قال الشيخ صلاح باتيس رئيس المجلس الثوري في محافظة حضرموت إن علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض هما من يتحمل مسؤولية حرب صيف 1994 ويجب أن يحاكموا. وأضاف ليس من المنطق أن يُحمل الشعب اليمني تداعيات هذه الحرب فهذا الطرح سيؤدي إلى مآلات مظلمة، مشيرا إلى أن اندلاع الحرب جاء بعد تأزم الوضع السياسي آنذاك. وقال باتيس الذي كان يتحدث في مندى غالب القرشي في ندوة سياسية يوم الأحد: إن الثقة بين الحراك الجنوبي والأحزاب السياسية كانت معدومة بفعل عوامل المصلحة التي جمعت بين الأحزاب وبين نظام صالح أكدتها انتخابات 99 الرئاسية.
وفي حديثه عن الوضع في حضرموت قال: ان حكومة الوفاق الوطني لا تحكم محافظتي المهرة وحضرموت، وان العقلية القديمة والممارسات السابقة ما زالت تعمل على شحن وتعبئة الشارع ضد الوفاق والرئيس.
وتابع باتيس قائلاً «أتحدى أن ترفع صورة واحدة لهادي في سيئون بينما صور صالح والبيض تملاً شوارعها، وإلى الآن لم نر رجال هادي في حضرموت».
وطالب بإجراء سلسلة من القرارات تزامناً مع الحوار الوطني تهدف إلى التغيير الحقيقي حتى تعاد الثقة إلى الوفاق وإلى مؤتمر الحوار، وأرجع نجاح مخرجات الحوار إلى مدى التغيير الحقيقي القائم على معيار الكفاءات لا الولاءات.
وقال باتيس إن ثمة أيادٍ تعمل على إفشال التسوية والوفاق والرئيس هادي، تتخذ من المحافظات الجنوبية مسرحاً لعملها، ويتم التسويق لرسائل سلبية تعمل على خلخلة البنية الوطنية وتبديد الثورة السلمية، والترويج على أن الحوار الوطني خطة جديدة للالتفاف على الثورة وأهدافها، مضيفا ان فرق الحوار الوطني التي تنزل إلى المحافظات الجنوبية يتم تضليلها وحصرها في قاعات الفنادق ويقال لهم أن خروجكم خطر على حياتكم، في القوت الذي يزور فيه رجال صالح حضرموت ويقيمون المهرجانات ولا يوجد أي خطر على حياتهم. وأرجع باتيس ذلك إلى فعل المطابخ السياسية الداخلية والخارجية التي تسعى إلى إجهاض الثورة الشبابية وتبديد أهدافها.
وأكد على أن معاناة الجنوب لم تبدأ عقب الحرب مباشرة، وإنما بعد أن صبغ الحكم في البلاد بلون واحد عقب انتخابات 1997م، وبدأت الاقصاءات من المؤسسات العسكرية والمدنية والقطاعات النفطية على وجه الخصوص «ولا يسمح للدارسين والباحثين الدخول إلى قطاعات النفط وبخاصة قطاع المسيلة».
وتمنى باتيس الذي كان أحد المشاركين في ندوة عن مخاوف فشل مؤتمر الحوار الوطني وفترة ما بعد الحوار الوطني لو أن الشعب استفاد هذه الدروس والإقصاء الذي وقع عليه وحسم انتخابات 2003 لصالحه، لكن نتائجها جاءت مخيبة للآمال حسب قوله، مما اضطر أحزاب المعارضة والقوى الوطنية إلى إعلان الهبة الشعبية في 2005 التي أحدثت زلزالاً عنيفاً لعرش صالح في انتخابات 2006، واختيار المهندس فيصل بن شملان كان رسالة قوية للحاكم أولاً وللجنوبيين ثانياً وخاصة أبناء حضرموت.
وأضاف «إنني أتذكر ان الاستاذ فيصل بن شمال قال في إحدى جلساته (لن أستطيع إسقاط علي عبدالله صالح لكنني سأحلحل (صواميل) الكرسي حتى يأتي الوقت المناسب الذي تسقطونه فيه)».
من جهته قال الدكتور غالب القرشي «أنا لا أخفي تشاؤمي السابق من التمثيل في مؤتمر الحوار، لأن 90% منه جاء بدوافع سياسية شخصية، لكن هناك قلة جاؤوا بدافع تحقيق أهداف الثورة وتقديراً لدماء شهدائها».
وأضاف ان الصورة التي طرحها صلاح باتيس صعبة ومؤلمة «ونتمنى على أعضاء مؤتمر الحوار أن يقدموا الصورة الحقيقية للأوضاع في المحافظات الجنوبية».
وتساءل الدكتور غالب، وهو برلماني وقيادي في التجمع اليمني للإصلاح، «لماذا يراد لبعض المحافظات كصعدة مثلاً أن تحكم من قبل قلة جاءت بالسلاح والأفكار الدخيلة. ومثلها حضرموت، لماذا لا ينتخب لها محافظ من أبنائها، ونتمنى أن يكون الإصرار على إبقاء السلطة السابقة في حضرموت مبرر مقبول».
وفي مداخلة للدكتور عبدالله الزنداني علق فيها على حديث صلاح باتيس قائلاً: ليس وحدهم أبناء حضرموت من يمنع من دخول قطاعات النفط بل جميع اليمنيين، والظلم الذي وقع عليهم وقع علينا جميعاً.
وأضاف «قدمنا مجموعة من الإصلاحات لهادي حين كان نائباً تخص شركة الغاز لكنه قال بالحرف الواحد (النفظ والغاز خط أحمر عليا)» مشيراً إلى أن المطابخ السياسية التي عملت في عهد صالح ما زالت تعمل حتى الآن ولم يسقط إلا صالح فقط.
حضر الفعالية الشيخ محمد حمدي يوسف ممثل ومفتي جماعة صربيا الإسلامية الذي تحدث في كلمة له عن أوضاع المسلمين في جمهورية صربيا وكوسوفو، مشيداً باليمن وأهلها ودورهم في نشر الإسلام والدعوة.