يكابد الفنان الشاب مراد سبيع (25 عاماً) على رسم وجوه وملامح شخصيات سياسية يمنية على جدران العاصمة صنعاء لا يزال مصيرها مجهولاً إبان نشاطها المعارض لحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في فترات تاريخية فائتة. وينشط حراك في صفوف سياسيين وحقوقيين يمنيين، للمطالبة بالكشف عن مصير معارضين يقولون إن الرئيس السابق ونظامه أخفاهم بلا أثر، وقتل عدد منهم، فيما يلوح الغموض مآلهم.
ونُظمت عدة فعاليات احتجاجية منها أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي منتصف تموز/ يوليو من العام الجاري.
وقال مراد سبيع الذي واصل حملته اليوم الخميس ل«المصدر أونلاين» إنه يعمل على وشم الجدران برسومات لعدد من المخفيين قسرياً، ووصمها بتعريف مكتوب باللغتين العربية والانجليزية، «ليتاح للجميع معرفة من هم المخفيون».
وأضاف: «يجب أن يعلم الناس منهم المخفيون، وكذا معرفة مصيرهم، هل هم أحياء، أم تم تصفيتهم».
وأشار مراد الحاصل على الليسانس في اللغة الإنجليزية من كلية الآداب بجامعة صنعاء إلى أن القضية التي تحملها روح الرسومات حساسة، وتتعلق بمصائر أرواح يشوب الغموض في مصيرها.
وقال إنه أطلق الحملة التي تحمل اسم «الجدران تتذكر وجوههم» عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك، وشعر بتجاوب وتفاعل من زملائه، وأصدقاءه، وعدد من الحقوقيين والصحفيين، وطلاب جامعيين.
وأكد تدشينه برسومات على جدران في جسر مذبح غرب ساحة التغيير بصنعاء، وأردف: «اخترت جدار جسر مذبح، وجولة الرويشان، والزبيري تدشيناً للحملة، وأحلم توسع الرسومات في شوارع أخرى».
من جانبه، قال درهم علي عبد الكريم وهو شقيق أحد المخفيين قسرياً، إن من حق الناس معرفة مصير ذويهم المخفيين، داعياً، الحكومة وكافة المنظمات المساندة في معرفة قدرهم.
وأضاف ل«المصدر أونلاين» إن الحملة التي قام بها الرسام مراد، يستحق الشكر والتقدير، وتابع: «هي سابقة أولى من نوعها لتعيد ذاكرة الناسعن هؤلاء الأشخاص الذي أخفاهم النظام السابق القمعي بلا أثر».
وقال نجل المخفي محمد علي هادي إنهم يأملون من الحكومة والمجتمع مساعدتهم في الكشف عن مصير ذويهم المخفين، بعد ربع قرن من البحث عنهم.
وأشاد بالحملة لتعريف المجتمع بوجود مظالم من نوع اختفاء يمنيين دون معرفة قدرهم، وأردف: «نطمح من كل المنظمات المدنية».
وقال: «نحن أيضاً مخفيون وليس أباءنا فقط».
وسبق للفنان مراد سبيع تنظميه لحملة اسماها«لون جدار شارعك» لتجميل، وإضفاء ألوان ورسومات جميلة على جدران المناطق التي شهدت قتالاً بين قوات صالح آنذاك، وفصائل وقبلية عسكرية أعلنت ولائها للانتفاضة الشعبية التي اندلعت في منتصف يناير من العام الماضي.