اكتب إليك أمام الملأ وتحت أنظارهم ومرامي أسماعهم, وقريبا من رصيف عربة الانتظار التي خلفها رحيلك. اكتب إليك بالقرب من شجرة الحرية صباحية احد أيام شهر ميلادك, وقريباً سوف تكون ليلة ميلادك الذي احتفل بها كل عام رغم رحيلك المفاجئ! بعد ميلادك المشرق, والذي أصابنا بالألم والحسرة والشلل وسأكتب إليك اعتذاري في عيد ميلادك أيتها الجميلة, أنت وأبنائك الستة الذين تم اختطافهم واحد تلو الأخر ونحن نتفرج دون ان نحرك ساكناً. سأكتب إليك اعتذاري يا من انت حلمي ودموعي تسيل على خدودي وقلبي يعتصر من الألم على ما فعلنا وكيف فرطنا بك, وأنت من كنت حلمي بل وحلم الكثيرين كيف قبلنا باغتيالك أمام أعيننا وكيف صمتنا رغم إن إخواني قد قدموا دمائهم من أجلك. كيف سمحنا ان يختطف أبنائك واحد تلو الآخر ونحن صامتون, سأكتب إليك اعتذاري عن صمتي اعوام منذ اغتيالك وبينما أنا اكتسب اعتذري ودموعي تنهمر وقلبي ينفطر. سمعت صوتاً ينادي لن اقبل تقبيل الأيدي ولن اقبل بالاحتفال بعيد ميلادي ولن اقبل اعتذاراً باغتيالي. عرفت ان الصوت صوتها فطرت من الفرح لأني عرفت ان حلمي ما أزل حياً. فقلت: وما الذي تريدي مني وأين أنتي؟؟ قالت: أريد ان تعيد لي روحي! قلت: وكيف ذلك؟ قالت: بتحرير أبنائي الستة فبعودتهم سوف تعود روحي. قلت: وأين أبنائك وأين اجدهم وكيف اعرفهم وأنا منذ زمن لم أرهم؟ قالت: ستجدهم مسجونين بين دفتي كتاب الوطنية وفي أعلى صحيفة الثورة والجمهورية وبين أفواه المختطفين!
قلت: وكيف يتم تحريرهم؟ قالت: بعودتهم والعمل والسعي على تحقيقهم وتطبيقهم في الحياة وطرد ومحاكمة من اختطفوهم وجعلوهم بين أفواههم.
قلت: لهذا فأنت تستحقين الكثير يا ثورة سبتمبر المجيد ولكي مني بشرى سعيدة لقد تم تحرير احد أبنائك ونحن في الطريق إلى تحقيق البقية وهذا وعد مني ومن كل أبنائك الأحرار في كل ميادين وساحات الحرية. ابتسمت وقالت: عجلوا فقد طال الانتظار..