه في كل المراحل والحق والتطورات التي حصلت». وأكد علي ناصر محمد على ضرورة مواصلة السير في التغيير الذي أحدثت الأحداث الأخيرة، قائلاً «إن التحول الذي يجري منذ انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي والثورة الشبابية الشعبية السلمية يعزز من ضرورة الانسلاخ من الماضي بتجاربه التي لم تعد صالحة لزمن الشباب ومستقبلهم». وتابع «وهنا ينبغي أن تحظى الفئة الشبابية بالمكانة التي تستحقها بجدارة وأن يكون دورهم هو الدور الريادي الذي يجب رفده بكل الخبرات والإمكانات ليبلغ أشده في كل مجال».