دان الرئيسان السابقان علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس ما وصفاها ب"المجزرة التي ارتكبت في محافظة أبين وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ بين قتيل وجريح". ودعا الرئيسان في بيان مشترك - نشرته مواقع جنوبية - "القوى الوطنية على مختلف مستوياتها أن تقف موقفاً جاداً ضد هذه الأعمال الوحشية باعتبار السكوت على مثل هذه الأعمال لا يعني فقط الموافقة عليها بقدر ما يعني المشاركة السلبية، فضلاً عن توفير غطاء لارتكاب أعمال مماثلة والتمادي في أعمال العنف والقتل التي ستطال كل شرائح المجتمع". واعتبرا "أعمال العنف والقتل غير المبرر في أبين وفي أكثر من مكان والذي يحتشد سلبياً مع الحرب الدائرة في صعدة يأتي في سياق إرهاب المواطنيين الجنوبيين في عملية خطيرة تنتظم مع الممارسات القمعية التي تتخذها السلطات الأمنية بقصد الإساءة للحراك الجنوبي السلمي". واستغربا "أن تتزامن هذه الأعمال الوحشية مع إطلالة العام الهجري الجديد وبعد إطلاق الرئيس الدعوة للحوار وقبل أن يجف حبرها تماماً كما حصل إبان القتل والحصار في زنجبار في وقت سابق، مما يؤكد عدم جدية ومصداقية هذه الدعوات، فضلاً عن كونها تحولت مع تزامنها مع هذه الاعتداءات إلى مثار شك ومبعث قلق ومؤشر لمزيد من سفك للدماء". وطالبا السلطة ب"وقف عملياتها العسكرية ضد المواطنيين الأبرياء ووقف نزيف الدم والإفراج فوراً ودون شروط عن كافة المعتقلين والمختطفين السياسيين والإعلاميين ووقف المحاكمات الاستثنائية والصورية". وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية عموماً، دعا الرئيسان علي ناصر والعطاس بضرورة تحكيم العقل ونبذ العنف الذي لا يولد إلا العنف. معتبرين "استخدام القوة لا يقدم حلاً وإنما يعمق المشكلة ويثير الكراهية ويؤثر على الوحدة والاستقرار والسلم الاجتماعي والأمل في أن يتفهم الجميع خطورة المرحلة ويتحملوا المسؤولية التاريخية إزاء تطورات الأوضاع في اليمن". وأكدا "أن لا سبيل لحل الأزمة اليمنية إلا عبر الحوار وطنياً وبإشراف إقليمي ودولي، ولن نجد عنه بديلاً للخروج باليمن من عنق الزجاجة الطويل". ودون ذلك حذرا "من مستقبل مجهول ينذر بأخطار داهمة لن يكون من السهل الحد من آثارها الكارثية على المستويين المتوسط والبعيد والتي سيكون لها انعكاساتها السلبية على المنطقة برمتها". وشدد البيان على أن ما وصفاه ب"الصمت العربي والإقليمي والدولي" غير مقبول بالنظر إلى الإنعكاسات الخطيرة التي يمكن أن نستشرفها جراء استمرار هذه الأوضاع المقلقة في اليمن على مستوى الأمن العربي". وعبرا عن استغرابهما من "المواقف السلبية على اختلافها إزاء أوضاع اليمن والحرائق المشتعلة والمتنقلة فيه سواء في صعدة أو في الجنوب" مؤكدين "على أن مثل هذه الحروب والمجازر وأعمال العنف تسيء لمن يقدمون المساعدة والإسناد المادي والمعنوي للسلطات التي تقوم بها". واعتبرا "الإسناد الحقيقي والفاعل الذي يرتجى منه خيراً يكمن في دعم الحوار الوطني الشامل والكامل ودعم الحلول السلمية والعادلة لكل قضايا وملفات الأزمة اليمنية المعقدة، والتي لا تزيدها لغة العنف إلا تعقيداً". وأضاف البيان "إننا ننظر إلى لغة الحرب والعنف بعين الريبة والشك في نواياها وجدواها وفقاً لقناعتنا بجدوى وفاعلية الحلول السلمية ولغة الحوار التي عالجنا بها كل قضايانا شمالاً وجنوباً".