دعا 500 من مشائخ وعلماء اليمن على رأسهم الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر ، والشيخ عبدالمجيد الزنداني إلى تشكيل محكمة مستعجلة من القضاة المشهود لهم بالعدل والعلم والنزاهة للنظر في قضايا الأراضي التي يشكو منها الناس في المحافظات الجنوبية والشرقية . جاء ذلك في نداء صادر عن اللقاء الموسع لعقلاء ومشايخ ووجها اليمن ، وعلى أثره عقد الشيخين الزنداني والأحمر صباح اليوم مؤتمر صحفي بمنزل الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر ، لإعلان النداء بتفويض من المجتمعين ، وعبروا عن موقفهم من الأوضاع التي تمر بها البلاد خصوصا المحافظات الجنوبية . وفيما قال الشيخ صادق الأحمر إن "الوحدة خط أحمر لا يمكن تجاوزه وليست ملك لأي شخص أو أي طبقة أو حزب ولا معنية بمحافظة شرقية أو جنوبية أو شمالية" ، منتقدا الأصوات الداعية للانفصال جنوب اليمن " لا يجب أن نجعل الوحدة شماعة نعلق عليها الأخطاء .. من له طلب علقها على الوحدة " أكد الشيخ عبدالمجيد الزنداني أن هناك اختلالات وأخطاء وقعت أثناء مسيرة الوحدة والكل يعترف بذلك ، غير أنه استدرك بالقول " ليس ذنب الشعب اليمني أن يعاقب كله ، ولكن الأصل أن تحاسب النخبة الحاكمة ". الزنداني أضاف إن " إثارة الأحقاد ضد الشعب اليمني لا تخدم إلا أعداء الشعب اليمني ، ولذلك لابد من إيجاد حل لإصلاح تلك الاختلالات " مشيراً إلى وجود خيارين لا ثالث لهما ، الأول خيار الحوار والمناقشة ، والثانية طريقة القتال . لافتاً إلى أن الخيار الأول هو الطريق الذي اختاره العلماء والمشايخ لحل الأزمة ويدعون إلى المضي قدماً فيه لأنه الطريق الصحيح . مستغرباً إهمال السلطة لتوصيات التقارير التي رفعتها اللجان المشكلة سابقاً لدراسة الأوضاع في المحافظات الجنوبية . وعلى أن الزنداني أقر بوجود مشكلة حقيقية في الجنوب ، إلا أنه أنتقد معاقبة كل أبناء المحافظات الجنوبية والتحريض ضدهم بسبب تلك المشاكل التي قال إنها ناتجة عن خلل إداري ووظيفي لمسئولين يعدون بالأصابع، وقال إن تسريح الموظفين حاصل في المحافظات الشمالية بقدر ما هو حاصل في محافظات الجنوب ، لافتاً إلى تسريح معلمين وموظفين من أعمالهم بسبب انتمائهم لحزب الإصلاح فقط . وأضاف الشيخ صادق الأحمر قوله " المطالب موجودة ، والإنفلات الأمني موجود ، والحالة الاقتصادية تعبانه ، والفقر والبطالة موجودة ، ولا نقدر أن نقول أن الأمور تمام فالأوضاع متردية من كل الجوانب " لكنه أكد أن كل ذلك ليس مبرراً للدعوات الانفصالية ، وقال " لا يمكن أن نعود إلى الإنفصال بأي حال من الأحوال ، وهو ما يجب أن يفهمه الجميع " وكشف أنه والشيخ الزنداني قاموا باستدعاء قرابة 500 شيخ وعالم وفقاً لما أملته عليهم ضمائرهم تجاه الوطن ، وخصوصاً الأوضاع في المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة . وأضاف " تدارسنا الأوضاع القائمة في البلد وتوصلنا إلى تفويض بتشكيل لجنة من المحافظات تشمل 4 عن كل محافظة لدراسة الأوضاع في ترو وإسهاب وعلى إثرها يتم الدعوة إلى مؤتمر وطني وتشكيل لجان ميدانية للنزول إلى كل أصحاب المطالب في المحافظات اليمنية " ودعا البيان الصادر عن الاجتماع الموسع لمشايخ وعلماء اليمن الذي دعا إليه الشيخين الأحمر والزنداني لتدارس الأوضاع التي تمر بها البلاد ، الحكومة إلى سرعة تشكيل لجان من المشهود لهم بالأمانة والكفاءة للنظر في المظالم الواقعة على أبناء الشعب في كافة المحافظات وبخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية، وعزل كل موظف أو عسكري ثبتت إدانته بالظلم أو الخيانة أو الإخلال بواجبات وظيفته وفق تقارير اللجان السابقة واللاحقة وإعادة جميع المفصولين ظلما مدنيين وعسكريين إلى وظائفهم وصرف جميع مستحقاتهم. مطالباً في الوقت ذاته، الدولة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مختلف المجالات وإزالة جميع المنكرات ، وناشد الجميع رئيساً وحكومة وشعباً بالعمل على حقن الدماء وصيانة الحقوق والممتلكات ورعاية وحدة البلاد وأمنها والحفاظ على سيادتها واستقرارها . مذكراً الجميع بأن دمائهم وأموالهم وأعراضهم حرام عليهم . كما طالب البيان الجميع بالكف عن كل مظاهر الاستفزاز وإنهاء جميع المظاهر المسلحة التي تخل بالأمن والسكينة والاستقرار ودعوة الجميع إلى جعل التشاور والحوار الصادق والجاد وسيلة حل المشكلات وتجاوز الخلافات بدلاً من التناحر وتبادل التهم . مختتماً بالدعوة إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني للخروج بالبلاد من أزماتها المتفاقمة ومعالجة الاختلالات في مختلف المجالات ، وتشكيل لجنة تحضيرية من كافة القوى المؤثرة والمؤهلة من جميع محافظات الجمهورية للإعداد للمؤتمر ، ومناشدة الحكومة والشعب إلى التعاون والإسهام في إنجاح هذا المؤتمر لما فيه صالح اليمن .