بدت البلدة القديمة في نابلس شمال الضفة الغربية بأبهى حلة لاستقبال شهر رمضان المبارك حيث تعد مقصد آلاف المواطنين خلال الشهر الفضيل لما تنفرد به من ميزات متعددة. رغم ما تشهده الأراضي الفلسطينية من ظروف اقتصادية صعبة، أخذ التجار في البلدة القديمة في نابلس مبادرات متعددة لتزيين محالهم التجارية وعرض سلعهم وبضائعهم، أملا في اجتذاب الزبائن والمتسوقين في الشهر الفضيل.
وأكد عدد من تجار البلدة القديمة في نابلس في أحاديث منفصلة أن الظروف الاقتصادية العامة بدت غاية في الصعوبة مع اقتراب شهر رمضان. وقال عدد من هؤلاء التجار في حديث ل"إيلاف": "إن مشكلة تجزئة الرواتب وارتفاع حدة درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة قد تحد من المتسوقين، إلا أنهم أعربوا عن أملهم أن تكون الأيام القادمة أفضل حالا".
وأضافوا على ذلك:"بأنهم ورغم طبيعة الظروف الاقتصادية السائدة قاموا بتجهيز ما يلزم من زينة وطرق ترويجية ووضع الفوانيس على أبواب محالهم وذلك لأن الشهر المبارك له ميزات خاصة والبلدة القديمة لها رونق خاص في اجتذاب الزبائن". وأكد حمدي كايد، أحد تجار السلع الأساسية، أن التحضيرات بدأت منذ نحو الأسبوع، لافتا إلى أن الحركة الشرائية تعد في بداياتها.
وأوضح أن العديد من المواطنين والمتسوقين يعتمدون البلدة القديمة نظرا للعديد من الميزات التي تتمتع بها خلال شهر رمضان، ومنها أن الأجواء تكون معتدلة وتشكل عامل جذب كونها مسقوفة ومشيدة من الطين والبناء القديم الذي يعدل من حرارة الطقس.
وقال كايد: "البلدة القديمة تفوح منها روائح زكية وتشهد إقبالا مقبولا كل عام من قبل المتسوقين وتمتاز بطريقة عرض البضائع وغيرها الكثير من العوامل الجاذبة".
ويشتهر تجار البلدة القديمة بطرق البيع والعرض وطبيعة التسويق واستخدام المؤثرات الصوتية الجاذبة وتنتشر عادة مناداة "الله وليك يا صايم" مما يعطي طابعا إيمانيا وروحانيا ينعكس في دلالته على المتسوقين. يقول حمزة أبو صفية باللهجة العامية:" انا مثلا بنزل على البلد بعد الدوام المسوية بضل اكزدر بالبلد القديمة وبشتري اشياء متل خبز فرنسي وحمص وتمر هندي وبضل اكزدر واضيع وقت باللف بالبلد". أبو خالد الكوني يروي عن رمضان زمان قائلا: "رمضان زمان والسوق نازل قال هاد بعد الفطور كانو الناس المتعبدين ينزلو على الصلاة والبقية يطلعو يكزدرو بالشوار وتبعون الصوفية يطلعو يدقو ويغنو أغانيهم والقهاوي تتعبا فيها الناس ويجيبو الحكواتي ويقعد يحكيلهم قصص".
محمد قصاص يشير الى أن ما يميز نابلس القديمة الزينة الخاصة برمضان وطريقة عرض البضائع مميزة إضافة الى الحلويات الشهية الخاصة برمضان متل القطايف والفطائر.
أجواء هذا العام مختلفة عن سابقاتها نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة واقتطاع الرواتب بالنسبة للموظفين وحرارة الطقس وإعلان نتائج التوجيهي والكثير من المناسبات والالتزامات، كله يترافق مع مع تخوفات من تدني الحركة الشرائية.
أما بلال بانا فيتحدث لافتا الى أن لرمضان في نابلس نكهة خاصة تذكره بأيام الطفولة وعبق أزقتها وشوراعها وأقواسها و"كل شي فيها حلو وناسها الحلو فيها انو كلو الناس مندفعة لشراء ما يلزم لهذا الشهر الفضيلمن زمان كان ريحة كل شي طبيعي تقريبا الخضار والفواكه عكس هاي الايام".
وتروي امرأة ذكريات الطفولة في نابلس حيث كانت تجوب شوارع البلدة القديمة مع صديقاتها خاصة منطقة باب الساحة تجمع لاهل نابلس في تلك الفترة حيث بائعي العصائر والترمس وغزل البنات وتردد الاغاني الشعبية النابلسية مثل: "نزلت عالسوق نازل لقيتي تفاحة حمره حمره لفاحه و حلفت ما باكلها لا يجي خي و بيي".