فجأة وبدون أي دواعٍ أو مسببات يتجاهل أمين العاصمة عبد القادر هلال عن دعم أندية العاصمة، وهي: الأهلي والواحدة صنعاء و22 مايو وشعب صنعاء واليرموك، كما هو معروف ومُخطط له في الثلاثة المواسم الأخيرة، بدعم قليل لا يوازي شيئاً ممّا يصرفه النادي الواحد بدورينا اليمني، والذي تتجاوز صرفياته 100 مليون ريال سنوياً، هذا بالنسبة لأندية الدرجة الأولى التي تتحمل التكاليف والحمل الثقيل بمساعدة قليل من أمانة العاصمة بمبلغ لا يتجاوز عشرة ملايين، وبعد أن جاء هلال إلى أمانة العاصمة تم تخفيضها إلى خمسة ملايين للدرجة الأولى وأربعة ملايين للثانية.. وثلاثة ملايين للثالثة، في الوقت الذي تفاءل كل الرياضيين خيراً من هلال ابن الرياضة الذي سطع وبرز من رياضة العاب القوى، وهو يعرف معرفه اليقين تكاليف ما تصرفه الأندية ومدى المُعانات التي تتكبدها الأندية بحثاً عن المال لأجل انتشال أنديتهم واستمرار عشرات الألعاب على مدار الموسم. الأمر لا يبدو هزلاً كما يتصوره أمين العاصمة هلال، عندما أوقف دعماً سنوياً يحسبه صدقة جارية كانت تحل لأندية العاصمة من الأمانة، ولا هو عبث كما يدّعي هلال، ولا هو حتى مجاملات كما يوعز المقربون لهلال، أو أنه يُصرف في غير موضعه، فإذا كانت كل تلك الأعذار "الواهية" منطقية لدى أمين العاصمة، فإن ما تصرفونه في منظمات ومبادرات فاقت أرقاماً مرعبة لا نريد الخوض في تفاصيلها بقدر ما هي مقارنة بسيطة وظالمة أن تنصف مبادرات أنجبتها الأفكار والأشخاص في ساعة ويوم، لتدعموها في أعمال تطوعية بعشرات الملايين ولأيام معدودة، بينما النادي الرياضي الذي يحتوى الشباب والرياضيين، وهم النواة الأولى لهذا الشاب الذي لا يجد من يرعاه فيحرم الوطن من موهبة كانت ستفيد لو وجدت من يدعمه وبرعاية. أليس دعم الأندية عاملا رئيسا ومهما قبل دعم المؤسسات والمبادرات ومنظمات المجتمع المدني، بل إن دعم الأندية وبتلك المبالغ الزهيدة لا تساوي شيئاً جراء ما تقدّمه لتلك المنظمات الوهمية.
أنا لا أكلفك الحمل الثقيل سيدي أمين العاصمة، ولا أطالبك بتكثيف الدعم وزيادته، ولا هو أيضا "رأي" يحسدك على ما تهدره من ملايين من موازنة الأمانة لو تم إنفاقها في أماكن تفيد، لكنا سكتنا وامتنعنا عن كتابه هذا السطور، لكن ما وجدناه يفوق الخيال والمتوقع. وبالمقابل، أوقفت دعم أندية حق، ومن ثم جئت وقلصت المبالغ المعتمدة سنوياً، ومع ذلك اعتبرت نفسك بذلت جهدا كبير ونجاح في أعانه أندية يمنية كان أحوج بك برفعها لا تنقيصها ثم قطعها وبصورة تجعل الجميع يشك ويستغرب بكونك -سيدي الأمين- كُنت لاعباً رياضياً في أم الألعاب، وأنت تعرف مدى المُعانة التي تعانيها الأندية وكل الرياضيين، ومع ذلك لم تعطِ لهم أي اهتمام!!
سيدي الأمين، أنا لا أطالبك بشيء لا يخصكم، وليس من صلاحيتكم عمله، طالما وقد خصصتم في إستراتيجية الأمانة "مشاريع ومالاً" لدعم أندية الأمانة، فلماذا لا توفوا بوعودكم تجاه الأندية حتى الآن؟ أخشى أن يكون دعم أندية الأمانة بالنسبة لكم جريمة كبرى، في وقت تنكّر الداعمون لرياضتنا، واتخذتم منطق "الدعمّمة" عن دعم الأندية، بتجاهل كل المذكرات التي ترفعها الأندية إليكم، وأكثر من مرّة يحدث، وكأنّ ما سوف تقدمون للأندية سوف يصيبكم بأزمة مالية خانقة، مع أن أحد الحملات الشهيرة الذي نفذته أمانة العاصمة تجاوزت تكلفته مئات الملايين، ولم يحاسبكم أحد.
سيدي الأمين، دعني أزيدك من البيت شعراً، باعتبارك أمين العاصمة صنعاء، فهل ممكن إن تخبرني ماذا قدمتم وعملتم لأبطال العرب مؤخراً في لعبة الجودو والتكواندو؟ هناك لاعبان شرفا اليمن أجمل تشريف، ووصلوا بلدهم للعالمية، وهما ضمن منطقتكم، فماذا قدمتم لهما؟ وماذا عملتهم لهما؟ وهل تعلمون بانجازات هذين البطلين (تميم القباطي وعلي خصروف)؟ أم أنكم لا تعلمون؟ حقيقة صرت أشك وأخشى أن شيئاً اسمه "دعم الرياضة" في أمانة العاصمة تم إلغاؤه فور قدوم عبد القادر هلال.
سيدي الأمين، موضوع دعم أندية الأمانة موضوع مهم، ويجب أن يُطرح بقوة، وليس السكوت والتغاضي ما دام والأندية لا تبالي ولا تحرك ساكناً. فإذا كنت تخاف وتشك فيما تقدّمه من دعم لهذه الأندية، فبإمكانك أن تحاسب وتقيّم، ليس أن تتجاهل هذه الأندية الكروية العريقة في تاريخنا الرياضي، والتي كانت تأمل فيك خيراً، كونك رياضياً عارفاً ببواطن أمور الرياضية، لكن – للأسف - خاب الظن، فهل يخيب أيضاً رياضتك يا هلال باستمرار "التجاهل"؟ فدعونا نترقب لنكن حاضرين، ودمتم.