تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    صنعاء: تحذيرات من 3 ليالي صقيع    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    المقاتلتان هتان السيف وهايدي أحمد وجهاً لوجه في نزال تاريخي بدوري المحترفين    دنماركي يحتفل بذكرى لعبه مباراتين في يوم واحد    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    حضرموت.. مسلحو الهضبة يهاجمون قوات النخبة والمنطقة الثانية تصدر بيان    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    ريال مدريد يختصر اسم "البرنابيو" ويحوله إلى ملعب متعدد الأغراض    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    واشنطن تفرض عقوبات على 32 فردا وكيانا على علاقة بتهديد الملاحة الدولية    واشنطن تكشف عن التنازلات التي قدمها الشرع في البيت الأبيض    لجنة من وزارة الدفاع تزور جرحى الجيش المعتصمين بمأرب وتعد بمعالجات عاجلة    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    العراق ضد الإمارات بالملحق الآسيوي.. هل يتكرر سيناريو حدث قبل 40 عاما؟    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    خديعة العروبة والوحدة.. حين تكرر التاريخ على أرض الجنوب    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    الكشف عن 132 جريمة مجهولة في صنعاء    إعلان نتائج الانتخابات العراقية والسوداني يؤكد تصدر ائتلافه    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص الحوار الذي أجرته صحيفة الخليج الإماراتية مع مستشار الرئيس سالم صالح محمد
نشر في المصدر يوم 13 - 05 - 2009

تالياً نص الحوار الذي أجراه الزميل صادق ناشر مع مستشار رئيس الجمهورية سالم صالح محمد ونشرته صحيفة الخليج الإماراتية ..
كيف تنظرون إلى التطورات المعتملة في الساحة السياسية في البلد اليوم؟
التعقيدات في المشهد السياسي لا تخفى على أحد، اليمن كما أكدنا مراراً وتكراراً يخوض صراعاً بين أن يتقدم ويحافظ على وحدته ويصونها ويحافظ على نهجه الديمقراطي وتأصيله في حياة المجتمع السياسية والاجتماعية والثقافية، وأن يقوم بعملية تنمية حقيقية، والتنمية ليست في شق الطرقات أو بناء العمارات، بل بتنمية الإنسان بدرجة رئيسية التي تمثل الهدف الرئيسي لها أو أن تقف قوى التخلف والجهل في وجه هذه العملية، وبالتالي يعود اليمن إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1962 والرابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول ،1963 أي أن يعود إلى التمزق والتقسيم والتشرذم، وهذه المرة لا أحد يعلم كيف سيكون اليمن إذا ما استطاعت هذه القوى أن تفرض هذا الخيار على اليمن، الذي توحد في الثاني والعشرين من مايو/ أيار 1990.
وعلى القوى الحاملة لمشروع الوحدة والديمقراطية ومشروع النهوض والحفاظ على هذا المشروع الوطني، وهي مشتتة الآن مع الأسف الشديد، أن تواصل المسيرة وأن تحافظ على الوحدة، وهذا يتطلب إجراءات مختلفة وعديدة أبرزها إنهاء نتائج حرب العام 1994 على كافة المستويات، وبالذات إعادة ترميم ما حصل في النفوس، والأخ الرئيس أشار إلى هذه القضايا وقام ببعض الإجراءات لحلها، على سبيل المثال قضية المتقاعدين الذين كانوا أساس تشكيل الحراك الجنوبي القائم اليوم.
عندما نزل الأخ الرئيس إلى عدن وبقي هناك حوالي ثلاثة أشهر كانت القضية الأولى التي بدأ بمعالجتها هي قضية المتقاعدين، وفعلاً تمت معالجة هذه القضية، ولكن بإعادة الرواتب وإعادة البعض إلى مؤسسات القوات المسلحة والأمن والشرطة، إنما لم تستكمل العملية من حيث إعادة الثقة بالضباط وإعادة تعيينهم في الألوية في مختلف الأسلحة، لقد نظر إليهم ليس كانفصاليين أو مشكوك بهم، ولكن كشركاء في يوم 22 مايو، هذه الخطوة كبيرة، وكان ينبغي استكمالها، فلماذا لا يتم استكمال بقية الخطوات لإنهاء حرب العام 1994؟
إذا أردنا معالجة الأمور فلابد أن نستكمل هذه العملية بالضرورة، من خلال البدء بعملية حل قضية الأراضي، يقال إن هذه المسألة ليست فيها مشكلة، لكنني أقول إن هذه القضية لا يمكن حلها إلا بتدخل الرئيس والذهاب إلى عدن ومعالجة المسألة من كافة جوانبها، حيث تتم معالجة الأمور ميدانياً، ويتم هنا وضع معالجات جدية لها.
عندما نتكلم عن قضية الأرض في المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد فإننا نتكلم عن الاستيلاء عليها من قبل بعض المتنفذين على العقارات الحكومية في عدن، وهناك احصائيات موجودة، كما تم الاستيلاء على أراضي الدولة وعلى أراضي المستثمرين من أبناء اليمن كافة وليس فقط جنوبيين، والاستيلاء على أراضٍ خاصة في مناطق عدن، لحج، أبين، حضرموت، شبوة والمهرة، والاستيلاء على أراضي المنتفعين الذين انتفعوا بها بموجب قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر في الجنوب في السبعينيات، كما تم إلغاء المخططات الحضرية السابقة واستبدالها بمخططات جديدة على أساسها تم الاستيلاء على الكثير من الأراضي الزراعية.
هناك قضايا كثيرة تأتي في إطار إنهاء نتائج حرب العام ،1994 ونستطيع القول إنه إذا وجدت الإرادة السياسية فإنه يمكننا تجنب التداعيات القائمة في المشهد السياسي والاجتماعي المعقد اليوم، وهي في تقديري تداعيات خطيرة لا يجب أن نقلل من شأنها على الإطلاق ولا نعتقد أنها بسيطة، خاصة وأن الأمور بدأت تأخذ شكل التنظيم وأصبحت تقاد بطريقة أكثر مما كانت عليه، وأخاف أن نصل إلى مربعات أخرى، مربعات العنف والتطرف، وهذه الأمور تحتاج إلى إرادة سياسية عالية ولدينا وقت كاف الآن لمعالجتها باستغلال العامين القادمين بعد تأجيل الانتخابات التشريعية ونعيد الاستقرار والأمن والأمان وعجلة التنمية في البلاد.
حان الوقت لاتخاذ معالجات عاجلة وصائبة وبإشراك كافة القوى والعقول في البلد، لماذا؟ لأنه تأكد أن المؤتمر الشعبي العام الحاكم أثبت فشله الذريع في إدارة البلد، فهو حزب حاضر فقط في الانتخابات، أي أثناء حشد الأصوات لا أقل ولا أكثر، لكن في العمل السياسي الذي يجب أن يقوم به على مستوى الجمهورية والوطن الذي تشكل بعد 22 مايو فإنه حزب غير موجود، وهو ما يجعل الدولة للأسف تلجأ إلى الإجراءات الإدارية أو الأمنية أو العسكرية.

ماذا عن الشراكة السياسية في معالجة آثار الحرب الأهلية، مثل رد الاعتبار لشركاء الوحدة؟
هذه أبرز القضايا الموجودة، لأن البعض يقول إنه لم يحصل شيء وإن الأمور تسير بشكل ممتاز، هناك جملة من القضايا على الصعيد العسكري وعلى الصعيد المدني بحاجة إلى معالجة جدية مثل الوظيفة المدنية لكوادر جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً، بالإضافة إلى الوظيفة السياسية.
نحن بحاجة صادقة وشجاعة إلى أن نعيد النظر في كل الاتفاقيات التي تمت، ما الذي نفذ منها، وما الذي حذف منها، ما هو الشيء الذي جاءت الحرب لتطيح به تماماً وتعيدنا إلى وضع الجمهورية العربية اليمنية فقط، لا بد أن نعترف بهذه الحقيقة، وإلا ستظل الأمور تأخذ مدى آخر، وقد دخل الآن لاعبون جدد غير اللاعبين الأساسيين في السابق المتمثل في الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي اللذين حققا الوحدة، لأن اللاعبين الجدد دخلوا وبلغة جديدة وبأسلوب آخر، وهذا الشيء خطير، خاصة إذا ما دخل لاعب إقليمي أو لاعب دولي، فإن العملية ستتعقد أكثر وأكثر.

الخوف على الوحدة
هل تخشون على الوحدة؟

في حرب العام ،1994 لم نكن بهذا الخوف، لأن المواجهة كانت بين طرفين وجيشين وقيادتين معروفتين، وكانتا قادرتين على اتخاذ القرار، وفعلاً تم اتخاذ القرار، سواء بالحرب أو بالانفصال، والقرار الذي اتخذ من قبل القيادة الجنوبية في ذلك الوقت أشبه بالحكم الذي أصدر أيام حكم الملك سليمان عندما ادعت أُمان أحقيتهما بالطفل، وأراد الملك أن يتأكد من هي الأم الحقيقية للطفل فقال نقسمه نصفين، لكن الأم الحقيقية قالت إنها لا تريد قسمه نصفين وإنها متنازلة عنه، وفي تلك الفترة تمت تنازلات، كان بإمكان الطرف الآخر أن يعمل أشكالاً من الحرب وأن يلجأ إلى وسائل أخرى، لكن تم التسليم بالنتيجة حفاظاً على الوحدة، لماذا؟، لأن هذا الطرف غامر من أجل الوحدة، وساهم بها بشكل صحيح، نحن الآن اكتشفنا بعد 15 سنة أن هؤلاء الذين اتهموا بالانفصالية أو باتخاذ قرار الانفصال في ذلك الوقت بهذا الاتجاه أو ذاك كان نتيجة رد فعل لما كان مخططاً له، وبالذات من تصرفات وإجراءات تم كشفها ومعرفتها الآن.
إذن هذا الطرف هو طرف وحدوي حقيقي، وهو عندما جاء إلى الوحدة انتقده البعض بأنه جاء بعفوية وعاطفية، أنا اعتبر أنه حقق الوحدة بطريقة “الرومانسية الثورية العالمية”، كان يعتقد أنه إذا تحققت وحدة هذا الشعب العظيم فإن كافة المشاكل وكل معاناة اليمنيين سوف تنتهي، وسيكون هذا المشروع مشروعاً عظيماً ليس على صعيد اليمن فحسب، بل وعلى الصعيد العربي، وفعلاً كان لا بد أن تسير الأمور بهذا الاتجاه، لكن حصل ما حصل واندلعت الحرب وقضت على أحلام اليمنيين جميعاً.

خوفك على الوحدة من ماذا، مما يدور في الجنوب أم من إدارة السلطة للأمور؟
خوفي هو من التطرف والغلو، وأن نعود إلى مربع العنف وأن تقاد البلاد إلى حرب أهلية تكون نتائجها وخيمة على الوضع ككل، لأنها ستعطل التنمية والأمن والأمان وستخلق انقسامات لا يعرف الإنسان مداها، ليس انقساماً بين شمال وجنوب فقط، بل حتى في إطار المناطق، والقانون هناك سيسقط والأمن سيسقط، وستأتي عناصر ولصوص وقطاع طرق، الذين سيدعون إلى كذا وكذا، ولدينا تجارب أمامنا، هناك بلدان نشاهد كيف تسير فيها الحياة، فلماذا لا نكون صادقين مع أنفسنا ومع شعبنا ونتصارح فيما بيننا، لأن الوضع الآن لا يخص أحداً، بل يخص كل مواطن، ولهذا من حق كل مواطن أن يطرح رأيه بدون خوف، رأي مبني على قاعدة الحوار ورد الاعتبار لبعضنا البعض، أي لا غالب ولا مغلوب، لا منهزم ولا منتصر، على هذه القاعدة إذا ما سارت الأمور ووصل صاحب القرار الذي بيده القرار اليوم إلى هذه القناعة فإنه لا بد من معالجة الأمور بهذه الروحية، وهذه العقلية، أعتقد أن الأمور ستسير بشكل طيب، إذا بقينا كلنا بروح المكابرة والعناد والمكايدة فلا يعلم إلا الله إلى أين ستسير الأمور.
ما هو المطلوب إذن بصورة عاجلة لوقف التدهور القائم؟
المطلوب هو العمل على إنهاء نتائج حرب العام 1994 ونتائج حروب صعدة الخمس، وأن نواصل بجدية بحث موضوع الحكم المحلي كامل الصلاحيات، وأن يواصل الرئيس تطبيق برنامجه الانتخابي الذي وعد به الشعب، أن يتم وبشكل سريع الاتفاق بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارض وإشراك المستقلين للجلوس إلى مائدة حوار لتعديل النظام الانتخابي وتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات القادمة، هذه الأمور إذا ما تمت بطريقة كاملة وبدون الانفراد وعدم إشراك الآخرين يمكن أن نصحح المسألة ونوقف التداعيات.
إذا كان بيدك مشرط جراحة فمن أين ستبدأ بمعالجة الوضع؟
بعض الأمور لم تصل بعد إلى مستوى يتطلب الجراحة لأن معنى ذلك أن نقوم بعمل عسكري أو ثورة، هذه أوضاع داخلية في البلد، لكن هناك أوضاعاً إقليمية ودولية مؤثرة سلباً على أوضاعنا، يكذب أي شخص إذا ما قال إن لدينا القدرة على مواجهة الأزمة العالمية القائمة الآن، يكذب من يقول لك إن الدول المانحة غير مترددة في تقديم مساعداتها لنا، يكذب من يقول إن الاستثمار هو بنفس الإيقاع السابق قبل الأزمة ونتائجها الوخيمة، الوضع الدولي اليوم كله مختلف، ولهذا لابد من معالجات جذرية وحقيقية، إذن نحن بصدد التنبه وأخذ الحيطة والمعالجات لن تأتي لنا جاهزة.
حكومة وحدة وطنية
هل أنت مع فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة الوضع القائم؟
هذا جزء من الحل، أفضل أن تكون هناك معارضة قوية، وأن نتيح للعمل السياسي الوطني والبرامج السياسية الوطنية للعمل أفضل من هذه المشاركة، المشكلة أن الوضع القائم لا يسمح للعمل السياسي أن يأخذ مداه لا بالنسبة للحزب الحاكم ولا لأحزاب اللقاء المشترك المعارض، الناس مكتفون، مهتمون بقضايا أخرى، المكايدات حول مسائل صغيرة قائمة، عندما تقرأ الصحف تقرأ المشهد بسوداوية، مع ذلك لا أحد يحدد مكامن الضعف والصواب حتى نشترك بحل مشاكل الوطن، إذا كان تشكيل حكومة وحدة سيشكل مخرجاً لما نحن عليه اليوم فليكن، لأنه عندما تصل الأمور إلى أزمة لا يستطيع أحد أن ينتصر على الآخر، أو أن يكون لديه الدعم الكامل من قبل الشعب، إذن لنعمل على إيجاد حل وسط، وتشكيل حكومة وحدة وطنية أمر ليس ضاراً.

هل يفيد إشراك معارضين في الخارج وإعادتهم إلى البلد وتشكيل واجهة سياسية ما؟
لماذا لِمَ؟، هم في النهاية من أبنائنا وإخوتنا وقادتنا، ليس عيباً ولا محرماً إن عادوا إلى البلد ليسهموا في الحل، من حقهم المشاركة في أي عمل وطني طالما لديهم القدرة والرغبة في العمل السياسي في الداخل، لماذا نؤسس لقاعدة في حياتنا أن هذا منبوذ وهذا غير مرحب به وغيرها من القواعد التي عفى عليها الزمن؟ لماذا لا نزال نعيش مرحلة الماضي ونبش القبور؟ يجب أن نرفع شعار لا لنبش القبور ومآسي الماضي، فلنهتم بالحاضر والمستقبل.

هل يمكن العودة إلى وثيقة العهد والاتفاق؟
هذه من القضايا التي تطرحها المعارضة أحياناً على السلطة، ولو كنت في محل المقرر كنت أقول لهم أهلاً وسهلاً، تعالوا لنبحث في الوثيقة، ونرى ما الذي تم أصلاً، وفي الحقيقة فإن الواقع قد نفذ جزءاً من الوثيقة، الزمن مر على جزء منها، شيء في برنامج الرئيس موجود في الوثيقة، لا توجد مشكلة في ذلك.
أنا ربما ارتبطت بي قضية الفيدرالية وأعلنتها في ذلك الوقت ونالني من الأذى ما نالني، اليوم هناك من يطرح الفيدرالية، لكن الطرف الآخر لم يعد يقبلها، ويقول لك لا نريدها، والحل هذا يأتي من أطراف في حزب التجمع اليمني للإصلاح، فقد قرأت في مقابلة لمسؤول في حزب الإصلاح في إحدى المحافظات يشير إلى هذا الحل.
نأتي لمتابعة بعض القضايا التي يمكن أن تساعدنا على حل الأمور، لا يمنع أن نراجع اتفاقيات الوحدة، وبرامج الأحزاب السياسية ووثيقة العهد والاتفاق، برنامج الرئيس الانتخابي بالإضافة إلى البرنامج الانتخابي لمرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية السابقة المهندس فيصل بن شملان، بما احتواه من أشياء إيجابية وتأخذ به السلطة.

صعدة والقاعدة
كيف تنظرون إلى ما يحدث في صعدة، مع المؤشرات التي تؤكد أن الطرفين ذاهبان إلى حرب سادسة؟
أنا ضد الحروب والتطرف والغلو والعنف، ولا بد من عمل جبهة مناوئة ضد التطرف والحروب وأن نعتمد على الحوار، فلماذا لا نتحاور مع الأشخاص الذين يحملون أفكاراً أيديولوجية أو يسارية أو هم مع هذا المذهب أو ذاك؟.
عندما تلاحظ بعض الأطروحات التي تنشر هنا وهناك فإنك ستجد أن هناك مطالب للناس في هذه المحافظة، ولكنهم لم يجدوا من يتفهمهم ويتفهم مطالبهم، ونحن بحاجة إلى أن نتفهم الوضع، أما إذا ما اعتمدنا على لغة المدفع والبندقية فإن ذلك لن يجدي، لأن أي شخص يعتقد أن لغة البندقية أو المدفع هي الأساس في حل المشاكل فلن نجني سوى الخراب والتأخير في الحل، وبالتالي تدمير البلد.

هل ينهك التمرد في صعدة قوى الدولة ويفتح ثغرات في أماكن أخرى شبيهة بما يحدث هناك؟

كل ما أتمناه أن يسود العقل في هذه الأزمة وأن نلجأ إلى الحوار وأن ننظر إلى مطالب الناس، ومطالب الناس في صعدة يجب حلها في الإطار الوطني.

هل تعتقدون أن البلاد معرضة لهزات كبيرة في المستقبل في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة اليوم والحرب مع تنظيم القاعدة؟

إذا أخذنا قاعدة الحوار مع الشباب وفتحنا لهم آفاقاً وآمالاً جديدة فإن الكثير منهم لن يقع في براثن هؤلاء الذين يقودونهم إلى التهلكة وإلى أعمال لا تخدم أحداً.

القاعدة سينحسر عملها في اليمن أو في أية منطقة أخرى عندما يسود التعليم والثقافة، وبالتالي فإن المواجهة معها ستكون الحل الأخير، إذا أخذت البرامج التعليمية التي تدرس في البلد فستجد فيها الكثير من التعقيد، ولهذا فنحن بأمس الحاجة إلى تغييرها، عندنا برامج تخرج ثقافة مخيفة، كما أننا فاتحون أبوابنا ومساجدنا لثقافة مذهبية لا علاقة لها بالمذاهب الإسلامية الحقة، ولا بالدين الإسلامي الحنيف، وهي مصدرة لغرض آخر.

أنا أعتقد أن الأجهزة الأمنية في البلاد العربية ومنها اليمن لعبت كثيراً بهذه الورقة، وعليها أن تحدد رأيها الآن، وأن تنظف أيديها من اللعبة القذرة التي كانت تلعبها في السابق، وهي اللعبة التي كانت مرتبطة بالمخابرات الأمريكية وبالموساد، وقبلها استخبارات في كثير من الدول، الآن اكتشفت الدول العربية أنها كانت ضحية واكتشفت بعد فوات الأوان أن “السحر انقلب على الساحر”.

هل يمكن أن يتحول الوضع في البحر الأحمر إلى مشكلة تؤرق اليمن؟

المشكلة في البحر الأحمر لا تمس اليمن فقط، بل تمس دولاً عربية عدة، هذه قضية وراءها أهداف، وللأسف هناك دول صامتة، حتى أنها لم ترسل بارجة أو قارباً للمشاركة في ملاحقة القراصنة في البحر الأحمر وخليج عدن.

ونرى بعض الدول متحمسة وبعض الدول متفرجة، خذ مثلاً الأمريكيين، عندما تعرضت إحدى سفنهم للخطف فقد هاجموا القراصنة واستطاعوا اعتقالهم وأخذهم للمحاكمة، لكنهم صامتون عما يجري تجاه الآخرين.

تشعر أن هناك لعبة تمارس في المنطقة وهناك أهداف خفية حتى الآن للسيطرة على هذه المنطقة، وعلى مداخل البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق هرمز بإثارة هذه القضايا.

هؤلاء الصيادون الصوماليون تحولوا بقدرة قادر إلى قوة كبيرة، والتساؤل هو: من يقف وراءهم؟ ومن يقوم بتمويلهم بالسلاح؟ بعض الأمور بحاجة إلى تفكير، التعاون الإقليمي، كما ألاحظ، مفقود في العملية، كأن بعض الدول لا يهمها الأمر على الإطلاق، مع أن بعض الدول الكبرى مرغت سمعتها بعد خطف ناقلات نفط لها، ومع ذلك لا تزال صامتة.

الواضح أن هناك أهدافاً خطيرة للسيطرة على هذه المنطقة، لكن تحت شعارات مختلفة، ما أخشاه أن تتطور المسألة إلى شيء أكبر، ولدينا جزر ولدى الآخرين جزر والبحر الأحمر مهم للغاية وباب المندب مهم وخليج عدن من أهم الممرات، وكذلك مضيق هرمز والخليج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.