قال نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض إنه ما حدث في الجنوب من حدث مأساوي في إشارة إلى الاقتتال في 86 كان نتيجةً لغياب الديمقراطية والتعددية آنذاك. وقال البيض في لقاء مع تلفزيون عدن لايف الذي يبث من العاصمة اللبنانية بيروت مساء يوم السبت عشية إحياء أطياف جنوبية شتى لذكرى 13 يناير اليوم الذي شهد أعنف صراع دموي في تاريخ الجنوب وحوله المواطنون إلى عيد للتسامح والتصالح قال إن «الجنوبيين استفادوا من هذه التجربة»، مشدداً على أهمية بدء الحوار الجنوبي – الجنوبي.
ويعيش البيض في المنفى منذ أن خسرت قواته الحرب عام 1994، بعد أسابيع من محاولة الانفصال.
ويتزعم تياراً في الحراك الجنوبي يطالب بانفصال جنوب اليمن وإعادته دولة مستقلة كما كانت قبل عام 1990، ويمارس نشاطه السياسي من بيروت.
وقال البيض وهو أخر رئيس للدولة في شطر اليمن الجنوبي، قبل تنازله للمنصب للرئيس السابق علي عبدالله صالح مقابل توحيد البلاد، إنه سيكون مع خيار الشعب في الجنوب، «وسنكون معه ومؤازرين لخطواته».
ووصف الانتخابات الرئاسية التي شهدتها اليمن في فبراير من العام الماضي، ب«المزيفة».
وكرر البيض في اللقاء التلفزيوني موقفه من حل القضية الجنوبية بخيار الفيدرالية، وجدد مطالبته بالاستقلال، «ومهمتنا الآن هي استعادة دولتنا».
ويحتشد جموع ضخمة من الجنوبيين في ساحة العروض بمدينة عدن، قادمين من مدن في جنوب البلاد منذ السبت الماضي للمشاركة في احتفال ضخم يجري التجهيز له لإحياء يوم 13 يناير.
وتجري تجهيزات فنية بذات الوتيرة التي تجري بها الاستعدادات الشعبية والسياسية لإحياء هذا اليوم التاريخي، وأقام شبان ومتطوعون مشاغل خياطة لحياكة أعلام الدولة الجنوبية السابقة، وتوزيعها على المشتركين في الحفل إضافة إلى تجهيز شعارات ويافطات، بدأت ساحة العروض تكتسي بها قبل انطلاق الاحتفال.
ونشأ صراع يناير 1986 من اختلاف بين جناحين في الدولة الجنوبية السابقة والحزب الاشتراكي الحاكم لها، جناح تزعمه أمين عام الحزب حينذاك علي ناصر محمد كان مؤيداً لسياسة الانفتاح، وجناح تزعمه أمين الحزب الأسبق العائد من موسكو عبدالفتاح إسماعيل كان متمسكاً بالاشتراكية العلمية الصارمة لإدارة الدولة.
وسرعان ما تطور الاختلاف الحزبي إلى استقطاب مناطقي حاد، فاحتشدت مناطق أبين وشبوة خلف علي ناصر ووقفت الضالع وردفان إلى جانب الجناح الذي تزعمه عبدالفتاح بسبب أن قادة آخرين في هذا الجناح كانوا ينتمون إلى المناطق الأخيرة.
وبلغ الصراع ذروته يوم 13 يناير عام 1986 حين تفجر في شكل تصفيات جماعية لمسؤولين في الدولة والحزب وقتال شوارع عنيف أدى إلى مقتل بضعة آلاف من المدنيين والعسكريين.
لكن المواطنين في المحافظات الجنوبية يريدون طي ذكرى يناير الدامية عبر بث شعارات التسامح والتصالح بين القوى السياسية والاجتماعية، وتحويل يوم 13 يناير من ذكرى حزينة إلى مناسبة للابتهاج والصفح عما شهده ذلك اليوم قبل 27 عاماً، حسب ما يقولون.