أشد مراحل التحولات الديمقراطية حساسية، هي مرحلة الانتقال من الثورة الى الدولة، تشتد في هذا المرحلة حالة التراجعات والشعور بالاستحقاق والأنانية لانتقال المرحلة من مرحلة المغرم الى مرحلة المغنم، ناهيك عن الحراك المضاد لمناصري السلطة السابقة الذي يزيد من تأثيره بقاء عناصر هذا الحراك المضاد وسطوتة في في صلب السلطة بكل أجهزتها. إن خروج اليمنين بلا دولة بعد هذا الحراك الشعبي التاريخي الذي مثل اكبر خروج في تاريخ الثورات " بالنسبة والتناسب" وبعد كل هذا التضحيات أمر سيكون تداعياتة خطيرة جدا وستعيد تاريخ الأستبداد وتحطيم بنية الدولة لصالح القوى والمراكز النافذة والجماعات المسحلة وستمارس السلطة كل انواع القمع ونشر العنف والصراعات المسلحة سيذوق اليمنيين فيها كل أنواع الألم. لذا نخوض نحن يمانين هذا الجيل التحدي الأعظم في تاريخنا وفي حياتنا بأسرها هل سنستطيع الأنتقال من الثورة الى الدولة وهل سننجح في بناء الدولة القوية والعادلة والضامنة لحقوق وحريات الجميع دولة العدالة والقانون ..؟ يقف المشترك كحالة سياسية برغم كل اختلالاته ومساوئه الحامل المدني الوحيد لمشروع بناء دولة المواطنة والعدالة الأجتماعية على رأس هذا المشترك تقف الأحزاب المدنية والتقدمية شريكة من حزب التجمع اليمني للأصلاح. وعلى الخط يقف الأصلاح مع علاقات واسعة من مراكز النفوذ القبلي والديني والعسكري التي إنتشت وتوسعت واستقوت بسبب ضعف الدولة وهشاشتها وعمل السلطة السياسية على توفير المناخ المناسب لها ويوجد لدينا الفصائل المتنوعة والمختلفة للحراك الجنوبي المختلفة الأسلوب في التعبير عن القضية الجنوبية التي تعتبر قضية وطنية بامتياز وطريقة حمايتها الذي لدينا الحوثيين كقوة اظهرتها الحروب الستة السابقة المجهولة الأسباب المقنعة وأستقوت من خلال شعور المظلومية التي تُشيعة والذي تحاول ان تبرر به التوسع المسلح. وفي الجهة الأخرى يقف المؤتمر الشعبي العام الذي مازال رهينا للأسرة الآفلة ولمراكز النفوذ القبلي والديني والعسكري التي تناصرها كحل وحيد لحماية كل المصالح والمنافع التي حصلت عليها في ظل حكم هذا الأسرة ومرحلة ضياع الدولة وهشاشتها، ناهيك عن القاعدة المتطرفة والقاعدة السياسية وكل عصابات الأجرام التي تجد في الأنفلات الأمني المناخ المناسب لأشاعة الدمار والتوسع والانتقال بين المحافظات وتنفيذ عملياتها بشكل سهل ومتقن.
هذا أبسط فرز لمدخلات المرحلة القادمة موجود ويستطيع ملاحظتة اي مواطن من خلال هذا الفرز ولأسباب موضوعية وغير عاطفية يستطيع شباب الثورة بكل أنتمائاتها ان تعيد ربط تحالفاتها وفقا للأهداف والمنطلقات التي تحددها المرحلة القادمة وهي مرحلة "بناء الدولة الفيدرالية الحديثة". ولهذا علينا ان نعيد فرز كل هذا المدخلات على أساس مواقفها ومساعدتها في بناء الدولة الفيدرالية الحديثة الى "مع" و "ضد" والى "مساعد" و"ومعطل" بهذا الطريقة سيستطيع كل المجتمع تحديد خياراتة وفقا لما يريد ويحدد علاقاتة بكل وضوح مع كل القوى التي هي عناصر مضادة او معطلة لبناء الدولة الفيدرالية الحديثة.