قال نشطاء إن قوات الجيش السوري قصفت أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حول دمشق بالطائرات والصواريخ يوم الأحد مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة عشرات آخرين بجروح في هجوم يرمي إلى الحيلولة دون اقتراب المعارضين من العاصمة. وخطط مقاتلو المعارضة لاقتحام وسط المدينة انطلاقا من معاقلهم في الضواحي مع احتدام القتال. وأرسل الجيش تعزيزات بعد ما حققه المعارضون من تقدم على مدى أسبوع بما في ذلك السيطرة على قاعدتين عسكريتين قرب العاصمة.
وذكر نشطاء أن الهجمات الصاروخية الكثيفة التي وقعت يوم الأحد أودت بحياة عشرة أشخاص على الأقل في بلدة دير العصافير التي تقع على مسافة 12 كيلومترا شرق دمشق. وأظهر مقطع مصور نشره نشطاء من البلدة خمس جثث على الأقل إحداها لصبي وأخرى لرجل مسن. وكانت الجثث الأخرى مغطاة بملاءات بيضاء ملطخة بالدماء.
وأظهر تسجيل مصور آخر دخانا يتصاعد في الهواء إلى جانب بعض المباني التي تشتعل فيها النيران. ويصعب التحقق من تقارير المعارضة نظرا للقيود التي تفرضها الحكومة على دخول وسائل الإعلام لسوريا.
وصارت الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا في سوريا أكثر دموية في الأشهر الأخيرة ويقول نشطاء إن أكثر من 40 ألف شخص لقوا حتفهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما يزيد على 200 شخص قتلوا يوم السبت بينهم ما لا يقل عن 43 قتيلا سقطوا حول دمشق وضواحيها.
وقالت مصادر أمنية سورية وأخرى دبلوماسية لرويترز إن قوات الأسد شنت هجوما الأسبوع الماضي يهدف إلى إغلاق منطقة وسط دمشق وفصلها عن الضواحي.
ويبدو أن هجوم الجيش يحول دون تقدم مقاتلي المعارضة إلى وسط دمشق حتى الآن. غير أن أيا من الجانبين لم يكسب أرضا جديدة في الأيام الماضية فيما يتواصل القتال على طول ضواحي المدينة رغم القصف الكثيف الذي تشنه قوات الأسد.
ودخلت الاشتباكات حول مطار دمشق الدولي يومها الرابع يوم الأحد. وأغلق المطار منذ يوم الخميس عندما حاول الجيش التصدي لمقاتلي المعارضة هناك والذين يقولون إن طريق المطار بأكمله تحول إلى ساحة معركة. وقال أبو نضال المتحدث باسم مقاتلي المعارضة في دمشق عبر سكايب إن الجيش السوري الحر يهاجم التعزيزات التي تحاول دخول المطار لمساعدة قوات النظام مشيرا إلى أن هناك اشتباكات على طول طريق المطار بأكمله.
ويقول المعارضون إنهم يريدون السيطرة على المطار نظرا لأن الجيش يستخدمه في جلب السلاح. وكانت تقارير مخابرات غربية أفادت في وقت سابق العام الجاري بأن إيران الداعم الرئيسي للأسد تستخدم طائرات مدنية لنقل معدات وأفراد عسكريين إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي.
ونقلت مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين القول إن تدفق الأسلحة مستمر نظرا لعدم قيام العراقيين بتفتيش الطائرات. وذكرت المقالة أنه لم تجر سوى عمليتي تفتيش فقط منذ أن وافق العراق على طلب أمريكي في سبتمبر أيلول وأن إيران ربما أبلغت مسبقا بشأن التفتيش.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحفي ببغداد إنه لم يكن هناك أي طلب.
وذكر المالكي يوم الأحد أن بلاده لا تستطيع تفتيش جميع الطائرات المتجهة إلى سوريا مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي طلب أمريكي بتفتيش كل الطائرات لأن الأمريكيين يعلمون أن هذا ليس ممكنا.
وأضاف أن الحكومة العراقية أبلغت السوريين والإيرانيين والولايات المتحدة والأمم المتحدة والعالم أجمع بأنها ملتزمة بمنع مرور السلاح لأن دستور بلاده ينص على أن العراق ليست ممرا أو مقرا لمثل هذه الأعمال.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن سيارة ملغومة انفجرت في مدينة حمص بوسط سوريا يوم الأحد مما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة 24 آخرين بجروح.
وأضافت الوكالة أن الانفجار ألحق أضرارا بكثير من المباني السكنية القريبة.
وارتفع عدد السيارات الملغومة التي انفجرت في أنحاء البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا - الذي يعتمد على شبكة من النشطاء في أنحاء سوريا - إن أربع سيارات ملغومة انفجرت يوم السبت.
وتصاعد العنف في سوريا خاصة بعد أن بدأ مقاتلو المعارضة في مواجهة سيطرة الأسد حول العاصمة ومدينة حلب كبرى المدن السورية غير أن القوى الأجنبية لا تزال تواجه طريقا مسدودا.
وتدعم دول غربية المعارضة السورية لكن روسيا مورد الأسلحة الرئيسي لسوريا والصين حالتا دون صدور ثلاثة قرارات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين الأسد وترفضان فرض عقوبات على حكومته.
ويقول الأسد الذي حكمت أسرته سوريا أربعة عقود إنه يقاتل إسلاميين متشددين تمولهم دول غربية وخليجية.
وقال التلفزيون الرسمي يوم الأحد إن الجيش يقضي على "إرهابيي" القاعدة في عدد من الأحياء المحيطة بدمشق بما فيها داريا معقل المعارضين.
وقال معارضون إن الجيش اقتحم جزءا من داريا وهو حي يقع على الأطراف الجنوبية لدمشق وأطلق منه المقاتلون قذائف مورتر على المدينة. وقال أبو نضال المتحدث باسم مقاتلي المعارضة إن الجيش اقتحم جانبا من البلدة ولكن المعارضين لا يزالون يسيطرون على باقي المنطقة ويتصدون للجيش.
وذكر معارضون أن الجيش يهاجم البلدة بالمدفعية الثقيلة والصواريخ.