خرجت مسيرات جماهيرية حاشدة في كل من ردفان والضالع صباح اليوم الأربعاء استنكاراً لقمع الاعتصام التضامني مع صحيفة الأيام والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة الأحداث في المحافظات الجنوبية. وناشد المشاركون في المسيرات المنظمات العربية والدولية بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ "شعب الجنوب من معاناتهم الواقعة تحت ما أسموه ب"الاحتلال الشمال". مطالبين بسرعة إطلاق المعتقلين والكف عن الممارسات التي تقوم أجهزة الأمن. وعبر القيادي في الحراك والنائب د. ناصر الخبجي في كلمة ألقاها أثناء المسيرة بردفان عن إدانته واستنكاره لما أسماه ب"العدوان الآثم الذي تعرض له آل باشراحيل وصحيفتهم الأيام". مشيداً ب"نضال هشام باشراحيل", وقال "لقد تعلمنا منه كيف نكون أحرار وكيف نصبر ونصمد، وكيف نتعلم الشموخ من ذلك المناضل الحر هشام باشراخيل الذي أبى إلا أن يعيش ويموت حراً شجاعاً شامخاً". وأضاف "إنه لشيء مخجل للقادة والأمراء والملوك والرؤوساء العرب أن يقفوا متفرجين على ما وصفها ب"جرائم النظام ضد من يحمل القلم لكي يدافع عن أرضه وشعبه سلمياً". وحذر الخبجي من قال أنه يريد "أن يلبس النضال السلمي ثوباً غير ثوبه" في إشارة منه إلى اتهام الحراك بالتحالف مع القاعدة، واعتبرها محاولة فاشلة لأن الإرهاب لا يعرف إلا قصور صنعاء التي ترعاه وتحميه وتصدره إلى الخارج بأشكال مختلفة. حسبما قال. من جهتها، استنكرت من أسمت نفسها ب"مجالس الثورة السلمية الجنوبية" في ردفان ما تعرضت له صحيفة الأيام وناشريها وأسرهم والمعتصمين والقيادات الجنوبية المناضلة سلمياً التي حضرت للتضامن مع الأيام. وقال بيان صادر عنها – تلقى المصدر أونلاين نسخة منه – "إن ذلك يعبر عن مدى ما وصلت إليه السلطة من هستيريا وهجمية واستهتار بأرواح الناس وحرياتهم وممتلكاتهم، كما يعبر بشكل جلي عن فهم السلطة للديمقراطية وحرية الرأي ويعكس بدقة سلوكهم الحقيقي تجاه من يرونه مختلفاً معهم". ودعا "العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يعانيه الجنوب وقياداته وشعبه وصحيفة الأيام من ممارسات لا تمت بأي صلة إلى هذا القرن بل إلى قرون سحيقة" طبقاً لما جاء في البيان. وحمل "السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة القيادات السياسية الجنوبية سلمياً الذين جاءوا للتعبير عن تضامنهم مع صحيفة الأيام بصورة حضارية، واقتادتهم إلى السجون والزنازن، خاصة وأن منهم من يعاني من عدد من الأمراض ومنهم من بلغ العمر عتياً". ودعا البيان " من يخدم السلطة ولا يزال يراهن على الحوار معها أن يتعظ من الأحداث المتلاحقة والممارسات التي تبرهن يومياً إستحالة قبولهم بالحقوق ناهيك عن القبول بممارسات أكثر من ذلك". محذراً في الوقت ذاته النظام من محاولات حرف الجهود الدولية للحرب على الإرهاب إلى حرب على الحرية. وأكد أن محاولة "استغلال المناخ الدولي المعادي للإرهاب لضرب نضال الجنوب لن تجدي نفعاً ولن تنقذه من ورطته". على الصعيد ذاته، دان علي سالم البيض ما تتعرض له صحيفة الأيام وناشريها من اعتداء، وقال في بيان منفصل بهذا الخصوص – تلقى المصدر أونلاين نسخة منه – "إن ما وصفه بالاعتداء الإرهابي على صحيفة الأيام واعتقال ناشرها وأولاده دليلاً جديداً على إجرام نظام صنعاء (...) وخوفه من شهود الحق وحرية الرأي والكلمة الشجاعة (...) وانتهاكاً صارخاً لحق التعبير وحرية الصحافة ودورها". ودعا المؤسسات الإعلامية العربية والدولية وهيئات حقوق الإنسان والدفاع عن حرية الصحافيين ب"العمل على فضح ممارسات وانتهاكات نظام صنعاء ضد الصحافة". وطالبها بالتحرك الفوري للتضامن مع صحيفة الأيام وناشرها، وممارسة كل الضغوط لإطلاق سراحه ورفع الحصار عن الصحيفة وإعادة صدورها. وكان المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك، قد دان بشدة ما جرى ويجري لدار الأيام من استهداف عسكري. وإذ عبر في بيان عن قلقه الكبير للتصعيد غير المبرر من قبل القوات المسلحة، طالب بسرعة الإفراج عن المعتقلين وتشكيل لجنة تحقيق محايدة للإطلاع على الأحداث الأخيرة بعدن.