في أواخر السبعينيات من القرن المنصرم أصدر الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية قرارا بمعاملة اليمنيين كالسعوديين، ومنحهم إقامة مجانية لمدة أربع سنوات تجدد عند الانتهاء. استمر هذا الوضع حتى حرب الخليج حيث تم طرد أكثر من مليون مغترب من المملكة، وقد سبب هذا الوضع أزمة اقتصادية خانقة لليمن بعد حرب الخليج حتى ألغي منح إقامة مجانية وأصبح دخول المملكة بفيزة يساوي ثمنها 15 ألف ريال سعودي بعد أن كان الدخول بجواز أو مرور عادي. الأخوة في السعودية لم يراعوا ظروفنا القاهرة التي نمر بها فهم لم يحسوا بمعاناتنا في هذه الظروف الحالكة، وكما قال المثل «النار لا تحرق إلا رجل واطيها». في بلادنا العربية إذا حصل خلاف بين الحكام (كما حدث في حرب الخليج) وكان ذلك الخلاف سببه الرئيس السابق يكون الضحية أفراد الشعب، بينما في دول العالم الأخرى؛ على سبيل المثال عندما قامت الحرب العالمية الاولى والثانية وتحاربت الدول وقتل مئات الآلاف من الجانبين لكن لم نسمع أو نقرأ أن إحدى الدول المتحاربة طردت أو سجنت وانتهكت حقوق الإنسان للمقيمين في الدول المتحاربة. هذا التصرف يعتبر خطا أحمر، لكن في بلادنا العربية كما قلت آنفا يكون الضحية أفراد الشعب المقيمين. ننسى تعاليم ديننا الحنيف عن حقوق الجار والأحاديث النبوية، وأنا واثق كل الثقة ان القرار الجديد بخصوص العمالة والكفيل هو صادر من وزير الأشغال للسعودي، وقد سبق له قبل شهور ان طلب عمالة نسائية من اليمن، لكن طلبه قوبل باستياء واسع من اليمنيين، واعتبروه استخفافا بهم، لكن لا نلومه بحيث ان الكثيرين من مواطني الدول العربية يجهلون بعضهم البعض وذلك ناتج إما لقصر النظر او للثقافة العامة المحدودة لديهم. أعطيكم مثالاً لبعض المواقف: شكى لي قبل شهور احد المغتربين من أن واحدا من مواطني البلاد العربية سأله هل في بلادكم مساجد اذاً كيف نحكم او نقيم لمثل هذه المواقف المخجلة؟ ولهذا تنقصنا نحن العرب فهمنا لبعضنا البعض أكثر فالوزير السعودي عندما طلب عماله نسائيه من اليمن أصدرت منظمة «سيادة» إدانة في حينه، ويعد هذا الطلب أشد أنواع الانتهاك العرفي والاجتماعي والانتقاص في حق المجتمع اليمني المعروف عنه المحافظة على القيم العربية والإسلامية.
نسي الأخ الوزير أن شوارعنا تشكو البطالة وان خريجي الجامعات والمهندسين الفنيين عشرات الآلاف في شوارعنا، كما اذكره ان العمال اليمنيين هم أول من أسهموا في بناء بيوت المملكة، وشركة «أرامكو» ومكاتبها التي فتحت في عدن في خمسينيات القرن الماضي خير شاهد بحيث كانت الطائرة تقلهم أسبوعيا إلى الظهران، كما أتمنى ان لا تصدر أحكامك على الآخرين او تقيمهم بما يملكون في جيوبهم، فالناس يا سيدي تقيّم بالموقف النبيلة الشريفة، ومما أثلج صدري هو موقف حزب الإصلاح عندما ناشد الأخوة في المملكة بإعادة النظر في موضوع العمالة اليمنية.