قالت سوريا الأربعاء، إن قيادة قواتها المسلحة مازالت تدرس عرضا لوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى، رغم إعلان الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أن دمشق وافقت على الهدنة، في يوم شهد مقتل 137 شخصا في أعمال عنف في مدن سورية مختلفة. وألقى هذا التصريح من جانب دمشق جهود الإبراهيمي الرامية لوقف إراقة الدماء في سوريا في مزيد من الارتباك، حيث ردت المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد برسائل متباينة على عرض الإبراهيمي.
وقالت كتيبة الفاروق البارزة التي تعمل في حمص إنها ستوقف إطلاق النار، بينما رفضت جبهة النصرة الإسلامية الهدنة، وقالت إنها جماعة لا تقبل أن تلعب مثل هذه الألعاب "القذرة".
وقام الإبراهيمي المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعةالعربية بجولات مكوكية في منطقة الشرق الأوسط في محاولة لدفع الأطراف المتحاربة وأنصارهم الدوليين إلى الموافقة على هدنة خلال أيام عيد الأضحى. والتقى المبعوث الدولي مع الأسد في دمشق الأحد الماضي.
وقال الإبراهيمي خلال مؤتمر صحفي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة "بعد الزيارة هذه التي قمت بها إلى دمشق هناك موافقة من الحكومة السورية على وقف إطلاق النار أثناء فترة العيد."
وخلال ساعة واحدة قالت وزارة الخارجية السورية إن المقترح مازال قيد الدراسة عند القيادات العسكرية. وقال بيان صادر عن الوزارة إن الموقف النهائي بشأن هذا الأمر سيعلن غدا الخميس. وقال الإبراهيمي في وقت لاحق لمجلس الأمن الدولي إن الأسد نفسه قبل الهدنة.
وقال نشطاء إن الطائرات الحربية السورية شنت غارات الأربعاء على بلدة معرة النعمان الشمالية الاستراتيجية وقرى قريبة، بينما حاصرت قوات المعارضة قاعدة للجيش شرقي البلدة.
وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن خمسة أشخاص من أسرة واحدة - بينهم طفل وامرأة - قتلوا في غارات جوية.
وسقطت معرة النعمان في أيدي قوات المعارضة مما قطع فعليا الطريق السريع الرئيسي الواصل بين الشمال والجنوب، وهو طريق استراتيجي لإمداد وتحرك قوات الأسد من العاصمة إلى حلب أكبر المدن السورية، حيث تسيطر المعارضة على مساحات من المدينة.
لكن دون السيطرة على قاعدة وادي الضيف العسكرية القريبة تظل سيطرتهم على الطريق هشة، وتقول المعارضة إن شراسة الهجمات المضادة التي تقوم بها القوات الحكومية تدل على مدى أهمية الاحتفاظ بالقاعدة بالنسبة لاستراتيجية جيش الأسد العسكرية.
وتبادل نشطاء معارضون ووسائل إعلام سورية حكومية الأربعاء الاتهامات عن مقتل 25 شخصا على الأقل من بينهم نساء وأطفال في بلدة دوما بالقرب من دمشق.
وقال محمود الدوماني الناشط الذي يعيش في دوما "الناس الآن خائفون وغاضبون جدا. بعض الشهداء قتلوا بالسكاكين وقتل آخرون بالرصاص".
وقال التلفزيون الحكومي إن 25 شخصا قتلوا بأيدي "إرهابيين" ينتمون إلى جماعة لواء الإسلام. وعرضت المعارضة لقطات بالفيديو لجثث نساء وأطفال أحدهم مصاب برصاصة في الرأس.