أحيت حركة 15 يناير ومجلس شباب الثورة اليوم الثلاثاء في القاعة الكبرى بجامعة صنعاء الذكرى الثانية لانطلاق شرارة الثورة اليمنية التي صادفت 15 يناير من عام 2011، في حفل فني وخطابي حضره قادة سياسيون ومسؤولون حكوميون، وحشد غفير من طلبة الجامعة. ومثلت ليلة فرار الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، محركاً لسخط الشعوب العربية، وكانت العاصمة صنعاء على موعد مع خروج أول مسيرة لطلبة جامعيين خرجوا من كلية الإعلام باتجاه السفارة التونسية.
ورفعت المسيرة حينها شعارات الحرية، وتهاني مقدمة إلى الشعب التونسي، بعد نجاحه في إسقاط استبداد حكم رئيسه المخلوع زين العابدين بن علي.
ودعت كلمة الحركة التي ألقاها الشاب كمال حيدرة إلى إشراك كافة القوى السياسية في مؤتمر الحوار الوطني، وقالت: «هناك أهداف للثورة قد تحققت، لكنه ما تزال منقوصة، ونعول على الرئيس تحقيقها كاملاً».
وأشادت الكلمة بالشباب، باعتبارهم المحرك الأول للانتفاضة، التي أطاحت بحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأقارب له كانوا يتربعون في مناصب عسكرية وأمنية ومدنية رفيعة.
وأعلنت الحركة، نوايا التوجه إلى العمل المؤسسي بعد أن قضت تنشط في العمل الثوري لنحو عامين.
وقالت كلمة ألقاها المهندس فؤاد الحذيفي عن مجلس شباب الثورة، إن يوم 15 يناير من أغلى المناسبات الوطنية، خاصة لأنه يعقب يوم التصالح والتسامح بيومين، التي أسست لقيم التسامح، والصفح.
وأضافت: «ذكرى ثورة 15 يناير جاءت امتداداً لانتفاضة الحراك الجنوبي، وخرجنا في الثورة من أجل اليمن، ولإعادة كل المبعدين والمنفيين، والشباب والطلاب هم صناع التحول».
وحذرت كلمة المجلس من محاولة التحايل على الشباب في شأن تمثيلهم بمؤتمر الحوار، ودعت الرئيس بتعيين القادة العسكريين والأمنيين من ذوو الكفاءة، بدلاً عن تعيينهم وفقاً توازن القوى.
وطالبت الرئيس عبربه منصور هادي، بإعادة كافة المبعدين العسكريين والمدنيين في الجنوب إلى وظائفهم، وتنفيذ النقاط العشرين، وإنشاء صندوق للشهداء والجرحى، وقالت: «لن نقبل إلا بجيش وطني يقوم على أساس إعادة العسكريين الجنوبيين».
من جانبه، قال وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان إنه لا يستغرب اندلاع الثورة في اليمن، بعد يوم من سقوط الرئيس التونسي المخلوع، وقال مشيداً بأدوار الشباب «أنتم الأمل حقيقة بلا مجاز، والشعب ينتظر انجازاتكم».
وأردف: «لا قيمة لأي عمل سياسي إذا لم يكن للشباب جوهره وانطلاقته المثلى».
وألقى عضو اللجنة الفنية للحوار عبدالله الناخبي كلمة هنأ فيها نشطاء حركة 15 يناير بحلول الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة، وقال إن المحافظات الجنوبية استبقت النضال قبل 6 سنوات متتالية، وإنهم تشاوروا مع «عقلاء» الحراك الجنوبي، وأعلنوا انضمامهم للثورة.
وأضاف: «الثورة لا تتوقف، ولن تثنينا أي عراقيل تحقيق التنمية والتعمير في البلاد».
وشهد الاحتفال فقرات فنية ومسرحية، وألهبت أغاني أداها فاطمة والحسن والحسين مثنى حماس الحضور، ولم يتوقف تصفيقهم مع تناغم الألحان الوطنية والثورية.
وأعلن في الحفل، عن مبادرة حركة 15 يناير، التي قدمها الشاب سليم الجلال، وقال: «نحذر من سياسية التقاسم والمحاصصة التي تنبري في فلسفة اللجنة الفنية للحوار الوطني».
وجدد التأكيد على ضرورة تمثيل القوى الشبابية في ساحات الثورة، واعتماد مبدأ الشفافية في تعامل اللجنة مع أي إجراء تقوم به.