أعلن مصدر أمني أن 30 من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا في عملية أمنية فجر اليوم الخميس استهدفت اجتماعاً لقيادات الجماعة في منطقة "رفض" التابعة لمديرية الصعيد بمحافظة شبوة. ونقل موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع عن مصدر في اللجنة الأمنية العليا قوله أن من بين القتلى قيادات هامة في التنظيم من بينهم أبو بصير ناصر الوحيشي أمير ما يعرف بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بالإضافة إلى سعيد الشهري وهو سعودي الجنسية، لكنه لم يؤكد ما إذا كانوا قد قضوا في العملية أم لا، متهماً إياهم بالتخطيط لتنفيذ عدد من العليمات "الإرهابية" التي تستهدف عددا من المصالح اليمنية والأجنبية.
وأضاف "إن إنه وفي تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم الخميس وفي عملية نوعية ناجحة تأتي تواصلا للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب قامت قواتنا الجوية بتوجيه ضربة استباقية لأحد الأوكار الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة رفض بمديرية الصعيد بمحافظة شبوة وحيث أسفرت العملية عن مصرع أكثر من 30 عنصرا من العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة".
وأشار المصدر لم يكشف عن هويته إلى أن ذلك يأتي كردة فعل انتقامية على العملية الأمنية التي استهدفت مواقع للتنظيم الخميس الماضي والتي أسفرت عن مقتل 34 من عناصر القاعدة حسب رواية الجيش، لكن مصادر محلية في محافظة أبين كشفت أن ضحايا العملية جاوز ال60 قتيلاً معظمهم من المدنيين، وهو ما اعترف به ضمناً نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي في تقرير قدمه لمجلس النواب أمس الأربعاء.
وحذر المصدر الأمني من أن التستر أو تقديم المساعدة لعناصر القاعدة سيخضع كل من يقوم بذلك للمساءلة القانونية، كما نبه الأخوة المواطنين إلى عدم التواجد بالقرب من المواقع التي تتواجد فيها تلك العناصر، وذلك "حفاظا على سلامتهم وعدم إلحاق أي ضرر بهم أثناء استهداف تلك العناصر وملاحقتها.
تطورات سابقة وكانت قناة الجزيرة قد بثت شريطاً ظهر عناصر من القاعدة بشكل علني الاثنين الماضي، متوعدين بالثأر لقتلى عملية الخميس الماضي.
وظهر في الشريط رجل ملتح يحمل مكبراً للصوت محاطا بالمسلحين ويتوجه إلى مجموعة من الأشخاص الذي تجمعوا لتأبين قتلى الغارة في قرية المعجلة في أبين، جنوب شرق اليمن. قائلاً "نحمل مسبحة ومع ذلك نحمل قنبلة لأعداء الله"، مؤكدا إن مقاتلي القاعدة لا يريدون العداء مع الجيش اليمني.
وأضاف "اعلموا أيها العسكر إننا لا نريد أن نحاربكم وليس بيننا وبينكم قضية".
وتابع "إن القضية بيننا وبين أمريكا وعملائها (...) احذروا أن تقفوا في صفوف أمريكا واعلموا أن النصر لهذه الأمة".
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها الصادر السبت الماضي، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعطى الضوء الأخضر لشن غارات يمنية على هذه المواقع في أبين التي باتت في السنوات الأخيرة "ملاذا للمقاتلين الإسلاميين المتشددين ومن بينهم مقاتلون سابقون في أفغانستان".
ردود فعل منددة وقد تواصلت الاحتجاجات المنددة لعمليات القصف هذه، حيث انتقد التجمع اليمني للإصلاح المعارض بشدة ما وصفها "جريمة إبادة ضد الإنسانية"، وطالب بمحاكمة العسكريين المنفذين ومن أمرهم، وتعويض المتضررين.
وفي مجلس النواب علق نائب رئيس المجلس محمد علي الشدادي عضويته في البرلمان إلى أجل غير مسمى احتجاجاً على عدم ما اسماه عدم اكتراث الحكومة لأرواح النساء والأطفال في محافظة أبين وعدم حضور نائب رئيس مجلس الوزراء لتقديم توضيحاته حول العملية.
وغادر الشدادي مجلس النواب وسط الجلسة بعد أن تأكد أن نائب رئيس الوزراء لشؤون الدافع والأمن اللواء رشاد العليمي لم يأتي إلى المجلس طبقاً للاستدعاء الذي أقره المجلس يوم السبت.
وخاطب محمد علي الشدادي المجلس قائلا "أنه لأمر مؤسف أن يتم التعامل مع أطفالنا بهذه الصورة" وأضاف "إنني شخصيا أعلق عضويتي من هذا المجلس حتى يتم وضع معالجات حقيقية على الأرض لما حدث".
وفي الجلسة ذاتها، هدد النائب عن مديرية خنفر - أبين سالم منصور حيدرة بتعليق عضويته أيضاً إذا لم يتم تشكيل لجنة من المجلس للتحقيق فيما جرى من قصف في أبين وراح ضحيتها نساء وأطفال.
وقال "لقد ثبت ما لا يدع مجالا للشك أن هناك اشخاص داخل المجلس يعملون على تأجيج وتأزيم الوضع وإضعاف دور مجلس النواب" وأضاف مخاطباً أعضاء المجلس "أيها الأخوة إن محافظات الجنوب اليوم مجتمعة في المحفد ولا تظنوا أن الوضع سهلاً وإذا كنتم تعتقدون أن المسألة بسيطة فأنتم واهمون".