نفى السفير الإيراني في صنعاء محمود حسن زاده دعم بلاده لجماعة الحوثيين أو لفصائل في الحراك الجنوبي، لكنه لم يفسر نفيه كثيراً، واكتفى بالتركيز على اعتبارها «اتهامات وهمية». وقال زاده في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد في مقر السفارة الإيرانيةبصنعاء إنه «لا يوجد أي تحرك من قبل بلاده في إيجاد ما يمكن تسميته بالاستعمار في اليمن».
واتهم جهات –لم يسمها- بمحاولة «تخريب وتأزيم» العلاقات بين اليمن وإيران.
وقال بخصوص «الأسلحة الإيرانية» التي ضبطتها السلطات الأمنية اليمنية «وخلايا التجسس الإيرانية»، إنها محض تضليل سياسي، تساعد في ترويجها وسائل إعلام محلية يمنية، نافياً علاقة بلاده «لا من قريب ولا بعيد» بها، وهي محاولة لتضليل الرأي العام.
وقال زاده إن الحديث عن دعم بلاده لجماعة الحوثيين، كانت تهمة يطلقها النظام السابق، بينما الإشارة إلى دعم فصائل في الحراك الجنوبي، يتهمه النظام الجديد.
ورداً على سؤال أحد الصحفيين، بشأن الاتهامات التي أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي، ومسؤولين حكوميين يمنيين بتدخل إيران الشأن اليمني، قال إن تلك الاتهامات «تقارير غير صحيحة تصل للمسؤولين في اليمن».
وقال السفير الإيرانيبصنعاء إن بلاده على استعداد لرأب الصدع في العلاقات مع البلدين، «ونحن نريد تعزيزها مع صنعاء، ونرحب بشدة بها، ونسعى للتعامل بشفافية، لإزالة الضبابية واللبس الحالي طهرانوصنعاء».
وأضاف: «العلاقة الحالية بين طهرانوصنعاء لا ترتقي لبلوغ أساس إقامة علاقات دبلوماسية حقيقية».
وتابع: «نحن على استعداد لتطوير علاقتنا مع الحكومة اليمنية، وهذا سيتم عبر تبادل الزيارات بين مسؤولي صنعاءوإيران، لإبعاد كل ما يكدر علاقات البلدين».
وأشار إلى دعم بلاده للوحدة اليمنية، «ومنذ توحد الشطرين وإيران تدعم الوحدة، ولم نغير أي سياسات نحو صنعاء، ونتمنى خروجها من ظروفها الصعبة».
وقال إنه ينبغي السعي للتعاون بين البلدين لإيجاد أمن واستقرار المنطقة وعدم السماح «للدول الأخرى» بزعزعة «هذا التقارب والعلاقات الطيبة».
قال إن أخبار ضبط أسلحة إيرانية وخلايا تجسسية محض «تضليل» تروجها وسائل إعلام يمنية وأوضح محمود زاده بانتفاء نية أي توجهات دينية في اليمن، مجدداً قوله إنها مجرد إدعاءات يطلقها «الأعداء».
وتحدث مطولاً بخصوص السفينة الإيرانية «ماهان»، التي قبض عليها عام 2009 في السواحل اليمنية على البحر الأحمر، ونفى وجود الأسلحة على متنها.
وكانت السلطات اليمنية اتهمت السفينة «ماهان» باحتواء حمولة تقدر بألف طن، من الأسلحة « ويوجد بها مخازن كبيرة».
وقال السفير الإيراني إنها سفينة تجارية، وسلمت السفارة أوراقها إلى الخارجية اليمنية، لإثبات خلوها من الأسلحة وأنها ضبطت خلال مرورها في ساحل البحر الأحمر أثناء لجوءها إلى السواحل اليمنية بسبب الأمواج الهائجة.
وأضاف: «عزز الاتهامات لطاقم السفينة لتزامن ضبطها مع الحرب السادسة التي خاضتها الحكومة مع الحوثيين، وتم نسب الموضوع في شأن دعم إيران للحوثي حينذاك».
وقال إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أكد لهم بخلو السفينة من الأسلحة، وجرت مفاوضات مع مسؤول حكومي بشأن السفينة، لكنها لم تفلح.
وأضاف: «توقيف السفينة كان تراكماً سياسياً وروج لها لتخريب العلاقات بين صنعاءوطهران».
وبخصوص إغلاق المستشفى الإيراني في اليمن أواخر 2009، قال السفير الإيراني إنه كان «يقدم خدمات طبية وليست استخباراتية».
وكانت السلطات الرسمية في اليمن، قالت إن السبب لقرار الإغلاق «هو تأخر إدارة المستشفى عن سداد الاستحقاقات المالية المترتبة عليها والمتعلقة بعدم دفع إيجار مبنى المستشفى والبالغ نحو 28 مليون ريال يمني».