يتوافد اليوم الجمعة ملايين الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى في أول أيام عيد الأضحى ويقومون بالذبح (النحر)، وذلك غداة أدائهم الركن الأعظم من مناسك الحج بالوقوف على صعيد عرفات. وأدى أمس ملايين الحجاج الركن الأعظم من الحج بصعودهم من مشعر منى، حيث قضوا يوم التروية وباتوا فيها، إلى مشعر عرفات الذي يمثل موطن الحج الأكبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة". وفي عرفات بدا الموقف مهيباً بتجمع ملايين الحجاج من كل بقاع الأرض يدعون بلسان واحد “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك”. ومكث حجاج بيت الله الحرام في مزدلفة التي نفروا إليها في وقت واحد من صعيد عرفات، ويبدأون اليوم بالتوجه إلى منى لرمي الجمرات ويقع مشعر مزدلفة بين مشعري منى وعرفات ويقيم فيه الحجاج صلاتي المغرب جمع تأخير وقصر. والمبيت بمزدلفة واجب ومن تركه عليه دم، وكلها موقف ما عدا وادي محسر، وهو موضع بين المزدلفة ومنى يسرع الحجاج في مرورهم منه. وأعلن وزير الحج السعودي الدكتور/ بندر محمد حجار أمس نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام التي بدأت من مكةالمكرمة إلى عرفات ومنى، ثم إلى مزدلفة. وذكر الدكتور/ حجار في تصريح صحفي أن 85 بالمائة من الحجاج تم تفويجهم إلى منى وأن 15 % منهم تم تفويجهم مع الأجهزة المعنية، وأضاف إن عملية التفويج بدأت بورش عمل بين الأجهزة المشاركة فيها، إلى جانب عقد العديد من الاجتماعات للوصول إلى نتائج مرضية. والحج لا يتم بدون الوقوف بعرفة، وكلها موقف ما عدا ما يعرف ببطن عرنة الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوقوف فيه، وتبين حدود عرفة بعلامات وكتابات توضحها عن غيرها، فمن كان داخل هذه الحدود فهو في عرفة، ومن كان خارجها فهو ليس فيها، ويجب على كل حاج التأكد من ذلك، وأن يتعرف على تلك الحدود. ويتخلل يوم عرفة خطبة الحج التي يلقيها الإمام في مسجد نمرة ثم يصلون وراءه صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمع تقديم ومسجد نمرة من أهم المعالم في مشعر عرفات ويقع إلى الغرب منه، ويجب أن ينتبه الحجاج إلى أن جزء غرب المسجد يقع في وادي عرنة الذي هو ليس من عرفة لكنه قريب منه ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوقوف فيه. وقد مر مسجد نمرة بتوسعات كثيرة على مر التاريخ، فأصبحت مقدمة المسجد خارج عرفات ونهايته أو آخره في عرفات، وتشير إلى ذلك لوحات إرشادية، للمسجد 6 مآذن و3 قباب و10 مداخل رئيسية تحتوي على 64 باباً، وغرفة للإذاعة الخارجية لنقل خطبة عرفات وصلاتي الظهر والعصر للعالم عبر الأقمار الصناعية، ويتسع ل350 ألف مصل.