قالت مصادر رسمية إن رئيس الحكومة اليمنية ووزير النفط ناقشا، يوم الاثنين، مع وفد رفيع من شركة توتال الفرنسية، مسألة أعادة النظر في أسعار بيع الغاز اليمني، بما يحقق فوائد عادلة للطرفين. يأتي ذلك، بعد يوم واحد فقط من إثارة أعضاء في البرلمان اليمني للقضية ومطالبتهم بضرورة إلغاء الاتفاقية المجحفة بحق اليمن، وهو المطلب الذي جاء أيضا ًعلى أثر نجاح الحكومة بإلغاء اتفاقية إدارة موانئ عدن عن طريق شركة دبي العالمية لإدارة الموانئ.
وتعد شركة توتال الفرنسية من أكبر الشركات المستثمرة في اليمن، ومن اكبر المساهمين في مشروع الغاز الطبيعي المسال، وتمتلك حق امتياز تشغيل القطاع (10) إلى جانب شراكتها في عدد من القطاعات الاستكشافية في مجالي النفط والغاز.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن رئيس الوزراء، محمد سالم باسندوة التقى، يوم الاثنين، بوفد من مجموعة توتال الفرنسية للنفط والغاز، يقوم بزيارة اليمن حاليا برئاسة مسئول الشرق الأوسط بالمجموعة ارنو بروياك.
وفي الاجتماع ناقش الطرفان السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين الجانبين، وآليات تعزيز استفادة اليمن من العوائد المالية للغاز الطبيعي المسال، باعتبار هذا المشروع الحيوي من اكبر المشاريع الاستثمارية في البلاد، بما في ذلك إعادة النظر في أسعار بيع الغاز اليمني بما يحقق الفوائد العادلة لليمن وللشركة.
وبشأن استجابة الشركة بهذا الخصوص، أوضح خبر الوكالة، أن رئيس وفد توتال أكد أن شركته ستعمل على تقديم أفضل الأسعار لبيع الغاز اليمني المسال في الفترة القادمة وبحسب الأسعار الدولية.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إثارة أعضاء في مجلس النواب اليمني، الأحد الماضي، مسألة بيع الغاز اليمني بأسعار متدنية، والمطالبة بضرورة إلغاء الاتفاقية.
وطالب النائب عبد الكريم جدبان، في جلسة البرلمان المنعقدة يوم الأحد، الحكومة اليمنية بضرورة إلغاء اتفاقية بيع الغاز اليمني. جاء ذلك بعد ان أستشهد بالنجاح الذي حققته الحكومة قبل أيام قليلة بشأن توصلها إلى اتفاق ودي يقضي بالغاء إتفاقية "إدارة شركة موانئ دبي لميناء عدن"، والتي أعتبرها "خطوة ايجابية داعيا الحكومة إلى السير بنفس الطريقة لإلغاء الاتفاقية المجحفة لبيع الغاز الطبيعي اليمني والتي تكلف البلاد خسائر فادحة.
وفي سياق متصل، عقد وزير النفط اليمني، أحمد عبد الله داري، على حده، اجتماعا لاحقا في نفس اليوم (الأثنين) مع الوفد لاستكمال بقية النقاشات والتفاصيل المتعلقة بسبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين.
وقال الخبر الرسمي – الذي بثته وكالة سبأ الثلاثاء - أن الوزير دارس اعرب عن تطلع الوزارة لضرورة البدء في تعديل أسعار الغاز التي تباع بأسعار متدنية لا تلبي طموحات الشعب اليمني والذي يأمل بان تصدير الغاز سيعود بالفائدة وسيسهم في عملية التنمية في البلد.
فيما أشار رئيس وفد مجموعة توتال، من جانبه، إلى أن الشركة على أتم الاستعداد لزيادة أنشطتها واستثماراتها، لافتا إلى أن اليمن بلد خصب وجاذب للاستثمارات وقادر على مواجهة التحديات التي تواجهه لتعزيز وتطوير بيئة الاستثمار.
يذكر ان زيارة وفد مجموعة شركات توتال الفرنسية، إلى اليمن، جاء أيضا بعد يوم واحد فقط من إعلان ثلاث شركات أمريكية، الأحد الماضي، اعتزامها للاستثمار في قطاع النفط والغاز والمعادن في اليمن.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن مدير شركة جي دبليو الأمريكية لتطوير الأعمال، ويتلي برون، أكد على رغبة ثلاث شركات أمريكية الاستثمار في اليمن، خلال لقاء جرى مع وزير النفط اليمني خصص لبحث البرنامج الاستثماري للشركة ورغبتها بالاستثمار في اليمن.
وفيما لفت الوزير إلى تشجيع الحكومة لرؤوس الأموال الأجنبية وللشركات للاستثمار في قطاع النفط والغاز والمعادن في اليمن، دعا الشركة إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية في قطاع النفط اليمني والتي تم عرضها مؤخراً للاستثمار وهي القطاع (6، 15، 84، 85، 102).