قالت وكالة الأنباء السعودية إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يشعر "ببالغ القلق" ازاء العنف الطائفي في لبنان في إشارة على ما يبدو إلى مقتل رجل دين سني لبناني معارض للرئيس السوري بشار الأسد. وامتدت الاضطرابات التي تشهدها سوريا إلى لبنان حيث قتل جنود يوم الأحد بالرصاص رجل دين سنيا بارزا وعضوا في تحالف سياسي لبناني معارض للأسد في مدينة طرابلس بشمال البلاد.
وتنظر المملكة العربية السعودية منذ زمن طويل لحكومة الأسد بالريبة بسبب تحالفها مع إيران التي تشتبه الرياض في أنها تثير الاضطرابات في البحرين وبين الأقلية الشيعية السعودية.
وقادت الرياض الجهود العربية لعزل حكومة الأسد لإنهاء قمعها للانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عام ودعت إلى تسليح مقاتلي المعارضة السوريين.
ونقلت وكالة الانباء السعودية يوم الثلاثاء عن الملك عبد الله قوله في برقية أرسلها إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان "تتابع المملكة العربية السعودية ببالغ القلق تطورات أحداث طرابلس وخصوصا لجهة استهدافها لأحد الطوائف الرئيسية التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني."
وأضافت البرقية "نظرا لخطورة الأزمة وإمكانية تشعبها لإحداث فتنة طائفية في لبنان وإعادته لا قدر الله إلى شبح الحرب الأهلية فإننا نتطلع إلى حكمة فخامتكم في محاولة التدخل لإنهاء الأزمة... وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية وخصوصا الأزمة السورية المجاورة لها."
وجاء مقتل رجل الدين السني الشيخ أحمد عبد الواحد المعارض لنظام الأسد بعد معارك في مدينة طرابلس بين فصائل معارضة وأخرى موالية للرئيس السوري وأشعل معارك في شوارع بالعاصمة بيروت.
وكانت اشتباكات بيروت هي الأسوأ منذ الاقتتال الطائفي عام 2008 والذي أعاد إلى الأذهان ذكريات الحرب الاهلية التي دامت 15 عاما في لبنان.
وحثت الإمارات العربية المتحدة والكويت مواطنيهما على الابتعاد عن لبنان وهو وجهة مفضلة لدى السائحين من دول الخليج العربية وأشارتا إلى مخاوف امنية في البلاد.
ودعا السفير السعودي في بيروت السعوديين الشهر الماضي إلى الابتعاد عن المناطق الحدودية في لبنان بعد خطف سعوديين وتعذيبهما طوال ثمانية أيام قبل الإفراج عنهما في عملية سعودية لبنانية مشتركة.