احتفل المسلمون في أنحاء العالم اليوم الجمعة بأول أيام عيد الأضحى المبارك، وسط أجواء ممزوجة بالفرح، وعدم نيسان مآس يعيشها أخوان لهم في دول عديدة مبتهلين إلى الله تعالى أن يجمع شمل الأمة. وأدت جموع المسلمين في معظم البلاد العربية صلاة العيد، مبتهلين إلى الله تعالى أن يجمع شتات الأمة ويفرج الكرب عنها ويعيد الأراضي المحتلة إلى أهلها في فلسطين خاصة ويحرر المسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني.
لا حوادث في الحج. وتوافد مئات ألاف الحجاج منذ ساعات اليوم الأولى الجمعة إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى دون حوادث تذكر في أول أيام عيد الأضحى بعد أن أدوا أهم مناسك الحج بالوقوف على صعيد عرفات. وبعد ان مكثوا ساعات في مزدلفة التي نفر اليها مليونان ونصف مليون حاج في وقت واحد من صعيد عرفات بدأت أفواج الحجاج بالتوجه إلى منى لرمي الجمرات. واكتظت الشوارع والطرقات المؤدية من مزدلفة إلى منى بمئات الآلاف من الحجاج المتوجهين إليها مشيا أو على متن حافلات وهم يرددون "لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك..ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" فيما عاد حجاج آخرون إلى مساكنهم بعد ان أتموا رمي الجمرة الكبرى من أصل ثلاث جمرات ترمز إلى الشيطان. ولم تشهد منطقة الجمرات أي ازدحامات مرورية خانقة في اليوم الأول كالتي عهدتها في السنوات الماضية بفضل مشروع جسر الجمرات الضخم والمكون من خمس مستويات أنجزته المملكة هذا العام.
القدس: توافد الآلاف للصلاة في المسجد الأقصى. وتوافد الآلاف من المقدسيين والمواطنين الفلسطينيين القادمين من داخل الخط الأخضر إلى الحرم القدسي الشريف لأداء صلاة العيد، وسط انتشار لقوات الاحتلال على البوابات المؤدية إلى "البلدة القديمة". وفي حي الشيخ جراح بالبلدة القديمة أقيمت الصلاة في خيمة الاعتصام التي نصبتها عائلتا غاوي وحنون بعد طردهما من منازلهما واستيلاء المستوطنين عليها، حيث خطب بالمصلين رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح الذي تمنعه سلطات الاحتلال من دخول المسجد الأقصى.
غزة: عفو عن 150 سجين، وفرحة رغم الحصار. أما في غزة، فقد أفرجت شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة أمس عن 150 سجيناً فلسطينياً من قطاع غزة، بينهم سجناء أمنيون كمكرمة من رئيس الوزراء إسماعيل هنية لمناسبة عيد الأضحى.
وأدى الأهالي صلاة العيد، ورغم المآسي وما يشهده القطاع لم تغب الفرحة عن أطفاله حيث يشعر مشردو القطاع جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة وتدمير منازلهم، بوطأة العيد أكثر من غيرهم. وذبح العديد من أهل غزة الأضاحي رغم الارتفاع الكبير في سعرها بسبب الحصار الجائر على القطاع.
العراق.. استقرار أمني جيد، وزيارات لقبر الرئيس الراحل صدام حسين. توجه مئات من العراقيين بينهم نساء وأطفال إلى العوجة، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، لزيارة قبره الجمعة بمناسبة تزامن إعدامه مع حلول عيد الأضحى. حيث توافد عدد من شيوخ العشائر ووجهاء ورجال دين لزيارة ضريح صدام الذي اعدم أول أيام عيد الأضحى في 30 ديسمبر 2006.
وقد اطل عيد الأضحى هذا العام في ظل استقرار امني جيد، وقد يجد فيه الناس إجازة استراحة من المشاكل السياسية ولغة التقاطعات والاحتجاجات، بعد أن حزم السياسيون حقائبهم عائدين إلى محافظاتهم أو البلدان التي يستقرون فيها حيث يعيّدون هناك مع أسرهم.
وحول تحذيرات وزارة الصحة العراقية لمواطنيها بمنع التقبيل والمصافحة خلال تبادل تهاني العيد ووضع كمامات طبية خلال التجمع في الحدائق العامة ومدن الألعاب، يبدو أن العراقيين لن يلتزموا بالإجراءات الاحترازية التي دعت إليها الوزارة.
وكانت وزارة الصحة العراقية قد أصدرت مجموعة نصائح وتحذيرات عبر المحطات التلفزيونية والإذاعية ورسائل قصيرة عبر الهواتف الجوالة تدعو العراقيين إلى «الوقاية من إنفلونزا الخنازير وتجنب الأماكن المزدحمة وعند الاضطرار إلى التواجد فيها يتم استخدام الكمامات والابتعاد عن العناق والتقبيل». لكن العراقيين يحرصون بعد انتهاء صلاة العيد على تبادل التهاني التي عادة ما تكون في صورة مصافحة بالأيدي وعناق وتقبيل لعدة مرات على شكل مجاميع، وبالتالي سيكون من الصعب التقيد بنصائح وزارة الصحة لأن هذه الطقوس جزء من عاداتهم وتقاليدهم الموروثة، حسبما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ». وتظهر هذه المراسم في أجلى صورها في المناطق الريفية ومجالس شيوخ العشائر والوجهاء حيث يتجمع الناس، يقبل بعضهم البعض، كلا بحسب تقاليده، وهي تختلف بطرق التعبير من مدينة إلى أخرى وجميعها تعبر عن حالة الاحترام والمودة للطرف الآخر لكن هذه الحالة تقل وتيرتها في الأحياء الراقية.
ليبيا: سخط عارم، وتبادل للنكات اثر إعلان الدولة أن العيد "الخميس". أما في ليبيا والتي اعتادت مخالفة غالبية الدول الإسلامية بعيد الفطر، والاتفاق في عيد الأضحى، فقد أعلن "مركز الاستشعار عن بعد" أن عيد الأضحى المبارك يوافق أمس الخميس وهو ما أثار سخطاً عارماً في الأوساط الشعبية الليبية.
وذكرت صحيفة الوطن الليبية أمس تأكيد اغلب العائلات الليبية على أنهم سيضحون يوم الجمعة وسيصومون يوم الخميس حتى ولو أعلنت الدولة أن العيد يوم الخميس، كما أكد معظم الأئمة عن عدم تأديتهم لصلاة العيد إذا ما أعلن العيد يوم الخميس، في حين يسود الشارع الليبي بوادر قلق وفتنة بسبب المخالفة وعدم الوضوح وأصبح الموطنون يتندرون فيما بينهم برسائل عبر الهواتف النقالة منها: - "قالوا العيد الجمعة بعدها قالوا الخميس قلن نلحق نهني قبل ما يقولوا مافيش" - "كبش العيد منزل دمعة؟ حاير بين خميس أو جمعة"
من جهته، أصدر الداعية الإسلامي الليبي أحمد القطعاني الأربعاء فتوى قال فيها إن الخميس هو 9/ ذي الحجة 1430ه وأنه يسن صومه للمسلم، والعيد سيكون الجمعة 10/ ذي الحجة 1430ه ، وإذا تعذرت صلاتها جماعة كما هو مأمول فبالإمكان أن تصلى فرادى دون خطبة، وأن من ذبح أضحيته الخميس فهي مأدبة لحم لا علاقة لها بالنسك الشرعي.
أوباما يهنئ المسلمين بالعيد، ويذكر بالجذور الإبراهيمية المشترك للأديان السماوية. وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزوجته ميشيل رسالة تهنئة للمسلمين بمناسبة موسم الحج، تضمنت تهنئة أيضا للمسلمين في الولاياتالمتحدة ودول العالم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وذلك كما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أمس ونشرته الصحافة الأمريكية.
وقال أوباما إن "فريضة الحج وما يحصل فيها من ممارسة شعائر، فضلا عن عيد الأضحى المبارك يذكّران بالجذور الإبراهيمية المشتركة للأديان الرئيسية الثلاثة في العالم".
وأضاف أنه في يوم الحج "يتجمع 3 ملايين مسلم من أنحاء العالم بمن فيهم مسلمون من الولاياتالمتحدة ويقفون على جيل عرفات، وبعد ذلك يحتفلون بعيد الأضحى ويوزعون الطعام على البائسين إحياء لذكرى رغبة النبي إبراهيم عليه السلام في التضحية بابنه كطاعة لله".