نظم أنصار الحراك الجنوبي اليوم الأحد أكبر مهرجاناته في مدينتي عدنوالمكلا تحت شعار «التصالح والتسامح» في استعراض قوة بالذكرى السابعة والعشرين لأحداث 13 يناير الدامية في جنوب اليمن. وغطت أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية سابقاً ساحة العروض في مدينة عدن والتي اكتظت بحشود غفيرة من المشاركين في المهرجان الذي أقيم مساء اليوم رافعين شعارات تدعو إلى نسيان الآثار السلبية لأحداث يناير الدامية التي أحدثت حينها شرخاً في جنوب اليمن.
ورفع مشاركون شعارات تطالب بانفصال جنوب اليمن وإعطاء الجنوبيين الحق في تقرير المصير.
وقال بيان صادر عن منظمي الفعالية في عدن انه يجب إدراك ان «عملية التسامح والتصالح وقيمها هي عملية طويلة، تؤسس لثقافة جديدة خالية من الشمولية والإقصاء»، كما أكد على النضال السلمي والتكاتف بين الجنوبيين حتى تحقيق «الاستقلال» واستعادة الدولة الجنوبية.
وأقيمت في المهرجان عروض كرنفالية، كما ألقيت كلمات من قيادات بالحراك في الداخل وآخرين في الخارج عبر كلمات مكتوبة.
وقال مشاركون إن الزعيم القبلي المثير للجدل طارق الفضلي، والذي يقيم في عدن بعد طرده من أبين، شارك في المهرجان. وظهر في صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مرتدياً «بنطلون جينز» و«قميص» مرسوم عليه صورة للزعيم اليساري تشي جيفارا.
وفي مدينة المكلا، العاصمة الإدارية لمحافظة حضرموت، شرق اليمن، فشلت الجهود في توحيد مهرجان «التصالح والتسامح» بين فصيلين متنازعين يدعم أحدهما نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، ويقود الآخر حسن باعوم.
وقالت مصادر محلية إن أنصار البيض، والذي يقودهم البرلماني السابق أحمد بامعلم رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبيبحضرموت نظموا مهرجاناً حاشداً في المكلا تضمن إلقاء خطابات وتقديم عروض مختلفة.
ورفعت لافتة على منصة المهرجان رسم عليها أعلام دول مجلس التعاون الخليجي، وكتب بجوارها «ننتظر موقفاً إيجابياً منكم تجاه قضية وطننا المحتل».
ونُقِل عن بامعلم قوله خلال كلمة أمام الحاضرين ان «شعب الجنوب يهيئ الظروف لعلي سالم البيض ليقول للعالم بأن شعب الجنوب لا يريد إلا الاستقلال».
ونظم أنصار باعوم مسيرات في المكلا رفعوا خلالها أعلام دولة الجنوب سابقاً، وارتدى بعض المشاركين زي الجيش والشرطة في إشارة رمزية إلى مشاركة أطياف مختلفة من المجتمع.
ونشأ صراع يناير 1986 من اختلاف بين جناحين في الدولة الجنوبية السابقة والحزب الاشتراكي الحاكم لها، جناح تزعمه أمين عام الحزب حينذاك علي ناصر محمد كان مؤيداً لسياسة الانفتاح وجناح تزعمه أمين الحزب الأسبق العائد من موسكو عبدالفتاح إسماعيل كان متمسكاً بالاشتراكية العلمية الصارمة لإدارة الدولة.
وسرعان ما تطور الاختلاف الحزبي إلى استقطاب مناطقي حاد، فاحتشدت مناطق أبين وشبوة خلف علي ناصر ووقفت الضالع وردفان إلى جانب الجناح الذي تزعمه عبدالفتاح بسبب أن قادة آخرين في هذا الجناح كانوا ينتمون إلى المناطق الأخيرة.
وبلغ الصراع ذروته يوم 13 يناير عام 1986 حين تفجر في شكل تصفيات جماعية لمسؤولين في الدولة والحزب وقتال شوارع عنيف أدى إلى مقتل بضعة آلاف من المدنيين والعسكريين.
ولاقت مهرجانات «التصالح والتسامح» ترحيباً من أطراف مختلفة، حتى تلك التي لا تؤيد مطالب فصائل الحراك في انفصال الجنوب.
وتمثل هذه الاستعراضات تحدياً لسلطة الرئيس عبدربه منصور هادي المتحدر من الجنوب والذي يحاول إشراك فصائل الحراك في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده خلال الأشهر المقبلة.
وألمح هادي في تصريحات سابقة إن مؤتمر الحوار الوطني سيكون تحت سقف الوحدة، مع توقعات بتغيير شكل الدولة اليمنية قبل صياغة دستور جديد للبلاد وطرحه للاستفتاء.
ورغم ان اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحوار أعلنت تخصيص 50 بالمائة من مقاعد المؤتمر لأبناء المحافظات الجنوبية وإعطاء فصائل الحراك الجنوبي حصة من مقاعد المؤتمر البالغة 565، إلا أن بعض تلك الفصائل ما تزال ترفض المشاركة في الحوار.