تتصدر الأزمة في سوريا وعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وتزايد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، جدول أعمال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال جولة تشمل تركيا والشرق الأوسط ولندن ثم شمال شرق آسيا. وبدأ كيري جولته الخارجية الثالثة خلال شهرين منذ توليه وزارة الخارجية، من إسطنبول حيث يجري، الأحد، مباحثات مع نظيره التركي، أحمد داود أوغلو، بشأن آخر مستجدات الوضع السوري والمساعي الرامية إلى وقف القتال.
وبالإضافة إلى الأزمة السورية، سيعمل كيري على الدفع قدما بالعلاقات التركية الإسرائيلية، بعد أن أثمرت وساطة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الشهر الماضي، اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من نظيره التركي، عن قتل نشطاء أتراك عام 2010.
ومن إسطنبول، ينتقل كيري إلى القدس ورام الله حيث من المقرر أن يلتقي تباعا نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث سبل استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الأميركية حذرت مسبقا من أن كيري لا يحمل أية خطة سلام، فإن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، قال إن السلطة الفلسطينية تنتظر أفكارا جديدة من وزير الخارجية الأميركي في ثالث لقاء يعقده مع الجانب الفلسطيني خلال أسبوعين.
يشار إلى أن آخر مفاوضات موسعة بين الجانبين جرت عام 2008 في المؤتمر الدولي للسلام في أنابوليس في الولاياتالمتحدة الأميركية، والذي فشل بإحياء المفاوضات المتعثرة منذ قمة كامب ديفيد عام 2000 برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
وبعد توقف دام عامين، بدأت محادثات بتوجيه من إدارة أوباما عام 2010 ولكنها سرعان ما باءت بالفشل. ويطالب الفلسطينيون بوقف بناء المستوطنات والعودة إلى حدود ما قبل عام 1967، لكن نتانياهو يرفض ذلك، ويقول إن لا ينبغي وضع شروط مسبقة للمفاوضات.
وتأتي زيارة كيري إلى إسرائيل والضفة الغربية في وقت تشهد الأراضي الفلسطينية احتجاجات مناهضة لإسرائيل إثر وفاة سجين فلسطيني متأثرا بمرض السرطان، إذ يلقي الفلسطينيون باللائمة على إسرائيل في وفاته، جراء عدم توفير الرعاية الصحية المناسبة.
وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن كيري سيضغط على إسرائيل لتقديم بادرة حسن نية، لعلها تكون إطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين، وهو ما قد يقود إلى استئناف مباحثات السلام مع الفلسطينيين.
وسيسافر كيري بعد ذلك إلى لندن لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة دول الثماني، ثم يتوجه إلى سول وبكين وطوكيو لإجراء محادثات حول الأزمة مع كوريا الشمالية.