قال الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب ألقاه امام مجلس الشعب إن سوريا تتعرض لمحاولات تهدف إلى إضعافها، لكنها مستمرة "في مسيرة الإصلاح". وأضاف الأسد أن لا فرار من المواجهة ، وأن المواجهة مؤلمة، وخطر الإرهاب في سوريا يتنامى، وإن إيقافه ضروري للاستمرار في العملية السياسية في سوريا التي تهدف إلى تحقيق مشاركة شعبية أوسع في الحياة السياسية. وقال الأسد إن سوريا تواجه حربا حقيقية لكن الشعب يرفض التدخل الخارجي، وإن الأمن القومي "خط أحمر". وفي حديثه عن مجزرة الحولة قال الأسد إن "ليست هناك مفردات في قاموس اللغة تكفي لوصف بشاعة المجزرة"، ونفى أن تكون للجيش السوري أي صلة بها، وقال انه "حتى الوحوش لا تقوم بعمل بهذه البشاعة". ثم تطرق الى الحديث عن مبادرة كوفي عنان فقال "نحن نعرف من يهدفون إلى إفشالها". وقال ان الحكومة مستعدة للحوار مع "الخصوم السياسيين الذين ليست لهم صلات خارجية" لكنها ستحارب المعارضة المسلحة. واشنطن تناشد موسكو من ناحية أخرى جددت الولاياتالمتحدة مناشدتها روسيا، الحليف الاقوى لنظام حكم الرئيس السوري بشار الاسد، الانضمام الى الجهود المنسقة لحل الازمة السورية المتفاقمة، التي بدأت تتسع وتنتشر لتصل الى لبنان المجاور. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الامريكية ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاي كلينتون ناقشت، خلال مكالمة هاتفية مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف السبت، الاوضاع في سوريا وانعكاساتها على لبنان. واضاف المسؤول ان "الاثنين اتفقا على العمل معا في هذا الامر، وان رسالتها (كلينتون) اليه (لافروف) تتمثل في ان نعمل معا لمساعدة السوريين وضع استراتيجية انتقال سياسي جدية". وتأتي تلك الاتصالات عقب اعلان مصادر أمنية لبنانية مقتل 12 شخصا في طرابلس شمال البلاد بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري، اضافة الى عشرات الجرحى. وكانت البداية في اطلاق نار متقطع بين الجانبين في منتصف ليل الجمعة، تخلله سقوط قذائف بين منطقتي باب التبانة ذات الاغلبية السنية والمعادية تاريخيا للنظام السوري، وجبل محسن ذات الاغلبية العلوية والمؤيدة لدمشق، واستمر بشكل متقطع حتى بعد ظهر السبت. من جانب متصل انتقدت دمشق السبت قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الطلب من شركتي عربسات ونايلسات وقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية والخاصة، ومطالبة الأممالمتحدة إدراج الملف السوري تحت الفصل السابع. فقد أصدر المجلس الوطني السوري (الحكومي) للإعلام السبت بيانا اعتبر فيه أن قرار الجامعة العربية "تدخل سافر في الشؤون الداخلية السورية، واعتداء غير مسبوق على حرية الإعلام في الوطن العربي، ومساهمة مكشوفة في تغييب حقيقة ما يحصل على الأرض السورية". ودعا البيان إدارتي عربسات ونايلسات إلى "الإلتزام بالعقود المبرمة مع الجهات الإعلامية السورية، مطالباً المؤسستين بعدم التحول إلى أداة سياسية تستخدمها بعض الحكومات العربية في خطوة تستهدف سورية وشعبها." وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية قد طالب في ختام اجتماعه في العاصمة القطرية الدوحة السبت مجلس الأمن الدولي بتطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، كوفي عنان، وإدراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ولكن من دون الإشارة إلى القيام بعمل عسكري. ونص البيان الختامي للاجتماع على دعوة "مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته طبقاً لميثاق الأممالمتحدة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة عنان في إطار زمني محدد". وأشار إلى أن اللجوء إلى الفصل السابع يكون "بما تضمنه من وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل الاتصالات وقفا جزئيا أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية". تحذير عنان وجاء الطلب العربي بعد تحذير عنان من أن سوريا تنزلق نحو "حرب أهلية شاملة." وقال عنان في كلمته أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية: "يتزايد يوما بعد يوم شبح حرب شاملة في سوريا بأبعاد طائفية مثيرة للقلق". من جهته، طالب الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، عنان بوضع إطار زمني لمهمته وبنقل خطته الخاصة بحل الأزمة في سوريا البلد إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. غليون وروسيا أما برهان غليون، الرئيس المستقيل للمجلس الوطني السوري المعارض، فقد انتقد الموقف الروسي حيال الأزمة السورية، إذ خاطب مجلس وزراء الخارجية العرب في الدوحة قائلا: "إن روسيا بدعمها للنظام السوري ولبقاء الأسد، أصبحت جزءا من المشكلة، وليست جزءا من الحل." وأضاف غليون: "لو تعاونت روسيا من أجل التوصل لصياغة تجعل الأسد يتخلى عن السلطة، ستصبح جزءا من الحل". ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره العاصمة البريطانية لندن، بأن معارضين سوريين قتلوا السبت ستة من عناصر الجيش السوري النظامي في محافظة درعا الواقعة جنوبي البلاد، بالإضافة إلى ثمانية آخرين على الأقل في اشتباكات على مشارف العاصمة دمشق. وقال المرصد إن القوات السورية النظامية واصلت السبت عملياتها في مدينة حمص وريفها وسط البلاد، فيما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومنشقين في ضواحي دمشق وريفها وسجل تحليق للمروحيات في محافظة اللاذقية الواقعة على ساحل البحر.