قال تعالى «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» صدق الله العظيم. مع نفحات الرحمة، وروحانية ليالي الشهر العظيم.. شهر البركة والخير، تتسامى أرواحنا ونستشعر معاني التراحم والأخاء، إلا أن البعض يريد ان يفرغ هذا الشهر من كل هذه المعاني الجميلة التي ارتبطت به، بل انهم جعلوا من ليالي هذا الشهر موضعاً للخلاف والاقتتال وترويع الابرياء في بيوت الله، واصبحت العبادات مدخلا للجدال والخلاف والتعصب اللعين.
ما يحدث في جامع التيسير وبعض الجوامع من تعدي البعض على المصلين ومنعهم من أداء صلاة التراويح بحجة انها «بدعة!!». إن كنتم تؤمنون بأنها بدعة فلا تؤدونها، وليس لكم الحق في أن تمنعوا غيركم من أدائها فهم لا يؤمنون بما تؤمنون به ولا يعتقدون بما تعتقدونه قال تعالى «أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ».
هنا هي النقطة الفارقة، لا يملك اياً كان أن يطوع الناس ويجبرهم على شيئ لا يريدونه أو يؤمنون به، ديننا قائم على الاختلافات والاجتهادات ولكلٍ الحق في الانتماء الى المذهب الذي يريد لكن بدون تعصب، فالتعصب ممقوت، وكما ذكر عن الغزالي في كتابه مكاشفة القلوب حيث قال «التعصب للمذاهب والأهواء والحقد على الخصوم والنظر لهم بعين الاحتقار ذلك مما يهلك العباد والفساق جميعاً»، قال الحسن – رضي الله عنه – «بلغنا أن أبليس قال سولت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم المعاصي فقصموا ظهري بالأستغفار، فسولت لهم ذنوباً لا يستغفرون الله منها وهي الأهواء»، والتعصب للمذاهب والأهواء من الأمور الباعثة على الأحقاد والضغينه بين ابناء الوطن الواحد وجالبة للتفرقة والتشرذم..
الاسلام بريء من كل هذا، ديننا دين يدعو للتسامح والتعايش والسلام بين جميع الفرق والمذاهب والنِحل، نحن من جهلنا المعنى الحقيقي للتعايش واحترام الآخر، ونزعنا الى منطق القوة في فرض آراءنا على الآخرين.
سئمنا الصراعات والتمادي وأن يصل ذلك الى بيوت الله التي أمر الله أن يذكر فيها اسمه قال تعالى، فتأتي أنت ترجوا من الناس ان يتبعوا فكرك وتوجهك وقد صبغت كل ذلك بصبغة الالوهية وبررت كل ما تقوم به من منع الناس ان يذكروا الله في بيته وتهددهم وتقتلهم بحجة انك من آل البيت ومن نسل اشرف خلق الله رسول المحبة والسلام والتسامح الذي لعمري إن كان موجودا بيننا ورأى ما تعمل ما كان ليرضيه أبداً ان تدعي انك تنتسب إليه.
يجب ان نفهم المعنى الحقيقي للتعايش وإحترام الآخر، وأن نتبع ما أتانا الله به قال تعالى «اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ» صدق الله العظيم.