تزداد معاناة اليمنيين يوماً بعد يوم نتيجة لأسباب عديدة أهمها الظروف الاقتصادية، التي انعكست على حياة الملايين من أبناء الشعب اليمني. اليوم نصف الشعب اليمني تحت خط الفقر، وملايين من الأطفال يعانون سوء التغذية، كذلك تفاقمت المشاكل الأسرية التي نتج عنها العنف الأسري، الطلاق والانفصال، انتشرت الأمراض الخطيرة، والمزمنة وكذلك الملايين من اليمنيين يعانون أمراضا نفسية. في دول الخليج يوجد أكثر من خمسة ملايين مغترب، وعائدات هؤلاء المغتربين لها دور في تحسين أوضاع أسرهم وأقاربهم وسوف تتحسن الأوضاع الاقتصادية وعملية البناء والاستثمار في اليمن.
لكن ما يحدث في دول الخليج، وخصوصاً في المملكة العربية السعودية، من معاملة سيئة تجاه المغتربين شيء مؤسف. فالمواطن اليمني قد يبيع ممتلكاته أو أرضه، أو قد يقترض مبالغ كبيرة من أجل حصوله على "فيزة"، فقد تكلف ما يقارب المليون ريال يمني. وفي المملكة العربية السعودية التي فيها الملايين من المغتربين، عندما يريد المغترب أن يجدد الفيزة يدفع 2500 ريال سعودي والمبلغ نفسه يُدفع للكفيل، وقد تصل مبلغ تجديد الفيزة إلى نصف مليون ريال يمني، وإذا انتقل المغترب إلى مكان آخر أو مدينة أخرى قد يتم القبض عليه ويُطرد خارج المملكة وتنهي الفيزة، ومنهم من يُسجن.
امتلأت السجون السعودية باليمنيين، على حُكام الخليج والراعين للمبادرة الخليجية أن يدركوا بأن تحسن أوضاع المغتربين سينعكس إيجابياً على حياة أسرهم وأقاربهم، وأيضاً سوف يتحسن الاقتصاد اليمني نتيجة الاستثمار أو عملية وضع هذه العائدات في البنوك اليمنية. نتمنّى أن تعود العلاقات اليمنية - الخليجية كما كانت في السابق، ونتمنّى أن يتم معاملة المغتربين كعرب ومسلمين من دول الجوار.