"القسام" تعلن عن عمليات "نوعية" ضد قوات العدو جنوب قطاع غزة    شركة النفط: الوضع التمويني مستقر    الدكتور عبدالله العليمي يعزي العميد عبده فرحان في استشهاد نجله بجبهات تعز    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الدكتور عبدالله محمد المجاهد    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    مفتي عُمان يبارك "الانجاز الكبير" لليمن بضرب مطار بن غوريون    تحالف (أوبك+) يوافق على زيادة الإنتاج في يونيو القادم    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52535 شهيدا و118491 مصابا    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    وزير الدفاع الإسرائيلي: من يضربنا سنضربه سبعة أضعاف    عدن: تحت وقع الظلام والظلم    ريال مدريد يتغلب على سيلتا فيغو في الدوري الاسباني    «كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    هيئة رئاسة مجلس الشورى تشيد بوقفات قبائل اليمن واستعدادها مواجهة العدوان الأمريكي    بن بريك اعتمد رواتب لكل النازحين اليمنيين في عدن    أعضاء من مجلس الشورى يتفقدون أنشطة الدورات الصيفية في مديرية معين    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    الخبجي : لا وحدة بالقوة.. ومشروعنا الوطني الجنوبي ماضٍ بثبات ولا تراجع عنه    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 4 مايو/آيار2025    الوزير البكري يهنئ سالم بن بريك بمناسبة تعيينه رئيسًا للحكومة    أبو عبيدة:التصعيد اليمني على الكيان يتجاوز المنظومات الأكثر تطوراً بالعالم    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    بن بريك والملفات العاجلة    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    التركيبة الخاطئة للرئاسي    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    أين أنت يا أردوغان..؟؟    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    اعتبرني مرتزق    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    الحقيقة لا غير    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    من يصلح فساد الملح!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الامريكي بعد التمديد له في اليمن عامين: باسندوة سيستمر.. وأحمد علي راضٍ بمنصب السفير
نشر في المصدر يوم 09 - 05 - 2013

نفى السفير الأمريكي بصنعاء أن يكون على علم بشأن وجود أي جهود تسعى لتغيير رئيس الحكومة التوافقية الحالي. وقال إن محمد سالم باسندوة يعتبر مرشح التوافق المناسب لهذه الوظيفة، متوقعاً بقاءه في منصبه هذا طوال المرحلة الانتقالية المتبقية.

وامتدح، جيرالد فايرستين، ما تحقق على يد حكومة التوافق الوطني الحالية من إنجازات طوال الفترة الماضية وحتى اليوم، وذلك فيما يتعلق بالعمل على تنفيذ بنود المبادرة الخليجية.

فيما أكد أن نجل الرئيس السابق، أحمد علي، أبدى - في لقاء معه مؤخراً - ترحيبه بقبول المنصب الجديد كسفير لليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، طبقاً لقرار الرئيس عبد ربه الأخير في إبريل الماضي بهذا الشأن، وقال إنه يتطلع إلى البدء بمهمته الجديدة تلك، دون أن يشير إلى أسباب تأخر التنفيذ.

وكان السفير الأمريكي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، الذي أكد المعلومات التي تفيد بأن الإدارة الأمريكية مددت فترته كسفير لليمن لمُدة عامين آخرين، عقد الأربعاء الماضي مؤتمراً صحفياً لعدد من وسائل الإعلام المحلية في مقر السفارة الأمريكية بصنعاء.

لا معلومات عن تغيير باسندوة
ورداً على سؤال الصحفيين بشأن ما لديه من معلومات تؤكد ما يتردد من إشاعات بشأن تغيير رئيس الحكومة الحالي محمد سالم باسندوة، قال السفير: «أنا لست مطلعاً على أي جهود تتعلق بتغيير رئيس الوزراء الحالي محمد سالم باسندوة». وأضاف: «ومن وجهة نظري، فإني أنظر إلى باسندوة باعتباره المرشح التوافقي المناسب لهذه الوظيفة داخل البلاد، وأتوقع بقاءه في منصبه هذا طوال المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن»، بموجب المبادرة الخليجية.

السفير الأمريكي بصنعاء: لا توجد معلومات لدينا بشأن تغيير رئيس الحكومة.. وباسندوة مرشح التوافق الوطني وأعتقد أنه سيستمر في منصبه حتى نهاية الفترة الانتقالية
وامتدح السفير ما حققته حكومة الوفاق الوطني على صعيد تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقال: «نعتقد بأن هناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق هذه الحكومة التوافقية، وخصوصاً - كما ترون - أننا نحقق تقدماً في بعض المجالات، وحكومة الوفاق الوطني تقوم بتنفيذ هذه الاتفاقية داخل إطار المبادرة الخليجية فيما يتعلق بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن».

وأضاف أيضا «كما أن جزءاً من النجاحات التي حققتها وأنجزتها حكومة الوفاق الوطني تمثل بإيجاد أرضية مناسبة بالنسبة للحوار الوطني القائم الآن». واستدرك بالقول «لكننا من العدل أن نقول إننا نتوقع بأن نرى مزيداً من الإنجازات في إطار المهمة الموكلة لحكومة الوفاق الوطني، وذلك خلال التسعة أو العشرة الأشهر القادمة من الفترة المتبقية لها، وذلك في مجالات الاقتصاد».

وأعرب السفير - من وجهة نظر المانحين أيضا - عن أمله بأن يتحقق مستوى من التنسيق والتعاون بين الحكومة والمانحين.. وأضاف: «ونأمل تجاوب الحكومة مع المانحين فيما يتعلق بتنفيذ بعض المشاريع التي من شأنها أن تجعل الشعب اليمني يلمس إنجازات إيجابية خلال هذه المرحلة الانتقالية في اليمن، وأيضا المبادرة الخليجية «بإحداث تغييرات في حياتهم فيما يتعلق بالحالة الاقتصادية».

وفي رد آخر على سؤال مشابه، قال: «مرة أخرى نقول إننا مسرورون للغاية بطريقة تنفيذ القرارات المتعلقة بإعادة تنظيم وهيكلة القوات المسلحة والأمن. وخلال الأيام القليلة الماضية رأينا تقريبا أن كافة قادة المناطق العسكرية السبع المعينون مؤخراً يتسلمون قيادة مناطقهم وحاليا تمضي قُدماً مسألة تنفيذ القرارات بشأن نقل الألوية والوحدات العسكرية إلى مواقعها الجديدة. وليس هناك شك بأن هناك بعض القضايا المتعلقة ببعض الألوية العسكرية يتوجب حلها. ولكن إذا عقدنا مقارنة بين وضعنا في 2011 و2012 ووضعنا اليوم». وأضاف مخاطباً الصحفيين «وأعتقد بأنكم ستوافقونني بأن وضعنا اليوم أفضل كثيراً مما كنا عليه قبل عامين من الآن، وبالتالي فإن هذا سبب كافي ليكون الإنسان مقتنعاً بما تحقق من إنجازات»..

قبول أحمد علي وعراقيل قرارات الجيش
امتدح إنجازات الحكومة الحالية وقدم تفصيلاً لأهم ما أنجزته خلال الفترة الماضية على صعيد تنفيذ المبادرة الخليجية.. وقال إنها لم تحقق المطلوب في الجانب الاقتصادي
ورداً على سؤال يتعلق باللقاء الذي جمعه مؤخراً بنجل الرئيس السابق، أحمد علي، وما يُشاع من عدم تجاوب الأخير مع تنفيذ قرارات الرئيس الأخيرة بتعيينه سفيراً لليمن لدى الإمارات العربية المتحدة، أكد فايرستاين: «ما قاله لنا (أحمد علي) هو أنه يقبل بهذه الوظيفة كسفير لليمن في الإمارات»، مضيفاً «وهو جاهز للانتقال إلى هناك». أثناء لقائه الأخير معه تناقشا قليلاً حول وظيفته الجديدة وأهمية العلاقات اليمنية - الإماراتية، موضحاً «وأعتقد بأنه يتطلع للقيام بذلك».

وفيما يتعلق بوجود عراقيل – كما يتردد - بشأن تنفيذ قرارات الهيكلة الأخيرة من جهة رفض بعض القادة التنفيذ أو بعض الألوية بالانتقال من مواقعها السابقة إلى مواقعها الجديدة حتى الآن، استطرد السفير في شرح عملية إعادة الهيكلة للقوات المسلحة والأمن، بدءاً بالإشارة إلى القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، في 10 إبريل الماضي، فيما يتعلق باستكمال إعادة هيكلة الجيش، والتي اعتبرها السفير تعقيباً للقرارات السابقة التي اتخذها في ديسمبر الماضي، والتي شكلت الأساس الأولى لإعادة هيكلة هذه القوات..

وأوضح السفير «وبالنسبة للقرارات التالية الأخيرة، اتخذت الخطوات الجوهرية التي وضعت اللحم على العظم الذي تم تصميمه في الهيكلة الأساسية»، مؤكداً «وحالياً هناك الكثير من الأمور تمضي قُدما، وأحدها تلك التي تعمل على نقل بعض الألوية إلى مواقعها الجديدة المحددة بقرارات الهيكلة، وبالتالي سترون بعض هذه التنقلات داخل البلاد».

وأضاف: «وبالطبع، فإن إحدى العناصر الأساسية لهذه القرارات التي اتخذت في أبريل هي تعيين قادة للمناطق العسكرية السبع وتأسيس وتحديد مناطق القيادة لتلك المناطق السبع. وفي نفس الوقت فإن فريق التخطيط اليمني وبالتعاون مع الفريق الأمريكي والأردني قد بدأوا بدراسة دقيقة ومتفحصة للتفاصيل المتعلقة بإعادة الهيكلة، بينها البدء بدراسة مواضيع جوهرية مثل نظم شؤون الموظفين والميزانية التابعة للجهاز العسكري اليمني حتى يتمكنوا من رفع مستوى هذه القوات المسلّحة والأمنية»..

ومن وجهة نظره، أعرب السفير عن سروره وإعجابه بهذه العملية «التي تمضي قُدما في الوقت الراهن»، مستدركاً «ومع ذلك، ندرك أنه كانت هناك بعض الصعوبات في بعض الوحدات العسكرية، وكما قال الرئيس أوباما إن التغيير صعب من وقت إلى آخر، وبالتالي هناك بعض القضايا والتحدِّيات التي يجب على القوات المسلّحة والأمنية التغلب عليها خلال عملها في هذه المرحلة. ولكن بشكل عام فقد كان الجهد جيّداً وإيجابياً حتى اللحظة».

فايرستاين: التقيت بأحمد علي وأكد لي قبوله بمنصبه الجديد كسفير لليمن لدى الإمارات وهو ينتظر ويتطلع للقيام بمهمته الجديدة
وبالنسبة لما يتعلق باللواء علي محسن، أكد السفير أن نقل ألوية ووحدات ما كان يسمى ب «الفرقة الأولى مدرع»، ستكون أحد التنقلات الكبيرة».. لنقلها إلى خارج صنعاء. وأضاف «وبالتالي فإن الألوية التي كانت تتبع الفرقة الأولى مدرع سيتم نقلها إلى مناطق مختلفة داخل البلاد، بينما ستنتقل قيادة هذه المجموعة إلى محافظة عمران».

وأكد السفير قائلا: «وحتى الآن لمسنا تجاوبا إيجابيا من هذه الوحدات مع قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي».

التركيز على مؤتمر الحوار الوطني
وفي معرض رده على التساؤلات ركّز السفير الأمريكي كثيراً على مؤتمر الحوار الوطني، باعتباره المحور الأكثر أهمية في الوقت الراهن، وذلك في صعيد تنفيذ عملية الانتقال السياسي بناء على ما تضمنته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وأعرب سفير أمريكا عن تفاؤله من مسار عملية الانتقال السياسي. وقال: «ونحن ننظر إلى ثلاثة عناصر رئيسية نعتقد بأنها حرجة جدا من جهة إنجاح الحوار في اليمن». وتلك العناصر الثلاث – من وجهة نظره – تتعلق أولا بالجانب السياسي، وتاليا العنصر الأمني، وأخيرا العنصر الاقتصادي.

وأستطرد السفير كثيراً في شرح تلك العناصر الثلاث. ففي الجانب السياسي، قسمها إلى قسمين. الأول يتعلق «بالمبادرة الخليجية»، والثاني يتعلق بأداء «حكومة الوفاق الوطني» حتى الآن. وبخصوص الجزء الأول «المبادرة الخليجية»، يؤكد أنه تم الإيفاء بجزء كبير منها، مستشهداً بهذا الصدد ب: انتخاب الرئيس المرحلي، تشكيل حكومة الوفاق الوطني، انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، إعادة تنظيم وهيكلة الجيش والأمن، وإعادة اللحمة داخل القوات المسلحة.

وقال «وكل هذه العناصر تمضي قدما، لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك أية إشكاليات أو أن النجاح قد أصبح مضموناً، إلا أننا بشكل عام نرى أنها جميعا تمضي قُدما في الطريق الصحيح وذلك شيء إيجابي لليمن». وأضاف «والقضايا الكبيرة التي ما تزال أمامنا بناء على مضمون المبادرة الخليجية هي نجاح الحوار الوطني، والاتفاق على مبادئ أساسية بشأن صياغة الدستور اليمني وبنية الدولة وشكل النظام، والاستفتاء خلال الجزء الأخير من هذا العام على الدستور اليمني، ومن ثم الانتخابات بداية العام القادم». وبالنسبة للانتخابات، ينوه السفير «لقد تابعتم ما تم الاتفاق عليه بين المانحين واللجنة العليا للانتخابات بشأن السجل الإلكتروني للناخبين، الأمر الذي سيضمن لنا الأسس لإجراء تلك الانتخابات بشكل ديمقراطي وعادل ونزيه».

لا توجد أي عراقيل تتعلق بتنفيذ قرارات الرئيس الأخيرة من أي جهة.. ووحدات الفرقة الأولى سابقاً ستوزع على مختلف المدن وقيادتها ستنقل إلى عمران
أما الجزء الثاني من الجانب السياسي، والمتعلق ب «أداء حكومة الوفاق الوطني»، يقول: «وهنا أعتقد بأن الصورة قد تكون مختلفة قليلاً. وكما قلت سابقا فإننا نتطلع كثيرا إلى وجود بعض التطور والتعاون خلال الأشهر القليلة القادمة المتعلقة بتنفيذ بعض المشاريع التي تمس حياة المواطن، كما أكدت سابقا. وهذا لا يزال أمامنا».

وفي العنصر الثاني - من العناصر الثلاثة الرئيسية – والذي يتعلق ب «القضايا الأمنية»، يشير السفير إلى «أن الصورة – هنا - ما تزال مختلفة قليلاً»، إلا أنه وبشكل عام، يضيف: «نستطيع القول إنها إيجابية. والمهم أنه يمكننا القول إن إعادة هيكلة القوات المسلحة تمضي قدما بشكل جيد، وبالنسبة لإعادة تنظيم وهيكلة قوات الأمن فهي لا تمضي بنفس الوتيرة التي تمضي بها إعادة هيكلة القوات المسلحة لكونها أكثر تعقيدا من القوات المسلحة، إلا أنه بشكل عام فهي تمضي قدما».

كما أشار في سياق هذا العنصر أيضا إلى «الحرب ضد تلك العناصر الإرهابية المتطرفة والعنيفة»، التي قال إنها «تمضي بأسلوب جيد وعلى الطريق الصحيح». وفي هذا السياق، استشهد بما حدث من هجوم عسكري أدى إلى طرد القاعدة من أبين وبعض المناطق والمواقع الأخرى من البلاد. واعتبر أنها (أي القاعدة) حالياً تعتبر ضعيفة جدا في مواقع أخرى من البلاد «ومواقعهم في كل من البيضاء والمناسح ورداع هي أضعف مما كانت عليه من قبل». لكن، يستدرك: «وعلى الرغم أنه لا يمكننا القول إن القاعدة لا تشكل تهديداً من داخل اليمن، إلا أنه يمكننا التأكيد أنها فقدت الزخم الذي كان لديها قبل عامين من الآن»، فيما أكد قائلا: «وأعتقد بأن المسألة مسألة وقت كي نتخلص منها».

وفي العنصر الأمني، أيضا، لفت السفير إلى أن القلق ما زال يساورهم «من الدور الإيراني في اليمن، الساعي لزعزعة الأمن في البلاد». وأضاف «ونأمل من خلال تعاون اليمن مع الولايات المتحدة وأصدقاء آخرين داخل اليمن من أن هذه الأنشطة الخارجية داخل اليمن سيتم العمل على احتوائها». وأضاف أيضا «كما نعتقد بأنه من خلال مضينا قدما نتطلع إلى تعزيز قدرات الحكومة اليمنية، وذلك من خلال توفير النظام والقانون، وكذا أمن اليمنيين أنفسهم».

وانتقل السفير إلى الحديث عن العنصر الثالث والأخير (الجانب الاقتصادي)، وقال: «وأستطيع القول إن هذا المجال هو المجال الذي لم نر فيه ذلك الإنجاز الذي كنا نتطلع إليه»، مضيفاً «وقلنا إنه في نهاية هذه المرحلة فإن وضعنا الاقتصادي هو ما سيمكن الناس من الحكم على هذه المرحلة الانتقالية، كما هو الحال بالنسبة لأي شعب في العالم». وأعرب عن أمله بأن يرى بعض التقدّم خلال الأشهر القليلة القادمة في التعامل مع بعض الإشكاليات المتعلقة بالبنى التحتية، وتحسين توفير الطاقة الكهربائية، وكذا تحسين البنية التحتية فيما يتعلق بالحالة الاقتصادية المتمثلة بالغاز والنفط، إلى جانب إيجاد فرص عمل مناسبة لليمنيين وتقوية القطاع الخاص، والقيام ببعض الإصلاحات الاقتصادية الأساسية «حتى إن هذه العناصر تنعكس وتظهر لليمنيين أن المرحلة الانتقالية قد أثمرت وأتت لهم ببعض الفوائد الاقتصادية وتأسيس بنية اقتصادية قوية جداً للمستقبل».

القضية الجنوبية
وبالعودة إلى الحوار الوطني، ورأيه فيما يتعلق بتأثير إنسحاب الصريمة من الحوار الوطني، اعتبر السفير أنه لن يؤثر على المؤتمر. وقال: «تابعنا في الأخبار أمس أن محمد علي أحمد قد تم انتخابه رئيسا لفريق القضية الجنوبية». وأضاف «وبشكل عام لا أرى أي تأثير على المؤتمر عموما بسبب مغادرة شخص أو شخصين من أعمال هذا المؤتمر.. وعليه فإن مثل هذه القرارات تعتبر شخصية بحته إذ إن الممثلين داخل إطار المؤتمر يتناولون النقاشات فيما بينهم البين بدرجة عالية جدا من الجدية وهم مشاركون معا في هذه النقاشات».

انسحاب شخص أو شخصين من الحوار لن يؤثر على مجرياته والجنوبيون يناقشون بجدية مع زملائهم في الحوار سبل حل قضيتهم
وما إذا كان ذلك سيؤثر عموما على القبول بالقرارات التي ستتخذ في مؤتمر الحوار الوطني فيما يتعلق بالقضية الجنوبية، أكد السفير فايرستاين: «نحن نتابع الأوضاع في الجنوب عن قرب، ونحن نعتقد أن إطار الحوار الوطني هو الإطار الصحيح والمناسب لحل كافة الإشكاليات التي يعاني منها الجنوبيون.. وبالتالي فإن القضايا التي تخص الجنوبيين يمكن حلها عبر المفاوضات.. ونأمل من الجنوبيون ان يدعموا ممثليهم في إطار مؤتمر الحوار الوطني وذلك لإيجاد حلول مناسبة». وأضاف «وسأقول أيضا أن الجهود التي تبذل لحل هذه القضايا داخل إطار الحوار هي أفضل من الجهود التي يمكن أن يبذلوها وذلك لتقويض أي جهد إيراني يسعى لإفشال هذا الحوار». وأعرب ايضا عن تفاؤله «من خلال بعض الحوارات التي عقدناها مع بعض الممثلين الجنوبيين من داخل الحوار الوطني، فقد كانت هذه الحوارات إيجابية جدا، ونحن نأمل أن تتكلل جهودهم بالنجاح».

وحول الأمر ذاته، ردا على سؤال مشابه، قال «أعتقد بأنه من الأهمية بمكان أن نقول بأن هؤلاء الممثلون الحاضرون في إطار مؤتمر الحوار الوطني هم يمثلون – بشكل عام – كافة أطياف البلاد». فيما أضاف «وحتما من وجهة نظرنا فإن الكثير من هؤلاء هم من العناصر التي تمثل الحراك الجنوبي، ليسوا جميعهم ولكنهم يمثلون الحراك». وواصل القول «وكذلك الأمر نفسه بالنسبة لبعض العناصر والأطراف الأخرى الممثلة داخل مؤتمر الحوار الوطني. البعض قرر أن لا يشارك في الحوار، على الرغم من أن الرئيس هادي قال بأن الباب سيظل مفتوحا أمام الجميع، ولكن من وجهة نظرنا فإن الأشخاص أو العناصر الهامة هي تلك التي قررت المشاركة في الحوار الوطني. وفي نهاية المطاف فهذه العناصر هي التي ستنتج القرارات والقوانين والنتائج التي ستفي باحتياجات الناس بمن فيهم أولئك الذين في جنوب الوطن».

أربعة قضايا رئيسية تريدها أمريكا من الحوار
وبشأن رؤية السفير لما يجب القيام به خلال المرحلة القادمة، قال «أعتقد أنه يجب التوصل إلى قرارات مناسبة تشمل أربع قضايا رئيسية خلال الأربعة الأشهر القادمة، هي : 1- التوصل لحل مناسب للقضية الجنوبية، وذلك من خلال التوصل إلى رؤى مشتركة لكيفية حل تلك المظالم والمطالب المشروعة وذلك داخل إطار مؤتمر الحوار الوطني. 2- التوصل لحلول مناسبة بشأن قضايا شمال الشمال، وضمان إدخال كافة المجموعات التي في شمال الشمال إلى النسيج الوطني. 3- شكل الدولة: سواء كانت دولة موحدة أو أقاليم أو نظام فيدرالي. 4- وأخيرا بنية وشكل النظام، سواء كان برلماني أو رئاسي..».

وتلك هي أهم القضايا بالنسبة لمؤتمر الحوار الوطني. اضاف السفير، مستدركا «وبالطبع فإن بقية المجموعات وفرق العمل الأخرى، تعتبر مهمة أيضا، تلك المتعلقة ببناء الجيش والأمن، والتنمية، والعدالة الانتقالية..، وكلها تعتبر جزءاً مهم جداً من المبادرة الخليجية. وآمل أنه وعبر المفاوضات بين كافة تلك المجموعات أنها توصلنا إلى حلول جيدة ومناسبة. وبالطبع فإنه وفي نهاية هذا الحوار الوطني سندخل إلى مرحلة استفتاء وطني للموافقة على بعض تلك التغيرات التي تناولت تلك القضايا».

إلغاء الحصانة من صالح.. والتمديد للسفير
وبشأن التسريبات التي تقول إن حزب المؤتمر طالب بإلغاء قانون الحصانة عن الرئيس السابق وكافة الذين عملوا معه، أكد السفير: «لم أسمع بهذا الأمر.. ولكني سمعت بعض النقاشات التي تطالب بالتحقيق فيما يتعلق بأحداث جمعة الكرامة على سبيل المثال..ولكن في كل الأحوال بالنسبة لنا فإن قانون الحصانة هذا يعتبر جزءا لا يتجزء من المبادرة الخليجية وقد مرره البرلمان اليمني، وعليه نعتقد أن هذا يعتبر قانون الأرض هنا، وما يمرره البرلمان اليمني يعتبر قانونا لليمنيين». وأضاف «وبالتالي لم اسمع بنية أي طرف يطالب بتغيير ذلك القانون».

وردا على سؤال بشأن المعلومات التي تفيد بأن الإدارة الأمريكية مددت عمله كسفير لليمن عامين إضافيين قال «بالنسبة للتمديد لي، فإني سأبقى هنا طالما وان الرئيس أوباما يريدني أن أبقى». وأضاف ضاحكا «وعلى الرئيس هادي أن يتحمل بقائي هنا».

السفير الامريكي: سأبقى في اليمن طالما أن الرئيس أوباما يريدني أن أبقى.. وعلى الرئيس هادي أن يتحمل بقائي هنا
محاربة الإرهاب والمعتقلين اليمنيين وإطلاق سراح حيدر
وبشأن سؤال «المصدر أونلاين» حول آخر مستجدات الحوار اليمني الأمريكي بشأن إطلاق سراح بقية المعتقلين اليمنيين في معتقل جوانتنامو، أكد السفير أن الحوارات ما تزال قائمة، مستعيدا بعض التفاصيل السابقة لخلفية تلك النقاشات التي بدأت أثناء سفر الرئيس هادي إلى أمريكا في سبتمبر الماضي، ووعد الرئيس أوباما له بأنه سيتم مواصلة النقاشات للتوصل إلى اتفاق في إطار استكمال تلك العملية، ومن ثم ما لحقها من نقاشات تتابعية هنا في اليمن بين السفارة والحكومة اليمنية. إلا أنه لم يوضح المزيد من التفاصيل بشأن ما تم الاتفاق حوله بهذا الخصوص.

وردا على سؤال «المصدر أونلاين» أيضا حول ما نقلته الصحافة من وعد للرئيس هادي بإطلاق الزميل عبد الإله حيدر شائع المحكوم عليه من محكمة يمنية بالسجن لخمس سنوات، قال «بالنسبة لإطلاق سراح شائع، ليس هناك أي تغيير في موقفنا فيما يتعلق بهذا الأمر.. فقد تمت محاكمته وإدانته من قبل المحكمة اليمنية في قضية نحن ننظر إليها كقضية خطيرة». وأكد «وموقفنا هو أنه لابد له أن يقضي ويكمل فترة محكوميته»، نافيا علمه أو سماعه باي شيء «مختلف عن ذلك من قبل الحكومة اليمنية».

ورفض السفير التعليق على سؤال يتهمهم باستخدام الأطفال كجواسيس في الحرب على الإرهاب، استنادا لتسجيل مرئي للقاعدة أظهر طفلا يقدم شهادته باستقطابه كجاسوس في الضربة الأخيرة على منطقة وصاب. قال «ليس لدي أي تعليق على ذلك، فنحن لا نرد على الدعاية التي تبثها القاعدة».

وبخصوص البيان الأخير الذي أصدره الشيخ عبد المجيد الزنداني، والذي أعلن فيه رفضه لما يحدث من مطالبات ب «الشذوذ الجنسي» حسب زعمه، والدعوة التي أطلقها لإعادة الاعتصامات..الخ.. سخر السفير من ذلك، وقال «الشيخ الزنداني ربما يكون مطلعا على أمر لم يطلع عليه غيره». وأضاف «وأعتقد أن مواقف المجتمع الدولي معروفة جيدا.. والشيخ الزنداني في الحقيقة ليس لديه ما يستحق القول».

وحول معاودة استخدام الطائرات بدون طيار بعد توقفها لفترة معينة، رد بالقول: «الطائرات بدون طيار هي عبارة عن وسيلة يتم استخدامها متى ما كان ذلك مناسبا، وليس هناك جدولا لهذا الأمر.. فإذا لم يكن هناك هدف مناسب لمثل هذا النوع من الوسائل فلا يتم استخدامها»، نافيا بشكل قطعي أن تستخدم تلك الطائرات لمجرد «الشك» فقط.

الطائرات بدون طيار تستخدم لأسباب.. وليس هناك جدول لهذا الأمر
وأضاف «وبالتالي فإن مستويات استخدام هذه الوسيلة الفتاكة، كما هو الحال بالنسبة لأي وسيلة فتاكة أخرى، لا يكون إلا عند مستويات عالية الدقة جدا».

الحوثيون ورفع الاعتصامات
وفي تعليقه على رفع الخيام من قبل بقية المكونات الثورية، في الوقت الذي رفض فيه الحوثيون ذلك، وإصدارهم بيانهم الأخير الذي يلمح إلى مراجعة موقفهم من المشاركة في الحوار، مع اتهامهم لدول خارجية بالتدخل وطبخ القرارات الجاهزة سلفا؛ قال السفير الأمريكي «مرة أخرى نقول أننا كنا سعداء جدا بأن نرى الخيام ترفع من التحرير وأيضا من التغيير.. ونقول إن التركيز الآن يجب أن ينصب على تنفيذ المبادرة الخليجية، وبشكل خاص ما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني.. ونؤمن أن اي فرد يريد ان يشارك في تأسيس يمن قوي ديمقراطي ومستقر ومزدهر، فعليه أن يقوم بذلك من خلال الحوار الوطني».

ثم أضاف «ولذلك فإننا لا نرى اي فائدة من الانسحاب من هذا المؤتمر، كونه الإطار الذي سيمكّن اليمنيين من تحقيق أهدافهم.. وبالتالي فإننا نعتقد أن اليمنيين جميعهم بغض النظر عن مذاهبهم أو قبائلهم داخل البلاد يجب أن يجدوا ملاذا آمنا وبناء داخل إطار اليمن الموحد». وبالنسبة لوجود طبخات لقرارت جاهزة بتدخلات خارجية، نفى ذلك، واعتبرها اتهامات عارية عن الصحة.

وفي سؤال آخر بشأن المفارقة في التعامل الأمريكي مع تهديدات القاعدة وحملها محمل الجد (كما حدث أثناء تهديدها بتقديم مكافأة مالية لمن يقتل السفير الأمريكي)، بينما يتم التعامل مع شعار الحوثيين بعيدا عن الجدية؛ ضحك السفير، وأوضح «نحن في حقيقة الأمر نأخذ كافة التهديدات على محمل الجد، وتهديد القاعدة الذي ذكرته كان يحدد عنصرا محددا بعينه، وبالتالي من ناحية أمنية بحته كان يجب أن نأخذ تلك التهديدات على محمل الجد»، أما بالنسبة لتهديد الحوثيين قال «فهو عبارة عن شعار، وهم بأنفسهم يسمونه شعارا، وبالتالي فإن الشعارات لا تتفق مع ذلك المستوى لأنها تظل شعارات».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.